• 4:01:32 PM
  • |
  • التعليقات: 0

"The Gladiator"

16-01-2020 02:30 PM

جريدة الملاعب - روما.. عاصمة المملكة الرومانية وحاضنة الحضارة الغربية التاريخية وأرشيفها الرائع، تلك المدينة التي عند زيارتها تأخذك برحلة إلى ذلك العصر لتعيش تفاصيلها مع كل مبنى أثري من المباني التي تحرس المدينة حتى يومنا هذا وتتذكر الأعمال الفنية التي خلدت تلك الحقبة الزمنية وصراع الرجال ومبارزتهم في تلك الساحات الرومانية، تتذكرعند رؤية مبنى" Colosseum" ذلك الروماني المقاتل النبيل "ماكيسموس" الذي خاض معاركه دفاعاً عن روما كما خاض أهم معاركه في ساحة مبنى "Colosseum" انتقاماً لعائلته في رائعة الفنان راسل كرو "The Gladiator" التي جعلتنا نرى كل مواطن من روما هو Gladiator و كأن الموضوع أصبح في DNA أبناء تلك المدينة الرائعة وكأن التطور التكنولوجي والحضاري الذي نعيشه لم يستطع أن ينتزع من روما تاريخها وهويتها الخاصة.

رياضياً وفي كرة القدم تحديداً يبدو الأمر مشابهاً لكل ما تحتويه تلك المدينة، الصراع الكروي في المدينة بين روما ولاتسيو في ساحة الملعب الأولومبي يعد من أكبر الصراعات في عالم كرة القدم والحماس الجماهيري الداعم للمقاتلين يجعلك تشعر بحماس غير عادي يصيبك بشكل جنوني، في نادي روما تحديداً كان لجماهيره علاقة خاصة مع قائدهم الأبرز تاريخياً "فرانشيسكو توتي"، ذلك القائد الذي رفض مغريات المال وعاش مسيرته الكروية في نادي روما وفياً له على الرغم من أنه من أفضل اللاعبين في في الساحة العالمية وقتها، صنع توتي من نفسه أيقونة ورمز وقدوة للكثيرين من أبناء المدينة والنادي، في روما كان توتي هو محور الكون ومركز الإهتمام ونال ما يستحق إلا أنه كان خلفه مقاتل آخر يحمل نفس الجينات الرومانية الأصيلة!

ولد دي روسي في العام 1983 وسرعان ما ظهر عليه حب نادي روما لينضم اليه باكراً ويكبر في جنبات النادي مقدراً قيمة ذلك الشعار وأهميته لمشجعيه، برز نجمه سريعاً وظهرت عليه جينات القيادة مبكراً وأحبته الجماهير بعد أن رأت فيه شيئاً مشتركاً مع ملهمم توتي، دي روسي قدم مع روما ومنتخب ايطاليا مستوى كروي جميل جذب اليه الأنظار إلا أنه كان واضحاً برفضه كل العروض واصراره على البقاء في ناديه على الرغم من علمه بوجوده في حضرة الملك توتي وإدراكه أنه لن يكون حديث الإعلام ولن ينال ما يستحق من الشهرة!

هي الحكايات نفسها.. لا تكون جميلة بشكل كامل ولا حزينة بشكل كامل، مسيرة دي روسي المليئة بالوفاء والحب والشغف شابها فترة صعبة مر بها اللاعب وناديه كانت بسبب "تمارا بيسنولي"، وقع دي روسي في حب تمارا بشكل جنوني وأراد الزواج بها إلا أنه اصطدم برفض العائلة بسبب طريقة حياتها واشتباه ارتباط والدها بعصابات المافيا إلا أن دي روسي أصر على الزواج فهذا ما حصل، المنعطف الذي حصل في حياة دي روسي كان لحظة مقتل والد تمارا على يد أحد رجالات المافيا ليمر بعدها دي روسي في فترة عصيبة احتاج فيها للبقاء بجانب زوجته واصطدم مع مدربه وناديه لكثرة غياباته، كل ما حصل لم يكن ذا أهمية لتمارا التي قررت التخلي عن دي روسي بحجة ظروفها النفسية إلا أن الحقيقة ظهرت لاحقاً لترتبط بشخص آخر متخلية عن دي روسي الذي أحبها وقاتل لأجلها! .. استمر تراجع دي روسي ومر بفترة عصيبة استبعد فيها من المنتخب كذلك وظهرت تلك الظروف للعيان في مباراة سيينا عندما شتمه جمهور سيينا وذكره بقصة تمارا لينهار دي روسي بالبكاء حينها!

الذئاب لا تستلم .. صفات كل من ينتمي لروما ومنهم دي روسي، عاد دي روسي من جديد بقوة لفريقه بعد أن تجاوز أزمته وتعرف على زوجته الجديدة، وراء كل رجل عظيم إمرأة تدعمه وتشجعه وقد تكون سبباً في عودته للحياة بعد استسلام وهكذا كانت سارة لدي روسي، عاد دي روسي وأكمل مسيرته مع روما إلى أن انتهى عقده لتعلن إدارة روما عدم تجديد عقده، قرار تقبله دي روسي ولم تتقبله الجماهير وتمسكت به وتغنت إلا أنه لم يكن من الممكن تجاوز الأمر لتودعه الجماهير وتوتي ملكهم كذلك ليرحل بعدها دي روسي إلى بوكا جونيورز ليخوض تجربة قصيرة لم تأخذ وقتاً طويلاً ليعلن بعده دي روسي اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي وينهي حكاية جميلة عاش تفاصيلها كل من تعلق بروما وفريقها.

التاريخ يخلد القصص لمن يستحق وكتاب التاريخ في روما خلد حكايات كثيرة ومتنوعة عن حضارتها وأبطالها، وكما احتوت صفحات التاريخ في كتاب روما على قصة الGladiator ماكسيموس والملك توتي فإن التاريخ سيجد في صفحاته متسعاً لحكاية جميلة لأميرعاش في ظل ملك روما وسطر حكاية الوفاء والحب لمدينته دون توقف اسمه دانيللي دي روسي!.




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية