• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة عالمية سيميوني .. الاستمرار الفاشل
  • التعليقات: 0

سيميوني .. الاستمرار الفاشل

25-01-2020 04:15 PM

جريدة الملاعب -

لا يمكن لأحد إنكار عظمة ما حققه دييغو سيميوني مع أتلتيكو مدريد بعد تحقيقه لقب بالدوري ووصوله لنهائي دوري الأبطال مرتين لكن علينا أن نتذكر جيداً أن آخر إنجاز من هؤلاء تحقق عام ٢٠١٦ وما حدث بعد ذلك لا يمكن تشبيهه إلا بالإبر المخدرة كالفوز بالدوري الأوروبي أو كأس السوبر وكل هذه الأشياء لا تمثل إلا عودة واضحة للخلف مقارنة بمدى النجاح المالي والرياضي الذي حققه النادي لسنوات طويلة.


 
 لا أحد يطالب أتلتيكو بلعب نهائي دوري الأبطال بكل موسم لكن على الأقل تقديم أداء جيد بالدوري واستغلال عثرات ريال مدريد وبرشلونة حين يحدث ذلك لكن أتلتيكو فشل بهذه النقطة تماماً كفشله بالدفاع عن فكره وتطوير أسلوبه.
  

حاول سيميوني خلال آخر موسمين تحسين شكل الفريق وخلق نزعة أفضل بالسيطرة وبناء اللعب لكن تعديل سيميوني لم يلقى نجاحاً كبيراً وبرر الغالبية ذلك باعتياد اللاعبين على الأسلوب الدفاعي وعدم صعوبة تغييره لكن هذه الحجة انتفت بالموسم الحالي بعد أن استقدم أتلتيكو مجموعة لاعبين جدد قادرين على تغيير شكل الفريق دون تحقيق ذلك. 

 

 مشكلة أتلتيكو لم تعد بالأسلوب أو باللاعبين بل باتت تكمن بعدم ظهور إبداع أو أي تطور مهم بمشروع الفريق وهو ما دفع العديد من النجوم لاختيار الرحيل والبحث عن فرصة بمكان آخر كما فعل غودين وغريزمان.


 
 قبل ٤ سنوات كان أي لاعب يتمنى الانتقال لأتلتيكو ويثق بمشروعه وكان اسم سيميوني يرتبط بأي نادٍ يرغب بتغيير مدربه لكن في ٢٠٢٠ لا يبدو الأمر شبيهاً بذلك والاستمرار بهذه الوضعية سيدفع النادي ربما لمزيد من التراجع.


 
 بالماضي القريب لدينا مثالين حيين لمدربين صعد اسمهما للقمة بعد نجاح كبير ومن ثم اختار كل منهما خطوة لمستقبله سواء بالبقاء أو الرحيل، يمكننا أن نضع يورغن كلوب مثالاً للمدرب الذي اختار الرحيل فإدارة دورتموند بذلت كل جهدها لإقناعه بالبقاء ويصف الرئيس التنفيذي للفيستفالي تلك اللحظة بالقول "كان الأفضل أن نبدل فريقاً بأكمله على التخلي عنه".


 حدد كلوب التوقيت المثالي للرحيل بعد موسم سيىء واحد، ولو أن مبررات الفشل كانت موجودة، لينطلق لليفربول ويكتب مجداً جديداً بمكان آخر ويضع اسمه سريعاً ضمن سجل عظماء النادي.


 
 بالطرف الآخر يذكر الجميع الفريق الذهبي لآرسنال الذي حسم دوري اللا هزيمة قبل أن يصل لنهائي دوري الأبطال عام 2006 قبل أن تبدأ ملامح الفريق بالتغير مع رحيل هنري وفييرا والعديد من الأسماء الكبيرة، حينها قرر فينغر خوض التحدي وبناء فريق جديد لكنه احتاج حوالي 12 عاماً ليتأكد أن ما كان يفكر به كان غير ممكن بل الأسوأ أنه تحول بآخر سنواته للرجل الذي يصدر المواهب كي تبيعها الإدارة دون الاكتراث بإمكانية تراجع الفريق.

 

كان على سيميوني أن ينهي التحدي مبكراً ويختار قبل عامين أو على الأقل بعد معرفته برحيل النجوم بنهاية الموسم الماضي أن يخرج ويفرض اسمه على الساحة كمرشح أول لأي نادٍ يرغب بتبديل مدربه لكن سعيه لخلق مشروع جديد دون امتلاك الفكر اللازم لكيفية تطوير هذا المشروع تسبب بإدخاله رفقة النادي بفوضى كبيرة.

كان بإمكان أتلتيكو استقدام مدرب يدرك قيمة اللاعبين الموجودين حالياً ويدفعهم لتقديم كرة قدم أفضل وهذا كان سيمثل استمراراً لمشروع سيميوني الذي حاول روخي بلانكوس من فريق جيد لممتاز لكن لا أحد بأتلتيكو يجرؤ على اتخاذ قرار الفراق وهذا قد يعيد الأتلتي بعد سنوات لنادٍ جيد مرة أخرى ويخرجه من قائمة العمالقة.

يحتاج اللاعبون لتحديات جديدة وأجواء مختلفة دائماً فاستمرار ذات المجموعة بذات أسلوب القيادة غالباً يؤدي لحالة من الارتخاء الطبيعي وهذا ما لم يتم تغييره بأتلتيكو واستسلمت الإدارة له مانحة سيميوني راتباً قياسياً دون معرفة مغزى ذلك سوى لإرضاء الجماهير!




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية