لاعبو الكرة في الأردن بين مقصلة السماسرة وسندان الأندية

جريدة الملاعب -

يعقوب الحوساني

يعيش اللاعب الأردني خلدون الخوالدة حالة من الترقب والقلق، حيث يواجه خطر الاعتزال القسري عن ملاعب كرة القدم بعد أن أصيب أخيرا خلال التدريب مع فريقه معان الصاعد حديثا إلى دوري المحترفين، ولكن النادي تنصّل من أي التزام تجاهه مدعيا أنه جاء إلى النادي مصابا.

وأكد الخوالدة للجزيرة نت أن المدرب السوري لفريقه عماد خانكان طلب منه بعد الإصابة عدم حضور التدريب، وقال "أتابع علاجي حاليا على نقفتي الخاصة لأن النادي رفض ذلك.. توجهت إلى لجنة شؤون اللاعبين التابعة لاتحاد الكرة (محكمة) وتقدمت بشكوى رسمية، ولكني لا أستطيع الإدلاء بتفاصيل القضية حاليا".

وقال أحد المقربين من الخوالدة -والذي فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن "خلافه بدأ مع خانكان، الذي طلب من إدارة النادي فسخ عقد اللاعب، الذي رفض ذلك كونه أصيب خلال تدريبات الفريق وليس قبل ذلك".

وأضاف "محامي الخوالدة طلب أن يخضع لفحص طبي من قبل لجنة مكونة من ثلاثة أطباء، أحدهم يختاره اللاعب وآخر يختاره النادي وثالث يختاره اتحاد الكرة، إلا أن النادي قابل هذا الطلب بالرفض".

وأكد أن الخوالدة "سيعود بعد فترة العلاج إلى التدريبات، لكنه سيتدرب منفردا ومن دون إشراف فني، وهذا الأمر سيؤخر عودته إلى مستواه ولياقته البدنية والفنية بشكل كامل".
ويرى مراقبون أن قضية اللاعب الخوالدة قد تأخذ وقتا طويلا حتى يصدر حكم فيها عن لجنة شؤون اللاعبين، الأمر الذي سيجعله بعيدا عن المنافسة بلا فريق، كونه لن يستطيع أن ينتقل إلى ناد آخر حتى يصدر حكم في قضيته.

أين رابطة اللاعبين المحترفين؟
وتتشابه القضايا التي تبحثها لجنة شؤون اللاعبين، ويأخذ بعضها وقتا طويلا حتى يصدر فيها حكم، وعلى سبيل المثال فإن اللاعب المعتزل ماهر الجدع ينتظر منذ عام 2018 وحتى الآن للبت في شكوى قدمها ضد ناديه البقعة بسبب فسخ عقده وعدم دفع مستحقاته المالية.

وفي السياق ذاته، أكد مراقبون للجزيرة نت رفع عدد من اللاعبين شكوى ضد أحد الأندية غير المحترفة بحجة إنهاء عقودهم بتوافقات مالية مزورة، لافتين إلى أنه إذا ثبتت هذه الشكوى ضد النادي فإنه يواجه خطر الإغلاق وتحويل القضية إلى المحاكم المدنية.

وعلى وقع هذه القضايا التي تهدد حقوقهم، قرر عدد من اللاعبين تأسيس "رابطة اللاعبين المحترفين الأردنيين" بهدف "رفع الوعي بين اللاعبين قبل توقيع عقودهم مع الأندية، والحفاظ على حقوقهم، وتأمين مستقبلهم بشكل أفضل"، كما يقول الناطق باسم الرابطة محمد عبد الرؤوف للجزيرة نت.

ويضيف عبد الرؤوف المنخرط في صفوف نادي شباب العقبة "أنشانا هيئة تأسيسية مكونة من خمسة لاعبين، ونسعى إلى الحصول على اعتراف من رابطة اللاعبين المحترفين الدولية (فيبرو) لنبدأ عملنا بشكل رسمي في الأردن".

ويشير إلى أن "ضعف الثقافة القانونية لدى بعض لاعبي الكرة يجعلهم ضحايا لجشع سماسرة اللعبة ولمراوغات بعض الأندية"، مبينا أن الرابطة "عقدت حديثا سلسلة اجتماعات مع أعضاء في اتحاد الكرة، وعدلنا مسودة عقود للاعبين كي يتم اعتمادها مستقبلا، ونسعى لأن نكون في شراكة دائمة مع الاتحاد".

وأصدرت لجنة شؤون اللاعبين العديد من الأحكام لصالح اللاعبين، وفسخت أخيرا عقود عمر مناصرة وفادي الناطور وسليمان أبو زمع مع نادي الجزيرة، بعد أن تأخر هذا الأخير في دفع مستحقاتهم وثبت عجزه عن السداد.

دعم الاتحاد الأردني
ومن جانبه أعرب الاتحاد الأردني لكرة القدم عن جاهزيته للاعتراف برابطة اللاعبين المحترفين الأردنيين في حال حصولها على الاعتراف الدولي، بحسب فليِّح الدعجة نائب أمينه العام.


فليح الدعجة: يهمنا أن يكون هناك روابط للحكام والأندية واللاعبين (مواقع التواصل)
ويقول الدعجة للجزيرة نت إن "الاتحاد سيقدم للرابطة كامل الدعم اللوجستي لتنال الاعتراف الدولي، وسيكون عونا لها ولأعضائها بما يخدم اللاعب الأردني"، مضيفا "نحن جاهزون للوقوف مع جميع أركان اللعبة، ويهمنا أن يكون هناك روابط للحكام والأندية واللاعبين كل على حدة".

وكان اتحاد الكرة قد عرض على أندية المحترفين قبل نحو خمس سنوات إنشاء "رابطة الأندية الأردنية"، ووقع للغرض ذاته اتفاقية مع رابطة الدوري الإسباني عام 2017، بيد أن مراقبين أكدوا أن الأندية لم تبد حماسا لهذه الفكرة، لتؤول إلى عالم النسيان.