• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية ضربة جزاء أين نحن من رياضة العراق !!
  • التعليقات: 0

أين نحن من رياضة العراق !!

05-05-2020 09:24 AM

جريدة الملاعب - أنس عشا
بداية وقبل أي حديث، أود التأكيد على عدم انتقاصي من كرتنا والجهد المبذول فيها، بل الإشادة بالرياضة العراقية التي تقدم عملاً جباراً رغم كل الظروف، مما جعلني أسأل نفسي دائماً، ماذا لو كان العراق مستقراً سياسياً ولم بعاني من ويلات هذه الحروب !!


في العراق كانت هناك حرب عالمية، طيران جيوش العالم يحلق في سماء بغداد، موت في الشوارع، تسريبات مرعبة عن سجن أبو غريب، قتل وإرهاب وطائفية، فكانت جرعة الحياة الأولى، بشبان صغار نشأوا تحت الحصار وانفجروا في بداية الحرب محققين انجازاً تاريخياً للرياضة العربية في أولمبياد أثينا عام "2004" وهو المركز الرابع على منافسة كرة القدم بقيادة الوطني عدنان حمد، ربما كان هذا رد الاعتبار الأجمل للجنة الاولمبية التي دُمر مبناها ونُهب في بداية اجتياح بلاد الرافدين.

وللعلم العراق شاركت في منافسات الساحرة المستديرة في الألعاب الأولمبية "5" مرات بينما نتحتفل دائمتً بالمشاركة الايجابية لمنتخباتنا الأولمبية في البطولات القارية، وأننا كسبنا جيل للمستقبل والقادم أفضل، وطبعا لا نرى جيلاً في المستقبل ولا قادم أفضل مما نصل له في كل مرة، وبالطبع لن اتحدث عن الظهور المونديالي للعراق في عز الحصار والحروب، ولن أتكلم عن فئاتهم العمرية التي تشرف كل العرب في كل كأس عالم.

لم تنتهي الحكاية، في عام "2007"اشتدت الحرب الطائفية في العراق، فالاحتلال يعرف تمزيق المجتمعات جيداً، ولكن عاد الشبان ذاتهم لتوحيد العراق في أصعب الظروف والعودة للعاصمة المنكوبة بأجمل مجد ممكن، لقب القارة الآسيوية، التي نحتفل عندما نصل للأدوار الإقصائية فيها، بينما لا تغيب شمس العراق عن مربعها الذهبي تقريباً، ربما لأننا شعب يحب الفرح وإن كنا متهمين بالنكد، وقد تكون تلك الفرحة العراقية المربوطة بكرة القدم هبة من السماء تداوي جروح ذلك الوطن الحزين على أبنائه.

أكثر النقاط التي تستفزني في المقارنة بين الكرة الأردنية والعراقية، ملف الاحتراف الخارجي للاعبين وأعتقد أن هذا سبب جوهري أساسي لتفوق أسود الرافدين من حيث الانجازات، وهو تقدير اللاعبين لذاتهم، فأنت إن قررت أن تشاهد الأندية التي يلعب لها اللاعب العراقي، ستكتشف أنه ورغم الحرب لا يخرج من أندية المقدمة في دوري بلاده إلا لأندية أكبر في الدوريات العربية وبمبالغ بالملايين، بينما يوافق لاعبونا على اللعب للأندية التي تنافس على الهبوط او في الدرجات الأدنى من المحترفين ومقابل "ملاليم"،فماذ كان ينقص نجوم عصر أردن عدنان حمد، ليحترفوا بأندية الخليج "السوبر" مثل ما فعل نجوم العراق !!


وحتى في التقدير والعمل المهني التخصصي، لا نرى مثلاً وزيراً رياضياً للشباب والرياضة في الأردن، بينما لا يغيب نجوم كرة القدم عن هذه الوزارة في العراق وأخرهم اللاعب الكبير عدنان درجال، فهل تحتاج هذه الخطوة للمال ايضا، وهل يشكل البُعد المادي أهمية في المسيرة الرياضية أكبر من أهمية الاستقرار السياسي وعدم وجود حروب ؟!




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :