حلم النشميات أقرب من أي وقت مضى !!

جريدة الملاعب - أنس عشا
عند اعتزال نجمات المنتخب الوطني "ستيفاني النبر، ياسمين خير وشروق الشاذلي"، كان حديثهن واحد، بأن الخيبة الأكبر في مسيرة منتخب النشميات منذ انطلاقه في بداية الألفية الجديدة، كانت ضياع فرصة التأهل لكأس العالم للسيدات فرنسا "2019"، فرغم أن الحلم كان قريباً للغاية، إلا أن التعثر الغريب والكارثي في البطولة الآسيوية في الأردن؛ تسبب في ضياعه ونهاية مسيرة النجمات المؤسسات للكرة النسوية الأردنية والعربية دون تحقيق الظهور العربي الأول في تاريخ المونديال.


عوامل كثيرة أعادت إحياء الحلم للجيل النسوي الجديد والذي يشكل مزيجاً من خبرة نجمات جيل التأسيس وفي مقدمتهم  الخبيرات: أية المجالي، ميساء جبارة، شهيناز جبرين، لونا المصري وعبير النهار، وطموح اللاعبات اللواتي لعبن في كأس العالم للشابات في الأردن 2016"، أمثال: روزبهان فريج، تسنيم أبو الرب، سارة أبو صباح، لين البطوش، العنود غازي ونور زوقش، بالإضافة للاعبات الصاعدات اللواتي أثبتن أنفسهن في الدوري المحلي، مثل: لجين البطوش وزينة حازم، مما يقدم جيلاً متنوعاً بالقدرات وأسلوب اللعب وحتى الأعمار، وهو الأمر الذي سيعطي المدرب القادم لمنتخب النشميات زخماً كبيراً بالاختيارات والمواهب.



أهم المعطيات التي أعادت إحياء الأمل لمنتخب النشميات ليكون صاحب العبور الأول نحو كأس العالم هو قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال القادم لـ "32" فريق، وبالتالي زيادة فرص المنتخب الوطني التي تضاعفت بشكل إضافي بمنح أستراليا ونيوزلندا شرف تنظيم البطولة عام "2023"، مما يعني حصولهما على مقعد تلقائي وعدم منافسة الأولى في التصفيات الخاصة بقارتنا، وهو الأمر الذي يجعل مقعدها الشبه مضمون في التصفيات متاح لغيرها من المنتخبات، علماً أن المنتخب الأسترالي من أهم فرق القارة، ووصل لنهائي البطولة الآسيوية قبل عامين، كما فرض نفسه فريقاً مهماً عالمياً بعد الفوز المثير على المنتخب البرازيلي في النسخة الأخيرة من كأس العالم.


غالباً سيكون عدد المقاعد الآسيوية في كأس العالم "7" على الأقل، ومنطقياً منتخبات "اليابان، الصين، كوريا الجنوبية" ضامنة للتأهل، بينما سيتنافس منتخبنا الوطني مع فيتنام، كوريا الشمالية، أوزبكستان، تايلاند والفلبين وغيرها من المنتخبات التي قد تظهر خلال التصفيات على المقاعد الـ "4" المتبقية، وهو أمر متاح جداً على الورق، وربما يكون الوصول لكأس اسيا هو الأمر الأصعب في رحلة الوصول للمونديال.


المهمة السهلة على الورق لا تعني أن العمل لا يجب أن يكون بقمة الإحترافية حتى لا نتحسر على الحلم مجدداً، بل يعني أننا يجب أن نختار المدير الفني المناسب للنشميات بطريقة صحيحة، وأعتقد أننا نمتلك أسماء محلية قادرة على قيادتنا لأستراليا ونيوزلندا، في مقدمتها المدربة منار فريج، والمدرب ماهر أبو هنطش، وعلينا تحديد موعد عودة الدوري المنقطع منذ ما يزيد عن العام، وضمان استمراريته بطريقة صحيحة ومنتظمة وبمستوى جيد من التنافسية، وبالطبع ضمان التوظيف الصحيح للاعبات الأردنيات المحترفات بالخارج أمثال: "سارة أبو صباح مع فريق بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني وميساء جبارة مع فريق غرونوبل الفرنسي" وتسويق المزيد من اللاعبات للاحتراف في أوروبا، وبعد ذلك سيكون الحصاد بالطريقة التي نتمنى بكل تأكيد.