• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية آراء وتحليلات الإحتراف .. قرار سياسي
  • التعليقات: 0

الإحتراف .. قرار سياسي

20-02-2018 08:22 PM

جريدة الملاعب -

ujgvm_tiago_badr
الملاعب- بدر الدين الادريس


لو أخضعنا مشاريع الإحتراف التي تبنتها بعض إتحادات كرة القدم الدول العربية لفحص دقيق، يرصد لنوعية المخاض ولطبيعة الميلاد ولكل الصعوبات التي إعترضت المسير من نتوءات واهتزازات، بل وزلازل بنيوية هي من أصل وطبيعة أي تغيير يحدث على المنظومة في صورة ثورة، لوجدنا أن هناك توحدا في طبيعة المعاناة وإن إختلفت الظواهر ودرجات الإصابة بالرشح.

والمعاناة هي من صميم ما كنت أنادي به كثيرا وأنا أحدس ما ستكون عليه هيئتنا ونحن نؤسس للإنعطافة وللتحول الكبير، من أن مبتدأ المشروع الإحترافي أمران إثنان، أولهما مدى إستعداد الفكر الرياضي لهذا الإنتقال الإستراتيجي فهما وتطابقا، وثانيهما الإرادة السياسية التي يجب أن تؤمن المشروع الإحترافي، أن تأمن عليه وأن ترافقه لحظة بلحظة إلى أن يشتد عوده..

وقد تكون صفة الإلتزام، بل وحتى الإكراه على إعمال نظام الإحتراف والتي تأتي من خيارات مفروضة من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم، هي أول ما عرض المشروع الإحترافي إلى الإهتزاز والذي بلغ هنا وهناك درجة مخيفة، فهناك بون شاسع بين أن يكون بلد قد مهد باحترام مطلق لقواعد التغيير للإنتقال إلى الإحتراف وأخذ في ذلك ما يكفيه من الوقت، وبين أن يكون بلد قد أسس مشروعه الإحترافي تحت الإكراه فجاءت القواعد القانونية والفكرية هشة، وأظن أن كثيرا من المشاريع الإحترافية العربية كانت من هذه الطينة، أي أنها لم تأخذ جديا ما يكفي من الوقت لتأهيل القاعدة الكروية فجاء المشروع الإحترافي مشوشا، مضطربا وغير متماسك..

وأستدل على كل هذا بما يعيشه النموذج الإحترافي المغربي وهو بعد في سنته الأولى، في مرحلة الحبو الصعبة، من إستعصاءات ذات طبيعة بنيوية أحيانا وذات طبيعة فكرية أحيانا أخرى، فبينما كان رؤساء بعض الأندية يسألون إتحاد الكرة وقد تبنى مقاربة جديدة في مطالعة السنة الثانية من الإحتراف عن جدوى هذا المسير الإحترافي في شوطه الأول وبماذا أفادهم، إذا بمشروع قانون المالية المغربي لسنة 2012 والذي تأخر نسبيا عن موعده، جراء التشكيل المتأخر للحكومة، يصيب الوسط الرياضي المغربي، الوسط الكروي تحديدا بصدمة عنيفة وهو يفعل قرارا بإخضاع أجور الرياضيين المحترفين للإقتطاع الضريبي..

قرار لا يرفضه رؤساء الأندية تملصا من أداء ضرائب مستحقة تفرضها العدالة والمساواة بين المواطنين ولكنهم سيلتمسون في تنزيله فسحة زمنية، سقفا زمنيا يتوافق عليه، ومن أجل ذلك توجهوا بخطابات واضحة إلى وزير الشباب والرياضة، بل وإلى رئيس الحكومة..

وإذا كان قرار إخضاع أجور الرياضيين المحترفين للإقتطاع الضريبي قد قسم الرأي العام المغربي إلى من يرى إلزام الأندية بالقرار تنزيلا لمضامين الدستور الجديد ولا يرى مجالا لإعطاء مهلة زمنية، وإلى من يرى أن صيانة المشروع الإحترافي وتجنيبه كارثة الموت خنقا تفرض إعمال نوع من الليونة بوضع تدرج زمني، فإنني أرى أن هذا التعارض المحتمل الذي قد يأتي في صورة تصادم قوي بين جهة مشرعة ومنفذة هي الحكومة وجهة ملزمة بالدفع من دون تنازلات هي الأندية الرياضية، سيعيد إلى السطح ما تم تناسيه لحظة الميلاد المتشنج للمشروع الإحترافي، أن هذا المشروع هو في أصله الأول قرار سياسي أكثر منه قرار رياضي.

وأن يكون قرار الإحتراف سياسيا معناه أن تكون الدولة هي الحامي الأول له، هي الضامن الشرعي لنجاحه وهي المسؤول الأول عن دعمه ومؤازرته..

لو أن الحكومات العربية تنبهت إلى أن المشروع الإحترافي لا يمكن أن يعيش من دونها، لقطعنا نصف الطريق في إنضاج هذا المشروع وفي إعطائه إكسير الحياة..




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :