العالم تغير .. والدول الثلاث الوحيدة في العالم التي قاطعت ارسال لاعبات أو رياضيات طوال تاريخ الدورات الاولمبية، ستشارك ممثلات عن نسائها في اولمبياد لندن في الصيف المقبل .. الدول الثلاث هي قطر وبروناي والمملكة العربية السعودية .
** قطر كانت قد أكدت مشاركتها منذ فترة وخاصة بعدما ظهرت وتفوقت منتخباتها النسائية على المستويين الفردي والجماعي في دورة الالعاب العربية بالدوحة في ديسمبر 2011، وبروناي أيضا أعلنت مؤخراً أنها ستشارك في اولمبياد لندن بلاعبة او أكثر حسب شروط اللجنة الاولمبية .
أما السعودية ، فكانت "الشوكة" التي تقف في "زور" اللجنة الاولمبية الدولية ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" الامريكية واللتين كانتا في مهمة أشبه بالمهام الحربية، وخاضا حرب تصريحات إعلامية ورياضية شرسة ضد المملكة من أجل فرض الرياضة النسائية رسميا في السعودية وضرورة المشاركة النسائية في الاولمبياد وإلا فإن المملكة قد تتعرض للإيقاف عن المشاركات الاولمبية .
** وقد استجابت المملكة أخيرا لهذه الضغوط ، ولكن بشكل خاص ، حيث ان المشاركة النسائية السعودية التي تأكدت بحسب تصريحات رسمية للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب بالمملكة في الاسبوع الماضي على هامش مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات مجلس وزراء الرياضة والشباب العرب بجدة، ستكون من المبتعثات او الدارسات السعوديات المقيمات بالخارج ولن تكون من المقيمات بالمملكة .. وجاء في نص تصريح الامير :" المشاركة النسائية السعودية تأتي حسب رغبة المشاركات من الدارسات أو المقيمات في الخارج ، وما سنقوم به هو أن نعين ونعاون، حتى تكون المشاركة في الإطار المناسب وأن تتفق مع الشريعة الإسلامية وذلك بناء على رغبة من تريد المشاركة ، وليس تبنياً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب " .
** وقال الأمير حول موضوع مشاركة المرأة السعودية في المنافسات والنشاطات الرياضية الدولية " المملكة تلقت منذ أكثر من عشرين عاماً دعوات للمشاركة في الأحداث الدولية ، ولكن لم يكن هناك وجود نشاط رياضي نسائي و لم يكن هناك أي توجه بهذا الشكل ، ولكن الآن هناك مئات وإن لم يكن آلاف ممن تمارسن الرياضة ولكن بشكل خاص ولا يوجد أي علاقة لرعاية الشباب بها ،و لا نتبنى أي مشاركة نسائية سعودية في الوقت الحاضر في الاولمبياد والبطولات الدولية المختلفة.
** وحتى هذا القرار لم يجعل منظمة "هيومن رايتس ووتش" تتراجع عن اتهامها بأن الحكومة السعودية تلجأ للتمييز المنهجي ضد المرأة في الرياضة والتربية البدنية عن طريق استبعاد النساء والفتيات من الرياضة.. ورغم أن هذه المنظمة المشكوك في أمرها لا تجرؤ على مهاجمة الكثير من مشاكل حقوق الانسان في امريكا وبعض الدول الاوروبية سواء الذين ينامون في الشوارع أو مقالب القمامة ولا يجدون الطعام او المأوى أو العلاج اومن يتعرضون لجرائم الشذوذ والعنف، فإنها تحاول دس أنفها الطويلة في الشؤون الداخلية للدول عن طريق الرياضة رغم أنها أمر هامشي ولا يمت بصلة لحقوق الانسان ولم نسمع هذه المنظمة تشير لتقصير في حقوق الانسان الرياضية للرجال او النساء في الهند مثلاً أو رواندا أو عشرات الدول التي لا توفر لسكانها الطعام او المسكن وليس رفاهية ممارسة الرياضة ، ولكن هذه المنظمة تزعم أن المملكة لا زالت تخالف الميثاق الأوليمبي بسبب انتهاكاتها الممنهجة لحق المرأة في المشاركة في الأنشطة الرياضية داخل المملكة.
** ومن وجهة نظري أن لا تعير السعودية هذه الاراء أي أهمية ، وأن تمضي بتنظيم هذا القطاع وفق ترتيبات شرعية ومجتمعية هادئة وحكيمة دون تسرع او استجابة للضغوط، وأن يتم التركيز على إدخال تدريجي للرياضة البدنية للطالبات في المدارس ودراسة إنشاء أندية نسائية متخصصة ومنح فرصة الممارسة للجميع ، على أن تكون الرياضات التنافسية مقتصرة على لعبات معينة تتسم بالاحتشام مثل الفروسية او الرماية او تنس الطاولة .
** وبعيداً عن ذلك ، تبدو الفرصة مهيأة في اولمبياد لندن لراميات سعوديات او فارسات مثل الفارسة الواعدة دلما ملحس التي كانت أول رياضية سعودية تشارك في دورة عالمية ،إبان دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب بسنغافورة في أغسطس 2010 وذلك في فئة قفز الحواجز ضمن منافسات الفروسية، حيث أحرزت الميدالية البرونزية.
** وستكون هناك مشاركة سعودية نسائية أخرى ملحوظة في لندن ،حيث اختارت اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن ، المذيعة السعودية ريما عبدالله، للمشاركة في حمل الشعلة الأولمبية خلال أولمبياد لندن إلى جانب 8 آلاف رياضي ورياضية.
نحو أحزاب سياسية اردنية فاعلة
الرد على تعليق 
