"يالخضرا يا عمري" ..

جريدة الملاعب - كعاشق يغيب عن حبيته لظرف قاهر، لكنه ما يلبث أن يعود بقمة الشوق، ومنتهى الذوق، هو حال فريق الوحدات، فبعد موسم من الجفاء، عاد بسرعة البرق، ليروي عطش اللهفة، بمعانقة لقب بطولة دوري المحترفين لكرة القدم، عن جدارة واستحقاق.

الرئيس يوسف الصقور أعلنها منذ بداية الموسم وبصوت الواثق "تكلكوش"، وجماهير الوحدات أعدت العدة، للمساندة والمؤازرة، فالتفت حول الفريق كالبنيان المرصوص، وظلت تهتف له بالمُرة قبل الحلوة :"نادي الوحدات، نادي الأبطال، احنا معاكو شو ما صار ، ديماً معاه ... روحنا فداه، بنلف وراكو بلاد الله"، "يا الخضرا يا عمري، معاكو للممات".

ولأن الإرادة والتصميم على تحقيق الهدف، كانت سمة عمل منظمومة نادي الوحدات التي تسلحت باصرار لا يلين، وعزيمة لم تفتر، كان لا بد للجهود أن تثمر، فعاد الوحدات إلى حضن البطولات.

الوحدات أحسن قراءة واقعه، كان يعاني من ضعف واضح بقدراته على صعيد العناصر والمواهب، ليقوم بإبرام تعاقدات مع ألمع نجوم الكرة الأردنية، فجهز فريقاً، هو أشبه "بفريق الأحلام"، حيث وجدناه من حيث الأسماء، منتخباً بفريق.

ولم يكن الموسم سهلاً على "المارد الأخضر" ، فالمنافسة بلغت أشدها، ولا سيما في مرحلة الذهاب، حيث تصارعت عدة فرق لاعتلاء الصدارة، إلا أن الوحدات بتصميمه ونفسه الطويل، وجيشه القوي، وشوقه الجارف، كان يسبق الجميع إلى اللقب، ليحصد ثمار الجدّ والتعب.

وليس غريباً على ناد بحجم الوحدات أن يعود بهذه السرعة الفائقة، ليستعيد قمة أمجاده، فهو بعهد الإحتراف يعتبر الأفضل، وهو منذ بداية الألفية الجديدة، يعد الأكثر حصداً للقب الدوري.

وتوّج الوحدات بلقب الدوري "9" مرات على امتداد "19" عاماً، هي ما مضى من عمر الألفية الجديدة، وبمعنى أدق فإنه استحوذ تقريباً على نصف الألقاب ، ليتمسك بصولجان الزعامة بزمن الألفية الجديدة.

بقي القول، بأن الوحدات سيطلق العنان لأفراحه التي ستتواصل لأيام وأيام، لكن حرّي به أن لا ينسى وسط صخب أفراحه المستحقة، أن مشجعه الوفي محمود فخري "أبو غضب"، الذي سقط وهو يشجع فريقه الموسم الحالي من على المدرجات مفارقاً الحياة، يستحق أن يُهدى اللقب، لروحه ، كلمسة وفاء للأوفياء.