• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية المرصد التجربة الألمانية وفخر المشجع الألماني
  • التعليقات: 0

التجربة الألمانية وفخر المشجع الألماني

30-06-2018 12:19 PM

جريدة الملاعب - طارق غصاب

المتتبع لمسيرة الكرة الألمانية وتحديدا بعد الفوز بلقب يورو 96، يعلم أنها مرت بمرحلة شهدت تراجع مخيف كانت شرارته الخروج من ربع نهائي كأس العالم 1998 بفضيحة كروية أمام كرواتيا مرورا بالمشاركة في يورو 2000 والخروج من الدور الأول ختاما بالسقوط المدوي بخماسية أمام انجلترا في ميونخ، مرحلة عانت فيها الكرة الألمانية وفقدت قيمتها على الساحة العالمية.

بعد السقوط في يورو 2000 رحل الإتحاد الألماني لكرة القدم وحل مكانه طاقم جديد برئاسة تيو تسفانسجر متحملا مسؤولية تغيير النهج الكروي في بلاده والبدء بما سمي ب "الخطة العشرية"، خطة أعتمت على إراحة النجوم الكبيرة والبدء بدهم المواهب الشابة والفرق الصغيرة و إنشاء الأكاديميات الكروية في كامل الأرض الألمانية، وعلى صعيد مواز فتح المجال أمام اللاعبين ذو الأصول غير الألمانية بالإنضمام للمنتخب فازداد عدد اللاعبين المحليين في الأندية وتوسعت الخيارات المطروح ضمها للمنتخب.

العامل الإقتصادي كان مأخوذا بعين الإعتبار في المانيا، فلم تعد تسمع عن مشاكل مالية كبيرة في الدوري الألماني وتوزعت حقوق البث بالتساوي بين الأندية فتم رفد خزائن الفرق المتواضعة بدخل مالي جيد لتطوير نفسها بالإضافة الى قانون 50+1 الذي يمنع امتلاك الفرد لأكثر من 49% من النادي لمنع الإحتكار قبل أن يتغير شكل الكرة لما هي عليه حاليا.

دخلت الخطة الألمانية حيز التنفيذ فتم بناء 121 مركز للمواهب الصغيرة والشابة ودعم أكاديميات الأندية لتبدأ بعدها رحلة انتظار النتائج، أولها كان في كأس العالم 2006 عندما ظهرت مواهب مثل بودولسكي ولام على الساحة الكروية فقدموا مع البقية كرة جميلة وصلوا فيها الى نصف نهائي كأس العالم ونهائي اليورو 2008.

على صعيد مواز، تحقق الإنجاز الأهم في الخطة العشرية في عام 2009 عندما فاز منتخب تحت 21 عام بقيادة أوزيل باليورو، وقتها تأكد الإتحاد الألماني أن الخطة تسير وفق المطلوب فالإهتمام بالمواهب الشابة وفتح الباب أمام الأصول المختلفة للعب في المنتخب جلب لهم اليورو بأقدام مواهب نسمي منها أوزيل وخضيرة وهوملز ونوير.

العام العاشر للخطة الألمانية كان موعد تقديم المشروع للعالم الكروي، وهل هناك فرصة أفضل من كأس العالم؟؟ المنتخب الألماني بغياب بالاك وبقيادة عراب المشروع الألماني "لوف" قدموا مشروع كروي هجومي فتي بأقدام مولر وأوزيل وخضيرة محاطا بخبرة كلوزة وشفاينشتايجر ولام وبودولسكي، مشروع كان الأمتع كرويا وأطاح بمنتخبات كبيرة بالأربعات قبل الهزيمة في نصف النهائي أمام المنتخب الإسباني المتوج وقتها باللقب.

اذا المشروع أصبح واقعا وكل ما كان يحتاجه للاستمرارية هي لمسات رسام خفيفة لضمان الاستمرارية، وهنا كان لوف يقدم موهبة تلو الأخرى ويبلورها لخدمة المنتخب، فغذى المنتخب "الشاب الخبير" بمواهب مثل رويس وجندوجان وكروس وقدم يورو جيدة في عام 2012خرج فيها من نصف النهائي مرة أخرى أمام الطليان.

كل هذه المؤشرات كانت تشير الى أن التتويج مسألة وقت، فلا يمكن أن ينتهي هذا المشروع بلا مكافأة تليق بقدر الاجتهاد الذي قامت به المنظومة الألمانية، دخل المنتخب الألماني كأس العالم 2014 بنفس "النهج"، منتخب شبابه يملك الخبرة يتم تدعيمه بمواهب لتكمل المسيرة، فأصبح مولر وأوزيل بعمر 25 و 26 على التوالي مع شفايني ولام ونوير عناصر خبرة مدعمة بشباب مثل جوتزه وشورله، لاحظ كيف أن مدخلات المشروع في وقت سريع تصبح قاعدة متينة تتيح المجال لمدخلات جديدة، فكان الفرح حاضرا أخيرا بتتويج ألماني ببطولة العالم، فوز استحقته المانيا عطفا على مسيرة بدأت منذ خروج اليورو عام 2000، فوز كان محاطا بلحظات عظيمة كالفوز التاريخي بسباعية على البرازيل في أرضها وتصدر كلوزة لائحة الهدافين التاريخية لكأس العالم، تخيلوا أن مولر بعمر 25 له 10 أهداف بكأس العالم! تخيلوا أن هدف الفوز في البطولة صنعه اليافع شورله وسجله اليافع جوتزه. ولعل تصريح لوف يومها أن الفوز هو ثمار مشروع عمره أكثر من 10 سنوات يشرح الأمر.

اليوم نعم المانيا خارج كأس العالم بطريقة محرجة جدا وغير مرضية معلنة نهاية حقبة كروية جميلة أفرحت محبيها، إلا ،أن المشروع ما زال قائما مستمرا وما زال المصنع يغذي الماكينات بشباب فازوا مؤخرا بكأس القارات وبطولة يورو 2017 تحت 21 عام، لتبدأ مرحلة جديدة من الإحلال والتبديل قبل أن يعود الألماني قويا كعادته، كما يحق لمشجعيها التفاخر بالنموذج الكروي الذي قدمته المانيا للعالم والذي عقد الكثير من المنافسين ووصل لحد الإهانة "الكروية" لكبار الكرة العالمية حتى وصل الحال الى أن ينتظر الجميع سقوط الألمان، فعلى المشجعين الألمان أن يرتاحوا قليلا وعلى الأخرين أن يستغلوا الوقت للفرح قليلا فالألمان عائدون.




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :