• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية من النافذة "شركات كرة القدم .. الإقتصاد يجلب...
  • التعليقات: 0

"شركات كرة القدم .. الإقتصاد يجلب البطولات"

28-07-2018 04:03 PM

جريدة الملاعب -

طارق غصاب

تأثرت كرة القدم حول العالم بالعديد من العوامل السياسية والتكنولوجية والإقتصادية التي أسهمت بتغيير شكلها وشكل مؤسساتها، لعب العامل الإقتصادي تحديداً دوراً كبيراً في هذا التغير وأًصبح اللاعب الأساسي في عالم كرة القدم فمن كان قوياً ومواكباً للتغيرات بقي على قيد الحياة، هذا التغير والتطور حول أندية كرة القدم من تجمعات شبابية يمارس فيها منتسبيها الرياضة وينمون من مواهبهم إلى مؤسسات ذات رأس مال متحرك يعتمد وجودها بالدرجة الأولى على وضعها المالي وقدرتها على الإستثمار والتطور وتحريك خزينتها المالية بل ووضع الخطط الإستراتيجية والتسويقية اللازمة لتوفير دخل يتناغم مع مقدار ما يتم صرفه على الفرق الرياضية، ضف إلى ذلك الدخول الكبير لرجال الأعمال على الساحة الرياضية واستثمار أموالهم في الأندية الرياضية.

هذا التطور فرض على مجالس إدارات شركات كرة القدم استحداث مناصب جديدة كجزء من الهيكل التنظيمي للشركة ذات وصوف وظيفية محددة مبنية بالدرجة الأولى على المؤهلات لا على الشغف الكروي فقط، فأصبح لدينا وظائف في الأندية على من يشغرها أن يحقق الأهداف المرتبطة بها وإلا فإن مصيره فسخ العقد والإقالة، وظهر لدينا في عالم كرة القدم ما يسمى بمنصب " المدير الرياضي".

المدير الرياضي وإن وجد بعض الإختلافات البسيطة بين الشركات الرياضية في نطاق عمله إلا أنه يمكن تمثيله بالماكينة التي تحول الأموال لقرارات رياضية وتسويقية لتعود تلك القرارات فيما بعد لأموال، تتحدد مسؤوليات المدير الرياضي بعناوين رئيسية لعل ابرزها الربط بين توجهات مجلس الإدارة واحتياجات المدير الفني ليقوم بعدها بالبحث عن المواهب والتفاوض معها واستقطابها (HR Management)، كما يقوم المدير الرياضي بتحديد الاحتياجات المالية بالتعاون مع مجلس الإدارة ووضع الخطط الإستراتيجية واعداد الميزانيات المالية وعكسها على أرض الواقع، ضف على ذلك الدور التعاقدي مع شركات التسويق و Promotionوغيرها الكثير، ولعل أبرز من يقوم بهذا الدور حالياً هو المدير الرياضي الحالي لنادي روما " مونشي".

مسيرة مونشي الرياضية كلاعب لم تكن كبيرة، فومنشي كان حارس مرمى بمسيرة متواضعة حتى اعتزاله، نقطة التحول في حياته كانت عندما هبط أشبيلية إلى الدرجة الثانية في عام 2000، وقتها جاء القرار بتعيين مونشي مديراً رياضياً للفريق، بدأ مونشي رحلته معتمداً على خطين متوازيين هما الإعتماد على ابراز أبناء النادي ومنحهم الثقة بالإضافة إلى البحث عن لاعبين من الخارج بأسعار منخفضة ليكتمل نضجها في أشبيلية ومن ثم يبيعها ولتحقيق ذلك فقد قام مونشي بتوزيع كشافيه حول العالم، هذه السياسة قدمت للسوق العالمي من النادي لاعبين مثل راموس ورييس ونافاس بالإضافة إلى استقطاب مواهب مثل داني الفيش ولويس فابيانو وكانوتيه وادريانو ومن بعدهم وسيدو كيتا وراكيتيتش على سبيل المثال لا للحصر والذين إذا نظرنا لأسعار بيعهم من إشبيلية لراينا مقدار المال الذي أدخله مونشي لناديه فداني الفيش مثلاً استقطبه مونشي مقابل 200 ألف وباعه مقابل 36 مليون، عودة أشبيلية للساحة كانت سريعة فبدأ الفريق بالصعود بقوة في اسبانيا وتعدى ذلك فبدأ رحلة التفوق أوروبياً بحثاً عن الألقاب حتى أن الفريق الذي هبط في عام 2000 وصل عام 2017 محققاً 5 ألقاب دوري أوروبي ولقب كأس السوبر الأوروبي وكأس ملك اسبانيا مرتين وكأس السوبر الإسباني مرة واحدة .. القاب بأجيال ولاعبين ومدربين مختلفين إلا أن الثابت فيها كان مونشي وسياسته القوية.

على صعيد آخر فإن مونشي يهدف إلى اختراق كافة الأسواق ولذلك فقد تعلم مونشي 4 لغات هي الإسبانية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية ويقضي وقته في متابعة المباريات بحثاً عن فرص للاستثمار الرياضي حتى أنه صرح يوماً" الأمر بسيط، نحن نشاهد الكثير من المباريات ونسافر كثيراً ونعمل بجد" ، مشروع مونشي مع اشبيلية سلب قلوب الجماهير فأصبح هو النجم الأول لها حتى أنه يوم وداعه للإنتقال من اشبيلية إلى روما حضرت الجماهير لملعب "رامون سانشيز بيزخوان" وارتدى يومها مونشي قميص اللاعب الراحل بويرتا والذي توفي بعد سقوطه على أرض الملعب خلال مباراة لفريقه، صرح مونشي خلال كلمات وداعه تصريحاً مميزاً: " لا أحد يستطيع أن يأخذ معه لافتة مكتوب عليها " يا لها من نتائج إقتصادية قوية"" قاصداً أن العمل لا يكتمل بلا بطولات، اليوم مونشي يعمل في نادي روماً طامحاً في تكرار ما فعله في إشبيلية مستخدماً نفس الأليات وهو ما قد بدأ به فعلاً مما يجعلنا ننتظر متشوقين حصاد ما زرعه المدير الرياضي في روما.

مملا شك فيه أن بلادنا تمتلك من المواهب ما هو كفيل بتسويقها واستثمارها والإستفادة منها على الصعيدين الفني والمالي، إلا أن المسافة بين أنديتنا وبين التطور الذي وصلت له كرة القدم في الجانب الإداري والإقتصادي يحتاج إلى وقفة وقرار جرئ من المعنيين بالأندية والإتحادات بتغيير الشكل الإداري الكلاسيكي الذي تدار به أنديتنا واستثمار الموارد البشرية والإقتصادية المتاحة بأفضل شكل ممكن.

"ومن يتهيب صعود الجبال... يعش أبد الدهر بين الحفر"




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :