• 4:01:32 PM
  • |
  • التعليقات: 0

إشفعوا لنا

16-11-2018 12:52 PM

جريدة الملاعب - ربيع العدوان - نشرت بتاريخ 31-10-2018
لست مهتما بكل تلك الجعجعة التي دارت، ولا أطيق البحث عن الأسباب، ولم يشدني استعراض النواب ولا الثائرين من أجل “لايكات” مواقع التواصل الإجتماعي.
كل ما همني دموع أولائك من قضوا الليل على الفراش يأملون ولو مجازياً وضع غطاء الرحمة لأرواحٍ ملائكية قد انتقلت لباريها، حاولت ولو لبضع أجزاء من الثانية التفكر بما يشعرون ويقولون، يهمسون، يتخيلون، لم أستطيع، فيا رباه كم يملكون من الصبر.
كم حرك الخميس الأسود مشاعرنا، حتى بحرنا الميت استقيظ، كان غاضباً من نفسه، ولكنه القدر المكتوب، فمهما حاولت أمواجه إعادتهم لبر الآمان لن تستطيع.
بسبب ضغط العمل خلعت رداء الصحافة الرياضية وكنت مضطراً لمساندة الزملاء في الأحداث المصاحبة للفاجعة التي آلمت الأردنيين في ذلك الخميس الأسود، رافقت أسرة تأخرت في معرفة مصير إبنتهم التي كانت كباقي زملائها في رحلة “من المفترض أنها ترفيهية” إلا أن القدر قد اختارها، كانت صعبة تلك الليلة التي كانت سيكشف فيها فحص الـdna عن مصير ذلك “الملاك”، كانت ليلة مليئة بالتناقضات، للحظة اقتربت كثيراً من الثلاجة التي تحوي على أجساد غادرتها الروح، تذكرت كل ما هو سيء قد فعلته، ليس من هول المنظر ولا من رائحة الموت ولكن الخوف من لحظة سيكون فيها كل من هو على هذه الأرض، كان شعوراً صعباً وأنت ترى تقلبات تلك الملامح لحظة معرفة النتائج، صعب عليك استيعاب تلك الصرخات، صعب عليك تقبل سماع الكلمات وردود الأفعال، كم هو مؤلم عندما تقول شقيقتها أخرجوها من البحر فقط لتشعر ببعض الدفء، يا صغيرتي هي الآن في أمان هي الآن بحض الرحمن، هي الآن شهيدة باذن الله، ستكون في طمأنينة، ستدعو لك، لن تنساكي كما لن تفعلي وكوني على ثقة إنها تشعر بالدفء.
أنتم الآن عند الحق القدير، إشفعوا لنا، نحن بحاجتكم لا أنتم




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية