• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية آراء وتحليلات "السياحة الرياضية"
  • التعليقات: 0

"السياحة الرياضية"

12-01-2019 01:36 PM

جريدة الملاعب - طارق غصاب
خلال رحلتي الى تركيا، تلك الدولة التي تعيش عصراً من التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي والإقتصادي والتي فرضت نفسها كدولة كبيرة ذات وزن في عالمنا، امتلكتني رغبة كبيرة في زيارة أحد أنديتها الرياضية بحكم متابعتي للكرة الأوروبية ومشاركات الأندية التركية والمنتخب التركي في البطولات القارية والعالمية خاصة أني أعلم حجم الإثارة التي تكون في مباريات الدوري التركي وشغف الجماهير هناك، فتركيا التي نتشارك معها تاريخاً طويلاً وعادات وتقاليد وممارسات يومية إجتماعية ودينية تقدمت علينا كثيراً واستغلت كل ما تملكها من موارد بشرية وطبيعية خير استغلال لتحقق نهضتها، إلا أنني رياضياً لم أكن مقدراً لحجم التطور الرياضي في تركيا خصوصا مع تذبذب مستوى المنتخب التركي وأنديته ولم يكن لي أدنى فكرة عن المنشآت التي تمتلكها.

بدأت رحلة البحث السياحية "الرياضية" قاصداً نادي غلطة سراي مستخدماً وسائل النقل العام القادرة على ايصالك لأي نقطة تريدها في اسطنبول إلا أنني ولجهلي بمواعيد الزيارة وصلت متأخراً وكان الملعب مغلقاً فاكتفيت ببعض الصور من خارج محيط الملعب.
في اليوم التالي بحثت عن موقع نادي "بشكتاش" وعن مواعيد الزيارة المحددة بشكل ثابت باليوم والساعة، وصلت لمحيط ملعب بشكتاش "Vodafone Park" المسمى باسم الشركة الراعية للنادي، عند وصولي للملعب بدأت رحلة تفصيل المكان الذي يحتل مساحة شاسعة من الأرض، محيط الملعب الخارجي عبارة عن عدد كبير من المتاجر التي يؤجرها النادي لوكالات عالمية للملابس والمقاهي المشرفة على مضيق "البسفور" المائي، تبدأ رحلة السائح الرياضي من المدخل الذي يوجد على بابه تمثال كبير لشعار النادي مستقبلاً للزوار للترحيب بهم قبل الدخول.

عند الدخول إلى النادي يمتلك السائح ثلاثة خيارات أولها هو الدخول للمتجر الرسمي للنادي الذي يُعرض فيه منتجات النادي الرسمية من ملابس واكسسوارات وأحذية مع توفير أسعار تفضيلية لأعضاء الهيئة العامة للنادي وأسعار مناسبة للسياح، الخيار الثاني للسائح هو الدخول للمتحف الخاص بالنادي الذي يحتوي على صور وتماثيل ولوحات تشرح التطور الزماني والمكاني للنادي مقابل أن تدفع 25 ليرة تركي أي ما يعادل 3 دنانير أردني.

الخيار الثالث والذي ذهبت نحوه هو أخذ جولة في محيط ملعب بشكتاش ومرافقه كاملة بمقابل 40 ليرة تركي أي ما يعادل 5 دنانير أردني تقريباً، دفعت المبلغ المطلوب فأخبرني الموظف بأنه سيرافقنا دليل يقدم شرحاً لنا عن المرافق باللغة التركية مع وجود سماعات تترجم باللغة العربي والإنجليزية، قبل بدء الجولة أتاني موظف ليخبرني أنه سيتم التقاط صورة مجانية لي مع "تيشيرت" النادي، بعد أخذ الصورة انتظرت حتى تبدأ الجولة فصادفت في الإنتظار سياحاُ عرب وسياحاً من ايطاليا واليونان قدموا لرؤية النادي أيضاً.
بدأت الجولة والتي أخبرنا الدليل بأنها ستستغرق 45 دقيقة فقادنا الدليل من خلال الممرات والتي شاهدت بأن جدرانها مليئة بالمعلومات التي تتحدث عن النادي وإنجازاته حتى أن السلالم التي سكلنا منها طريقنا مكتوب عليها أهم الإنتصارات التي حققها الفريق في تاريخه كتوثيق لها، في نهاية الدرج وصلنا إلى نقطة مكتوب عليها رؤية النادي "Vision" وقيمه، دخلنا بعدها إلى مدرجات الملعب الذي يتسع الى 41100 متفرج، كراسي الملعب عبارة عن ألوان الفريق وهناك مناطق في الملعب مرتبة فيها الكراسي بشكل يعكس كلمة اسم النادي واسم الشركة الراعية، بعدها نقلنا الدليل إلى منصة الصحفيين في الملعب المزودة بكل ما يخدم الصحفيين من شاشات وسماعات وانترنت، انتقلنا بعدها للمقصورة الرئيسية للملعب المغطاة بالزجاج والتي يحضر فيها كبار الزوار المباراة من أعلى نقطة بالملعب والمزودة بمكان للإستراحة ما بين الشوطين وكافتيريا للضيافة.

في كل مكان معلومة، هكذا كنا محاطين بالمعلومات عن النادي في كل حائط ودرج ولوح خلال الجولة، بعد المقصورة الرئيسية ذهبنا إلى قاعة الكؤوس التي حققها الفريق والتي تم تعليقها على حائط كبير مع شرح بسيط عن كل كأس وتاريخ احرازه، بعدها أخذنا الدليل إلى المركز الإعلامي "Media Center" وهو المكان الذي يتم تقديم فيه اللاعبين وعقد المؤتمرات الصحفية ومكاتب المسؤولين عن قنوات الإتصال الإعلامي بالإضافة إلى قاعة مؤتمرات "Conference Hall" تتسع إلى 200 صحفي تقريباً، من المركز الإعلامي انتقلنا إلى غرفة غيار اللاعبين التي تقسم إلى غرفة مساج وحمامات ومنطقة "Gym" بالإضافة إلى غرفة اللاعبين والتي يتم فيها اجتماع اللاعبين مع المدرب والتي تحتوي على صور لاعبي الفريق مع خزانة لكل لاعب وملابسه المعلقة ولوح كبير مقسم إلى ثلاثة أقسام: الملعب كامل ونصف ملعب الفريق ونصف ملعب الخصم لغايات الشرح التكتيكي للمدرب.

الجولة داخل الملعب مرتبة بطريقة تجعل السائح يبدأها كمشجع ثم يتحول لضيف شرف ثم صحفي تمهيداً لمرحلة التحول للاعب مما يثير الحماسة والشغف ويسهل على السائح عيش التفاصيل كاملة، بعد الإنتهاء من جولة غرفة الغيار تجمعنا في نفق الدخول الملعب وطلب منا الدليل الإنتظار قليلاً، انتظرنا وإذ بالنفق يضج بموسيقى بصوت المشجعين الحماسي وطلب منا الدليل وقتها الإنطلاق مباشرة إلى الملعب كأننا لاعبون فدخلنا جرياً إلى أرض الملعب، المنظر كان جميلاً فشعرنا كأننا لاعبون وتجولنا داخل الملعب وجلسنا على مقاعد البدلاء، وفي ختام الجولة تم تعبئة البيانات الخاصة بنا الكترونيا ومُنحنا شهادات حضور للملعب " Certificate of Attendance" موقعة من رئيس النادي.

خلال جولتي داخل الملعب عايشت مكانين، ففي كل محطة مررت بها كنت أحاول أن أرى إنعكاسها في أنديتنا المحلية وكيفية توظيف كل ما يتعلق بالنادي كمصدر دخل لتقدير حجم المسافة بيننا وبينهم .... ولكم أن تتخيلوا النتيجة وحدكم !!




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :