• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة عالمية ماذا لو كنت أنت ليونيل ميسي؟
  • التعليقات: 0

ماذا لو كنت أنت ليونيل ميسي؟

06-05-2019 03:11 PM

جريدة الملاعب -

هذا المقال واقعي، غير خيالي ويمت الى الواقع بكل صلة ممكنة. 

 

تشوب عالمنا منذ الأزل حقيقة ثابتة: الـ"أنا والآخر" وصراع ان كل منا على حق تام طوال الوقت. هذه الشائبة هي سبب كل ما ابتلي به الخلق، لم يُفكر احد باحتمالية ان يبادل حياته مع هذا الآخر، مكان هذا الـ"هو" الذي يراه لا يشبهه ويريد ان يرى حسناته معصيات بقوة اقناع النفس؟ هذه الحقيقة تنسحب على كافة مجالات الحياة، من الروحانيات الى السياسة الى الاثنيات وصولاً الى عالمنا الخاص.. "كرة القدم". 

 

نعلم جيداً نحن عشاق المستديرة ان هذا العالم هو انعكاس تام لمفهوم الانتماء، البعض منا "متعصّب" لهوية "فريقه" بدرجة أكبر من تعصبه "لأيديولوجية" معينة في وطنه. الكلمات التالية موجهة لمن يكره لاعب اسمه ليونيل آندريس ميسي، لمن يراه "العدو"  أو اللاعب الذي لا يستحق كل ما يُثار حوله من ضجّة، أو لمن يعتبر ان نجاح هذا اللاعب مرتبط بوجود لاعبين من الصف الأول حوله. لمن يعتبر ان هذا اللاعب فشل في تحديات أخرى، لمن ينتقد بقاءه في مدينة واحدة طوال حياته، لمن يرى فيه خائناً لكرة وطنه. 

 

بدءاً من الطفولة، ماذا لو -لا قدر الله- مُنعت لسبب طبي قاهر من ممارسة هواية رأيت بها الدرس الوحيد الذي تريد ان تتعلّمه داخل وخارج أسوار المدرسة؟ ماذا لو وُعدت بان رغم مرضك ستُكمل حلمك لكن بعيداً عن عائلتك في قارة أخرى وفي مدرسة كل تلاميذها يفوقوك بالحجم وثقافة الحياة واللغة؟ 

 

ماذا لو تدرجت في هذا الفريق في كافة الفئات العمرية وصولاً الى الفريق الأول وسمعت في كل مباراة 90 الف صوت ينادون بإسمك طوال المباراة؟ الى متى كنت ستحمل مسؤولية ان تعدهم انك ستبقى بالمستوى نفسه؟ عامين؟ 5 أعوام 10؟ هل كنت قادر ان تفي بهذا الوعد؟ 

 

الآن تخيّل ان خصمك المباشر هو كريستيانو رونالدو! ذاك الوحش التنافسي الذي بإمكانه ان يُبقيك متيقظاً حتى في حلمك كيلا تخسر سباق "الأفضل" معه. كيف ستتصرف؟ الى متى سيتحمل جسدك الهزيل الذي ينتقده كارهوك؟ الآن تخيّل ان تحصد 4 كرات ذهبية على التوالي ثم تفقد 3 كرات ذهبية على التوالي وما زلت في القمة. 

 

تخيّل ان تصل الى كل ما يمكن الوصول اليه وتبقى "نكرة" في بلدك المغروم بكرة القدم والثورة. انت ميسي لست مارادونا، تخيل ان تصل الى 3 نهائيات معهم على التوالي وتخسر 3 نهائيات على التوالي، تخيّل نفسك ميسي في نهائي كأس العالم 2014.. "جدتي كانت ستُجل هذا الانفراد امام نوير".. هو يعلم ان جدتك ربما بامكانها ان تُسجل الهدف ومع ذلك ذهب الى نهائيين بعدها وفشل. 

 

تخيّل نفسك ميسي. لا يمكنك ان تخرج من عباءة كره "العظمة" الا اذا شعرت نفسك للحظة انك تمتلكها. في كل منا هناك ميسي، هذا الرجل لم يقم بمعجزة، بل مشواره حتى الساعة عبارة عن شعار: "فليكن.."

 

تخيّل ان تسمع هذا الحوار وتكون انت ميسي: 

  • لماذا انت اكيد ان برشلونة سيحقق لقب دوري الأبطال؟ 

  • لأن ميسي وعد بذلك. 

 

ربما أسهل ان تضع نفسك مكان ميسي، هو رجل عادي ممكن ان نصادف اشباهه في الطرقات، هزيل، غير وسيم لا يتكلم كثيراً، كل يملكه هو موهبة و عبارة "فليكن"، هو طفل قال يوماً: "إن تمرنت كثيراً وأكلت أكل صحي ربما سأفوز بالكرة الذهبية" بهذه البساطة. 

 

لن تتمكن من تقبّل فكرة عظمة ميسي الا ان اقتنعت ان بإمكانك ان تكون مكانه، ضع نفسك مكان الـ"هو" واخرج من الـ"انا" لتتمتع بمشهد ربما تتمكن انت من رسمه. 

 

والآن انت من فرحت جداً لأن هناك من كتب هذا المقال.. ماذا لو كنت أنت كريستيانو رونالدو؟ 




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية