الأرجنتين .. عن كذبة الخشبات وحقيقة سلطة ميسي

جريدة الملاعب -

حان الموعد السنوي للحديث عن فشل الأرجنتين.. قضية تتكرر وسؤال يحضر دائماً لكن الفارق هذه المرة هو أن التساؤلات بدأت مبكراً منذ نهاية الجولة الأولى والتعثر أمام كولومبيا بلقاء لم يقدم فيه فريق سكالوني أي شيء مبشر لمستقبل البطولة لتعود أسئلة "لماذا تخفق الأرجنتين دائماً؟" و "هل يلعب ميسي إلى جانب 10 خشبات فعلاً؟" و"هل هذا المدرب أقل من تدريب المنتخب بكثير؟"

سكالوني:

دعونا نبدأ من السؤال الأخير فسكالوني تعرض لانتقادات كثيرة بسبب خياراته بالتشكيلة وتغييراته خاصة مع عدم استدعاء نجم أتلانتا الرائع أليخاندرو غوميز ووضع لاوتارو مارتينيز وباولو ديبالا على الدكة طيلة فترة اللقاء دون إشراكهم لأي دقيقة لكن دعونا نعتمد على ذاكرتنا قليلاً... أشرف على تدريب الأرجنتين بالسنوات الأخيرة كل من تاتا مارتينو، الذي حقق نجاحات رهيبة مع الباراغواي، وخورخي سامباولي، الذي فاز بلقب كوبا أمريكا مع تشيلي، والآن تم الانتقال لتجريب مدرب عايش المواهب الشابة بالأرجنتين ويطمح لتحقيق شيء جديد أليس من الغريب أن يفشل كل هؤلاء ويختاروا خيارات خاطئة؟ أليس من الغريب ألا يجد باولو ديبالا أي فرصة للعب ويحصل دي ماريا على كل هذه الدقائق بكأس العالم وكوبا أمريكا رغم عدم تقديمه للمطلوب؟

القضية ليست قضية اسم واضح أن هناك أجواء لا يمكن السيطرة عليها داخل المنتخب الأرجنتيني والأمر يتعلق بتكرار أسماء معينة فأي مدرب يأتي للأرجنتين يجد نفسه مضطراً للعب بطريقة 4-4-2 كي يضع ميسي بمركز حر خلف المهاجم ومن هنا تبدأ كل المشاكل بالبحث عن لاعبي طرف بالوسط كما أن إحاطة ميسي من المدافعين بالعمق تجعل مدى التفكك بين لاعبي الوسط ورأس الحربة أكبر مما يصعب على الفريق أن يعمل كمجموعة ويستفيد من الضغط المفروض على ميسي لكن تفضيل ليو لهذا المركز واضطرار المدربين على هذا الأسلوب يدفع الجميع للوقوع بذات الفخ ولو أننا بذلك لا نبرر أخطاء المدربين لكن نحاول البحث عن أولى الأسباب التي تحولهم من أبطال بالخارج إلى فاشلين مع منتخب بلادهم.

10 خشبات؟:

تبلغ القيمة السوقية للاعبي الأرجنتين الأساسيين والبدلاء 587,48 مليون باوند مقابل 284,99 مليون باوند لكل قائمة كولومبيا أي حتى لو حذفنا قيمة ميسي السوقية تبقى قيمة الأرجنتين 452 مليون باوند أي أكثر من قائمة كولومبيا بحوالي 170 مليون باوند دون حذف أي لاعب من الطرف الثاني وكل هذا ينفي فرضية أن ميسي كان يحارب لوحده بين لاعبين أقل من خصومهم بكثير.

لا يمكن لأحد أن يقتنع بأن أغويرو الذي قاد مانشستر سيتي للتتويج بالبريميرليغ هو عبارة عن خشبة ولا لوسيلسو الذي قدم موسماً رائعاً مع بيتيس وذات الأمر ينطبق على أوتاميندي ونجم أياكس تاليفيغيو وباريديس وديبالا ومارتينيز وغيرهم لذا يمكن القول أن فرضية "الـ10 خشبات" هي واحدة من أكبر كذبات التاريخ فليس الأمر ذنب اللاعبين إن كانت طريقة العمل غير جيدة!

بين ميسي ورونالدو.. سر النجاح التكتيكي:

لطالما تتم مقارنة ميسي برونالدو وما حققه كل منهما مع منتخب بلاده، بالواقع نجح رونالدو بسحب المدافعين لزملائه ليفتح لهم مجالاً جيداً باللعب وكان جاهزاً لتخطي المدافعين بالوقت المناسب لينجح بالتسجيل لكن الفارق هو أن رونالدو قادر على اللعب دائماً بمركز رأس الحربة في حين يبحث ميسي على اللعب خلف المهاجم ولسوء حظه تكتيكياً أن هذا الأسلوب انقرض لدى معظم المنتخبات بوقت مازال مدربو الأرجنتين مضطرين لاستخدامه من أجل ميسي.

لم ينجح ليو بهذا الشكل بخدمة المنتخب لا من خلال سحب الضغط ولا بخدمة الفريق بإمكانياته حين يقع تحت ضغط المدافعين دائماً وربما هنا يحتاج المدرب لاتخاذ قرار بتغيير مكان ميسي إما بإعادته للطرف الأيمن أو وضعه بمركز رأس الحربة لكن السؤال هنا هل يحتاج هذا لقرار من المدرب؟ أو من ميسي ذاته؟ منطقياً لا يفرض ميسي على المدرب كما يقال إشراك أسماء معينة على حساب أخرى لكن بناء الفريق لأجل مركز ميسي وحده كفيل بإحداث تغيرات كبيرة.

وصلت الأرجنتين مع ميسي لنهائي كأس عالم ونهائيين كوبا بالتالي كانت لعبة تفاصيل لكي لا يحقق لقب لكن بمجمل الأداء لم يرتقي المنتخب يوماً ليقدم الأداء المنتظر من مجموعة تملك كل هذه الأسماء.