ويل للمطبعين ..

جريدة الملاعب - عادت الغربان لتنعق، صوت سوادهم الداخلي لا زال يخيم، يردون أن ينسى الناس، ماذا ينسوا، كيف يمكنك أن ترهب عقولهم، وكيف يمكنك اجتثاث تلك العقيدة من أدمغتهم، لن تتمكن حتى وان أغريت شخص أو اثنين أو حتى 100 بالمال، بالنساء أو أو أو ....

يمكنك التأثير على شخص، ويمكنك غسل دماغ من يرى المال عربون حياته، لكن من يمتلكون الإيمان بنفسهم، أفكارهم، مبادئهم، كثيرون، وأكثر بكثير مم تعتقد، فهم يرضعون ذلك من أثداء أمهاتهم، يكبرون ويكبر معهم الأمل للعودة، يكبرون وتنمو عظامهم بفضل ذلك الحليب الذي يحتوي فيتامينات العودة، والذكرى، ذكرى كل شهيد، ذكرى كل أسير، لا بل وذكرى كل دمعة أم أو أخت نزفت وشيعت طفلها أو ابنها أو أخاها...
لن تنجحوا بإغراء الباقيين بكل مالكم ومغرياتكم ونسائكم، تطبيعكم عار عليكم حتى يوم الدين، يلازمكم ويعكس سواد قلوبكم وحقدكم الداخلي للناس والمجتمع الذ يراكم منبوذين...

لماذا عدتم ألم تعتقدوا أن بقائكم هناك أفضل لكم، لا نريدكم، ولا يشرفنا وجودكم بأي صورة وأي شكل، لا أدري كيف استقبلتكم عائلاتكم، وكيف تنامون وأرواح من فقدتم تحاصركم وتذكركم بفعلتكم الحمقاء...
أنتم جزء من القضية وأجدادكم عانوا كل تلك الويلات، التهجير، القتل، الأسر، البرد نهشهم وهم يطردون من أرضهم عنوة، سلبوا حقهم بالقوة، ماذا بربكم فعلتم أي كارثة أحدثتم، أجزم أن دمكم يتبرأ منكم ويريد أن يغادر أجسادكم...

لن تنجيكم حججكم الواهية، وأسيادكم وولاة نعمتكم سيأتيهم يوم أسود يفنيهم وهذا وعد الله، هذه دعوات الأرامل ومن قضوا في المجازر، من باتوا بلا مأوى من نظر إلى وسادته ولم يجد أمه ، بعصرة ألم كل يتيم في خيمة اللجوء، بقطرة دم كل جريح، بروح شهيد تداعبها نسمات السماء وهي تصعد لتقابل الله...
وكما هي القدس خط أحمر بالنسبة لقائد البلاد الذي نعتز بدوره في حمايتها، فإن ذلك خط أحمر لكل نشمي امتزج شماغه بلون دم الشهداء على ضفتي النهر...
ويل للمطبعين...


مقالة رئيس التحرير للعد "495" من صحيفة الملاعب، نشرت بتاريخ 3/7/2019