استديو الرياضة

وبخلاف القنوات الرياضية المتخصصة، فإن كبرى القنوات الفضائية في العالم العربي، أصبحت تتنافس في تخصيص مساحات كبيرة لتغطية أخبار كرة القدم، ليس فقط في نشراتها الإخبارية التي تبث على مدار الساعة، إنما أيضا من خلال برامج رياضية تُخصص بالكامل للحديث عن هذه اللعبة وكل ما يتعلق بشؤونها.

قناة الجزيرة في قطر على سبيل المثال، وهي إحدى قنوات شبكة الجزيرة التي تضم أيضا 12 قناة رياضية، تقدم برنامجا أسبوعيا رائعا هو "دنيا الكرة" تتناول من خلاله مختلف الأحداث الكروية عربيا وعالميا.

وقناة العربية من جهتها تقدم يوميا وعلى الهواء مباشرة برنامج "في المرمى" ويختص بالأخبار والمستجدات على الساحة الكروية. والأمر نفسه ينطبق على قناة أم بي سي التي تعرض يوميا على الهواء مباشرة أيضا أشهر برنامج عربي وهو "صدى الملاعب" ويقدمه مصطفى الآغا.. وعلى النهج ذاته سارت أيضا قناة روتانا مؤخرا.

ألتمس العذر للقائمين على البرامج الرياضية في تسليط الضوء على أخبار كرة القدم والسعي إلى تغطيتها بشكل متميز إرضاء للمشاهدين والجماهير باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى في العالم العربي، لكن في الوقت نفسه لا يعني ذلك عدم الالتفات إلى الرياضات الأخرى وتجنب الاهتمام بها كليا والإغفال عما يحققه العرب من إنجازات فيها تفوق بكثير إنجازاتهم في كرة القدم.

في رأيي المتواضع، إن تلفزيون قطر وحده الذي استطاع أن يقدم نموذجا في التغطية الإعلامية المتوازنة لجميع الرياضات، دون أن يحابي رياضة على أخرى، وفي الوقت نفسه يلبي شغف الجماهير بأخبار معشوقتهم كرة القدم. عندما تشاهد النشرة الرياضية في بعض القنوات العامة، بما فيها الجزيرة والعربية، تلاحظ أن أكثر من %80 من وقت النشرة يتعلق بأخبار كرة القدم. الأمر ليس كذلك في شاشة قطر الفضية.

ويعرض تلفزيون قطر يوم الاثنين من كل أسبوع عند الساعة العاشرة برنامج رياضي على الهواء مباشرة "استديو الرياضة". وشخصيا أقيم هذا البرنامج، الذي يقدمه الزميل حمد العنزي ويشرف على تحريره فايز عبدالهادي، بأنه واحد من أروع وأفضل البرامج الرياضية في العالم العربي.

ويسهم "استديو الرياضة" في أبراز البطولات والأحداث الرياضية المقامة في قطر من خلال تقديم العديد من التقارير الإخبارية والتغطيات الميدانية واستضافة الشخصيات الرياضية. وللبرنامج مبادرات نوعية كثيرة في إطار مواكبته لأهم الفعاليات الرياضية التي تقام في الدولة، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تخصيصه منذ أسبوعين حلقة خاصة عن اليوم الرياضي لدولة قطر الذي يصادف ثاني ثلاثاء من شهر فبراير كل عام، سعيا منه لتفعيل مشاركة الجميع بهذه المناسبة التي تعد الأولى من نوعها في قطر. وعندما استضافت قطر دورة الألعاب العربية الثانية عشرة في شهر ديسمبر الماضي بادر تلفزيون قطر عبر البرنامج بإطلاق العد التنازلي للدورة قبل ثلاثة شهور من بدء المنافسات.

حلقة هذا الأسبوع للبرنامج كانت غاية في الروعة عندما بثت من داخل مجمع لوسيل للرماية في مواكبة للبطولة الآسيوية للرماية التي اختتمت منافساتها يوم السبت الماضي. واستطاعت أسرة البرنامج أن تقدم للمشاهدين بأسلوب شيق نبذة عن البطولة وما تحقق فيها من إنجاز لرماة قطر الذين حصلوا على ثلاثة مقاعد لأولمبياد لندن 2012، بالإضافة إلى تعريف الجمهور بهذه الرياضة مختلف مسابقاتها.

ولم تغفل أسرة البرنامج، بينما عجز غيرها، عن تسليط الضوء على ما حققه نجمنا الخلوق ناصر العطية من إنجاز خرافي في هذه البطولة، بحصوله على الرقم الآسيوي ونسخه للرقم العالمي في مسابقة الاسكيت عندما أصاب 150 طبقا (من 150)، علما بأنه وصل إلى الدوحة قبل 48 ساعة من انطلاق المنافسات بعد رحلة سفر شاقة امتدت إلى أكثر من 18 ساعة.