عن النشامى ..

جريدة الملاعب - كتب محمود بحران
في إحدى صباحات القاهرة الجميلة أثناء كأس أمم أفريقيا الأخيرة جمعتني جلسة مطولة مع الخبير التونسي الحسن ملوش الذي زاملته أكثر من شهر ضمن فريق عمل الإتحاد الأفريقي لكرة القدم في المسابقة القارية ..

طال بيننا الحديث عن كرة القدم الأردنية والفترة التي قضاها الرجل أثناء عمله في الاتحاد الأردني لكرة القدم ..

ملوش كشف لي الكثير من الأسرار التي لن أُفصح عنها احتراماً للرجل على قاعدة ليس كل ما يُعرف يقال .. لكن أستميحه عذراً عند الحديث عن الأسطورة فيتال المدير الفني للنشامى ..

ساق القدر المدرب البلجيكي إلى النشامى لمعاونة الجهاز الفني الوطني بقيادة جمال أبو عابد في أدوار محددة للغاية نظراً لإمكاناته المحدودة بناء على نصيحة أحد الخبراء العالميين الذي رشح فيتال لهذه المهمة .. !

بعيداً عن التفاصيل التي سبق أن كشف عنها أبو عابد لوسائل الإعلام وعن طريقة خروجه من المنتخب وأسبابها التي كان أبرزها مساواة راتب فيتال براتب أبو عابد حتى أن الأخير طلب زيادة اعتبرها معنوية أكثر من أنها مادية باعتباره الرجل الأول في المنظومة التدريبية للمنتخب !

رفض الاتحاد طلب أبو عابد وماطل الأمين العام سيزار صوبر في الأمر حتى دبّت الخلافات بينهما ليظهر فيتال كبطل للمرحلة ويحظى بثقة "صوبر" التي رفعها للأمير علي ليأتي بعدها القرار بإسناد المهمة للبلجيكي وحرمان الجهاز الفني الوطني من فرصة الظهور مع المنتخب قبل أشهر قليلة من انطلاق كأس آسيا 2019 !

الطريف في القرار أن ملوش الذي جلب فيتال بناء على نصيحة الخبير العالمي لم يوافق على ذلك، حتى "الخبير" تفاجأ من هذا السيناريو ولَم ينصح به مؤكداً أن فيتال (لا يصلح) لمثل هذه المهمة بل للأدوار التي جاء من أجلها ..

تفرّد صوبر بالقرار رغم معارضة المرجعية الفنية التي من المفترض أن يكون لها كلمتها ورفع للأمير الكثير من التفاصيل المشوهة عن أسلوب أبو عابد وطريقة عمله مع المنتخب ..

الطريف أيضاً أن راتب أبو عابد وفيتال حينها كان (10) آلاف دولار .. وطلب أبو عابد "المعنوي" كان مجرد الحصول على راتب أعلى من ما يتقاضاه البلجيكي ولو ب 500 دولار على الأقل .. وهو ما لم يحدث !

الآن يتقاضى فيتال (45) ألف دولار قبل "التجديد الأخير" وجلب مساعد له يتقاضى ضعف ما كان يحصل عليه أبو عابد !

بغض الطرف عن مستوى المنتخب في عهد فيتال والتراجع الكبير الذي بات واضحاً سواء من حيث امكانات البلجيكي الفنية أو الشكل المؤرق الذي يظهر به المنتخب من مباراة لأخرى ..

كيف يقبل أي مدرب يحترم نفسه بقرار (ساذج) جداً من الاتحاد بتأجيل المنافسات الكروية المحلية لأكثر من 8 أشهر؟

وما هي المعايير التي ينطلق منها لاختيار العناصر في ظل غياب المشاركات المحلية للاعبين - بعيداً عن المحترفين - !؟

تساؤلات غريبة كثيرة ربما تقلل من غرابة الصورة الباهتة التي ظهر وسيظهر بها النشامى .. للأسف