ايدين هازارد ليس رونالدو .. ولن يكون!

جريدة الملاعب -

منذ اللحظة الأولى على رحيل كريستيانو رونالدو عن ريال مدريد، وعملية البحث قائمة في الفريق مع جمهوره عن بديل للنجم البرتغالي من دون التوصل الى نتيجة مرضية، ويبدو أن الأمر لن يكون سهلاً في الأيام أو السنوات القليلة المقبلة.

في بادئ الأمر، اعتقد البعض أن فرصة غاريث بيل لإثبات نفسه اتت وهو سيكون الماكينة التهديفية الجديدة في الفريق، ولكن النجم الويلزي لم يتأخر لإثبات العكس بعد عدة مباريات، فظهر باللاعب العادي جداً غير القادر على قيادة الفريق الملكي.

فانتقل الحديث بعدها عن بديل آخر لكريستيانو، فتوجهت الأنظار سريعاً الى إنجلترا حيث يلعب ايدين هازارد مع تشيلسي، والذي عبّر عشرات المرات عن نيته اللعب مع ريال مدريد، وهذا ما حصل في نهاية المطاف، تحقق حلم اللاعب بمفاوضات لم تكن صعبة أبداً نظراً لرغبة اللاعب الكبيرة بالإنتقال ولتواجد الأموال الكافية لإتمام الصفقة.

ولكن هل هازارد هو بديل كريستيانو رونالدو الحقيقي في ريال مدريد؟

لعب "صاروخ مادريا" 438 مباراة مع فريق العاصمة الإسبانية في جميع المسابقات، سجّل خلالها 450 هدفاً وصنع 131، كما حقق ألقاب عديدة أبرزها لقب دوري أبطال أوروبا 4 مرّات، الدوري الإسباني مرتين، لقب كأس ملك اسبانيا مرتين، كأس العالم للأندية 3 مرّات، السوبر الأوروبي 3 مرّات والسوبر الإسباني مرتين.

أرقام كريستيانو من الصعب تحطيمها أو حتى الإقتراب منها خلال فترة زمنية قصيرة. بنى رونالدو اسطورته في ريال مدريد خلال 9 أعوام من التألق، وكان منذ اللحظة الأولى حتى الأخيرة اللاعب الأخطر في الفريق، القادر على تغير نتيجة أي مباراة، قدرة هائلة على الحسم، التهديف، القيادة... فأين إيدين هازارد من كل ذلك؟

لم تكن بداية هازارد مثالية مع ريال مدريد، حيث تعرض اللاعب البلجيكي لإصابة ابعدته عن انطلاقة الدوري الإسباني، ومنذ عودته حتى الآن لعب 267 دقيقة في دوري أبطال اوروبا (مباراة واحدة) والدوري الإسباني (3 مباريات) من دون تسجيل أو صناعة أي هدف.

ومع إنتهاء مباراة الدربي بين ريال واتلتيكو مدريد، تعرض اللاعب لانتقادات كثيرة من قبل الجمهور المتابع، في حين بدأت الأصوات ترتفع في إسبانيا متسائلة عن سبب ظهور هازارد بهذا الشكل حتى الآن، وبالطبع الجماهير تطالب اللاعب بالتسجيل والدخول نادي الهدّافين في الفريق.

على الأرض، يقدم هازارد دوراً دفاعياً لم يعتاد عليه مع تشيلسي، فهو مطالب بالعودة كثيراً الى الخلف للمساعدة في تأمين التغطية الدفاعية خصوصاً مع الانتقادات التي وجهت الى خط دفاع ريال مدريد، والذي تحسّن فعلاً بعد "كارثة" مباراة باريس سان جرمان.

في المباريات الثلاثة الأخيرة في الدوري الإسباني، فاز ريال مدريد بمبارتين وتعادل في مباراة، في وقت فشل أي من الفرق الثلاث (اشبيلية، اوساسونا واتلتيكو مدريد) بالتسديد مباشرة على المرمى في رقم "تاريخي" لخط دفاع زين الدين زيدان الذي كان يعاني بالفعل في الفترة السابقة.

هذه الأرقام لم تأتِ بالصدفة، بل اتت بمجهود كبير من كل اللاعبين من بينهم هازارد الذي لم يجد نفسه حتى الان في المقدمة، بمعنى أنّه الى هذه اللحظة، ليس باللاعب القادر على قيادة الفريق هجومياً، وتفوق عليه بسهولة كل من فينيسوس جونيور ورودريغز غوش بعد ان لعبا بنفس مركز هازارد، وسجلا ثنائية في مرمى اوساسونا باداء ملفت من الثنائي.

اليوم، ظهر هازارد في المؤتمر الصحافي ما قبل مباراة فريقه في بطولة دوري أبطال أوروبا أمام كلوب برودج، وبدا وكأنه مُدركاً لما يمّر به، على الأقل أمام الصحافة، حيث أكد أنه بحاجة للوقت وهو ليس "غلاكتوكوس" حتى الآن.

ولكن هازارد مُطالب بمعرفة هذا الأمر على أرض الملعب، بمعرفة أنّه يلعب في الدوري الإسباني وليس الإنجليزي، مع كل الإختلافات بين الدوريين. هو بحاجة للتركيز أكثر في المباراة والسعي للتسجيل، لأن كل الضغوط ستزال مع تسجيله الهدف الأول في وقت يعاني فريقه هجومياً مع غياب الحلول في حال غاب كريم بنزيما "عن السمع".

لا شك أن هازارد يحظى بكل الدعم حتى الساعة، وهذا ما قاله زيدان عندما أكد أن كل الوافدين الجدد بحاجة للمزيد من الوقت والدعم، في وقت لا تتحلى جماهير ريال مدريد بالصبر الكبير خصوصاً وأنها لا تزال تبحث عن "كريستيانو رونالدو" جديد، علماً أن هازارد ليس رونالدو... ولن يكون!