جريدة الملاعب -
لم يقبل عام 2019 أن ينتهي بالنسبة لريال مدريد إلّا بطريقة سيئة للغاية، ليغلق الفريق واحد من أسوأ الأعوام التي مرّ بها في تاريخ من كل النواحي، الاستقرار الفني، النتائج، اللاعبون، المدربون، الأهداف...
هدف واحد فقط في آخر 270 دقيقة لا يدل سوى على فشل "الثورة" الهجومية التي أراد تحقيقها زين الدين زيدان منذ عودته الى الفريق، لتعويض رحيل كريستيانو رونالدو، فرص بالجملة على مرمى الخصم من دون ترجمتها بطريقة صحيحة.
مرّ عامين على رحيل رونالدو الى يوفنتوس ولا يزال ريال مدريد يعاني، لا يزال يبحث عن البديل المناسب، عن الهدّاف المناسب الذي لا يتوقف مهما حصل، مهما واجه الفريق من صعوبات، تبقى الماكينة تعمل 24 على 24، 7 أيام بالأسبوع.
في الموسم الماضي، انقذ سيرجيو راموس فريقه أكثر من مرّة برأسياته، كان حاسماً في العديد من المباريات، ليتحول إلى هدّاف الفريق الحقيقي، لكن حتى هذه "الخاصية" فقدها ريال هذا الموسم.
غابت رأسيات راموس في الوقت الصعب، مستوى بنزيما المتطور هذا الموسم لا يساعد الفريق، غاريث بيل غائب كالعادة، فينيسيوس جونيور يضيع الكرات بالجملة أمام المرمى، كالعادة ايضاً، غياب أكثر من لاعب مؤثر للإصابة كالبلجيكي ايدين هازارد، خيبة أمل من لوكا يوفيتش... مشاكل كثيرة والحلول معدومة تقريباً.
بعد مباراة يوم الأحد أمام اتلتيك بيلباو، أكد زيدان أن فريقه ليس بحاجة لمهاجم والأمور تحت السيطرة وأي فريق يمر بهكذا ظروف ليعود بعدها الى التسجيل، فهذا أمر عادي بالنسبة للمدرب الفرنسي ولكن...

أمام برشلونة واتلتيك بيلباو، امتلك ريال الكرة، صنع لاعبيه الكرات، اخترقوا ملعب الخصم وهددوا المرمى أكثر من مرة من دون أي نتيجة. ريال مدريد، بتشكيلتين مختلفتين، قام بكل شيء إلّا التسجيل.
ريال مدريد أنهى عام 2019 بـ 100 هدف فقط، وهو أسوأ رقم على الإطلاق في السنوات العشر الأخيرة. الفريق لم يصل الى 30 فوزاً هذا العام للمرة الأولى منذ العام 2008. ولأول مرة في تاريخه في الدوري الاسباني أي منذ 90 عاماً، يصل الفريق للجولة الشتوية وهو متعادل في 4 مباريات بنتيجة 0-0 (اتليتيكو مدريد، ريال بيتيس، برشلونة، اتليتيك بيلباو).
فهل فعلاً لا يحتاج الفريق لمهاجم؟ وضع الكثير من مشجعي الفريق آمالهم بالمهاجم الجديد لوكا يوفيتش، وبالبرازيليين فينيسيوس ورودريغو بالإضافة الى هازارد.. فخاب أملهم. الأول لا يسجل والثنائي البرازيلي لم يصلا الى المستوى التهديفي المطلوب حتى الان والثالث محارب من الإصابة.
عاش ريال مدريد فترة صعبة بالفعل في عام 2019 حيث بدأها وانهاها بأسوأ الطرق. ولكن في المقابل، يملك الفريق مجموعة مميزة من اللاعبين الشبان القادرين بالفعل على صنع الفارق، فبالرغم من العقم الهجومي إلّا أن الإيجابيات كثيرة في الفريق الآن.
التطور واضح على آداء الفريق، وظهر ذلك جلياً في المبارتين الأخيرتين، ولولا صعوبة التسجيل لكان ريال متصدراً الدوري الآن بفارق 3 نقاط عن برشلونة. فالفريق يملك المبادرة، وبالرغم من تسجيله هدفاً وحيداً آخر ثلاث مباريات، إلّا أنه سدد ما يُقارب 56 مرة على المرمى، ووقف الحظ أمامه في العديد من هذه الكرات.
اليوم ريال في المركز الثاني خلف الفريق الكاتالوني بنقطتين، والواضح أنه سيدخل العام المقبل بهدف واحد وهو التطور الهجومي بعد أن تطور دفاعه وخط وسطه بشكل ملحوظ، وهنا نشير الى أنه لم يدخل مرمى ريال سوى 12 هدفاً بعد مرور 18 جولة وذلك للمرة الأولى منذ موسم 1987-1988.