جريدة الملاعب -

الملاعب - نجح فريق العربي خلال اربع مباريات من عمر مرحلة الاياب لدوري «المناصير» المحترفين لكرة القدم في تحقيق ما عجز عنه خلال الذهاب بأكمله، ليضرب بذلك مثالا يحتذى في القدرة على النهوض.
انهى الفريق مرحلة الذهاب وهو يتذيل جدول الترتيب برصيد 6 نقاط من 11 مباراة، بينما تمكن بعد انقضاء اربع جولات من «الاياب» في الحصول على 9 نقاط من ثلاثة انتصارات وخسارة، وفي هذا دلالات تؤكد ان تحسنا مملموسا طرأ على نتائج الفريق وانه قادر على انهاء الموسم بمركز مريح اذا استمر على ذات المنوال.
هذا التباين يعكس وجهين متناقضين للحالة التي مر ويمر بها العربي منذ بداية الموسم وما تخللها من منعطفات حادة كادت ان تعصف بفريق يوصف بأنه يضم نخبة من العناصر المميزة تقدم على الارض ما تعجز عنه فرق تفوقه بالخبرة والامكانات لكن النتائج لا تعكس واقعه.
القراءة الاولية تؤكد ان «عربي الذهاب» عانى من ازمة ثقة ناجمة عن تراكمات سابقة خلفها التراجع الملحوظ في نتائج الفريق في المواسم السابقة، ما كان له آثارا سلبية على نفسيات اللاعبين الى درجة وصلت حد الاحباط واليأس في امكانية النهوض والعودة من جديد.
ولمزيد من الانصاف، وحتى لا نهضم حق من كان لهم دور في منظومة الفريق من اجهزة فنية وادارية ولاعبين في الفترات السابقة، لا بد من التذكير ان العربي قدم مستويات جيده تفوق عديد الفرق لكن النتائج لم تعكس الحال كما هو وهذ امر بات واضحا ويتناوله الجميع في المجالس الرياضية.
ويبرر القائمون على الفريق ذلك بسوء طالع غريب لازم العربي وحرمه من كسب نقاط كانت بالمتناول حتى ذهب البعض للقول ان امور قدرية لا تخضع لأي جانب فني وباتت تتحكم بنتائج الفريق وتضعه في مواقف صعبة.
ويندرج تحت هذا المبررات ايضا بعض الاخطاء القاتلة في جوانب تعد جزءا من اللعبة، لكن مسؤوليتها لا تقع على اللاعبين والجهاز الفني وانما هي احكام الساحرة المستديرة التي دارت ظهرها للفريق في اوقات مؤثرة وحساسة كان خلالها بامس للحاجة لدفعة معنوية او حتى ضربة حظ تشفع له في كبوته و تنقله الى مكان اخر.
في الجانب الفني، يرى مقربون في سردهم لمسوغات التراجع ان العربي عانى من تعاقب الاجهزة الفنية التي توالت على الفريق خلال فترة زمنية محدودة وكان لذلك انعكاساته السلبية على اللاعبين وتشتيت أفكارهم لتنوع الاساليب التدريبية واختلاف الرؤية الفنية بين مدرب واخر، يضاف الى ذلك حاجة الفريق الماسة الى مهاجم على سوية عالية قادر على ترجمة الكم الهائل من الفرص التي يهدرها في كل مباراة الى جانب بعض النواحي التنظيمية داخل الملعب وفي خط الدفاع على وجه التحديد.
وعلى ضوء هذه المعطيات سارعت ادارة النادي بعد دراسات مستفيضة و قراءة متأنية للموقف من اتخاذ خطوات عملية هدفت الى الاصلاح ومعالجة مواطن الخلل والسير في الاتجاه الصحيح بغية تحسين الاوضاع واخراج الفريق من واقعه الحرج مع بدء فترة الانتقالات الشتوية عقب انتهاء مرحلة الذهاب.
اولى الخطوات العملية في هذا الاتجاه تمثلت في تخلي الادارة عن سياستها السابقة في الاعتماد على ابناء النادي وفتحت الباب امام الاحتراف وبعد مخاض عسير في تجربة عديد اللاعبين الاجانب اللذين لم يثبتوا أحقيتهم في ارتداء قميص العربي وتحقيق الاضافة المطلوبة كان الخيار الامثل في الاعتماد على لاعبين محليين يسهل الحكم على مستواهم الفني وحجم قدراتهم بحيث تكون الامور واضحة.
ونتيجة حرص الادارة في ان تكون هذه الانتدابات نوعية وذات قيمة فنية تعود بمردود ايجابي على الفريق، جاءت هذه التعاقدات لتلبي الطموح وتضع اليد على الجرح.
فاسماء بحجم حاتم عقل، انس بني ياسين، محمود زعترة وصلاح مسعد، من شأنها ان تقدم الكثير على الصعيدين الفني والمعنوي، حيث بدأت اثار ذلك واضحة بما لا يدع مجالا للشك ويدلل على ذلك التصريحات الصادرة من معقل الفريق والتي كانت تؤكد دوما على ارتفاع الحالة للاعبين ورغبتهم في الاقبال على التمارين وبذل قصارى جهدهم في ضل تواجد هذه الاسماء.
وتعززت هذه الجهود والتحركات في ابرام صفقة اخرى كشفت مرة اخرى حرص الادارة على النهوض بالفريق وتحسين واقعه في خطوة لا تقل اهمية عن سابقاتها من خلال التعاقد مع المدرب الوطني عيسى الترك الذي يحضى باحترام كافة الاطراف وإجماع في صفوف اللاعبين على كفاءته الفنية .
وساهم هذا الحراك النشط من جانب الادارة في ايجاد حالة من الرضى في صفوف الفريق وولد شعور بالثقة لدى اللاعبين في ان القادم أفضل وان العربي قادر على الظهور بشكل مغاير والتعبير عن قدراته الحقيقية فكانت ثمار ذلك واضحة في فترة وجيزة وبزمن قياسي فهل يتابع العربي نجاحاته ويواصل زحفه نحو موقع امن يبعده عن دائرة الخطر.
جريددة الرأي