جريدة الملاعب -
مرّ ريال مدريد ومدربه الحالي زين الدين زيدان بلحظات مجد كثيرة في السنوات القليلة الماضية، دوري أبطال أوروبا رُفع أربع مرات في العاصمة المدريدية منذ موسم 2013-2014، بجهود لاعبين لا يزال معظمه يلعب مع الفريق حالياً.

لحظات المجد لا يمكن نسيانها ابداً، كُتب التاريخ بأقدام مجموعة "تاريخية" وضعت تشكيلة "الغالاكتيكوس" جانباً بالإنجازات التي حققتها وصولاً الى نهاية موسم 2017-2018، مع فوز "الملكي" باللقب الثالث عشر في دوري ابطال أوروبا.
منذ نهاية ذاك الموسم والأمور تجري عكس ما يشتهي جمهور الفريق، رحل اسطورة الفريق كريستيانو رونالدو وتبعه المدرب زيدان، فسجل ريال أسوأ موسم له منذ عشرات السنوات، قبل أن يعود زيدان بمهمة انقاذ الفريق والقيام بثورة حقيقية.

الثورة التي انتظرها الجميع تأخرت كثيراً، اعتقدنا انها بدأت تعطي ثمارها الحقيقية في شهر يناير الماضي عندما تصدر ريال الدوري وفاز بلقب السوبر الأوروبي وقدّم دفاعه مستوى باهر لم نعتاده من الفريق في الفترة السابقة.
"شهر العسل" لم يطول كثيراً، فريال خسر ليلة السبت صدارته للدوري بعد الخسارة امام ليفانتي سبقها تعادل في الأسبوع الماضي امام سلتا فيغو، في وقت استفاد برشلونة من هذا التراجع ليستعيد الصدارة بالرغم من كل مشاكله الفنية والإدارية.
في مباراة ليفانتي، اعتمد زيدان مرة أخرى على "التشكيلة القديمة"، ايدين هازارد كان اللاعب "الجديد" الوحيد فيها، وهو تعرض لاصابة وسيبتعد شهرين إضافيين عن الملاعب.

الحجة من الاعتماد على "الحرس القديم" هي المداورة، فزيدان يفضل الاعتماد على مارسيلو مثلاً لخبرته بدلاً من اشراك مدافع شاب كاللاعب ايدير ميليتاو على سبيل المثال، وهنا نشير الى قرار زيدان بابعاد فيرلاند ميندي عن التشكيلة لامتلاكه أربع بطاقات صفر وعدم حصوله على الخامسة ما يعني غيابه عن الكلاسيكو.
حتى زيدان فضل الاعتماد مثلاً على ايسكو على الجناح الأيمن مطلع المباراة بدلاً من الاعتماد على رودريغو مثلاً او حتى فينيسيوس، وأجلس فيديريكو فالفيردي على مقاعد البدلاء، علماً ان وسط ريال مدريد يعاني كثيراً في غياب الأخير.
زيدان فكر بمباراة مانشستر سيتي وبرشلونة قبل أن يفكر بمباراة السبت امام ليفانتي، فخسر المباراة وخسر جهود هازارد واليوم خسر رودريغيو الذي تلقى بطاقة حمراء اثناء مشاركته مع ريال مدريد كاستيا.
تفكير زيدان المستمر بالحرس القديم لديه عواقب كثيرة على الفريق، في وقت أصبح الاعتماد على الجيل الجديد من "دون خجل" ضرورة ملحة للفريق الذي عانى فنياً بسبب التخبط في تشكيلات مدربه في المبارتين الأخيرتين.

أمام ليفانتي، واثناء محاولة ريال مدريد تسجيل هدف التعادل، رأينا سيرجيو راموس يهاجم أكثر من مرة، في وقت خلى الوسط من أي لاعب مساندة للهجوم. أين كان لوكا مودريتش وايسكو الذين يملكان قدرة على المساعدة الهجومية؟
التخبط الفني جعل من ريال مدريد فريقاً مشتتاً غير قادر على بناء أي هجمة من وسط الملعب والاكتفاء ببعض العرضيات "الفاشلة" وسط محاصرة كريم بنزيما البعيد عن مستواه في الفترة الحالية.
في المباريات التي يلعب فيها فالفيردي، نرى كرات أكثر في وسط الملعب، فاللاعب الشاب لديه قدرات عالية للانتقال من الوسط الدفاعي الى الهجومي ولما لا التسديد المباشر على المرمى، ما يعطي ريال قوة في وسط الملعب غابت عنه اثناء تواجد لوكا مودريتش مثلاً.
يملك ريال الان العديد من اللاعبين الشبان، مشاركة رودريغو وفينيسوس أفضل بكثير من عدمها، حتى ولو أن الثنائي غائب عن التسجيل في الفترة الأخيرة ولكن تحركهما على ارض الملعب يحرك الفريق بأكمله ويعطي فرص أكثر التي قد تترجم لأهداف محققة.

أرقام ريال مدريد الهجومية تثير القلق فعلاً، فالفريق لم يتمكن من التسجيل في 21 مباراة رسمية من أصل 93 مباراة (23%) منذ رحيل رونالدو، علماً أنه لم يسجل أي هدف في 36 مباراة رسمية من أصل 438 مباراة (8%) مع وجود البرتغالي.
يعني ذلك أن كل المحاولات التي قامت بها إدارة الفريق حتى الان فشلت، فلما لا إعطاء الفرصة للشباب، للوكا يوفيتش مثلاً لعله يتمكن من استعادة عافيته من خلال منحه الثقة الكاملة؟ لماذا التفكير بعكس التيار دائماً؟
يأمل جمهور ريال مدريد أن تكون خسارة ليفانتي صفعة موجعة في وجه زيدان لعله يتعلم أن التعامل "بأخلاق" مع الحرس القديم في الوقت الحالي قد يكون كارثة على الفريق، فالنتائج اليوم أهم بكثير من إعادة اعتبار مارسيلو او مودريتش او غاريث بيل او غيرهم من اللاعبين.