جريدة الملاعب -
لا شك أن لكريم بنزيما أهمية كبرى في ريال مدريد، فهو موجود في سانيتاغو برنابيو للموسم الحادي عشر على التوالي، في الوقت الحالي هو هدّاف الفريق في الدوري الإسباني بـ13 هدفاً وهو القائد الثالث صاحب الخبرة الكبيرة ولكن...
ألم يحن الوقت للنظر الى الأمام قليلاً؟ ألم يحن الوقت لإعطاء الفرصة لغير بنزيما ولو لفترة محدودة؟
يحظى كريم بنزيما بحب كبير من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز ومدرب الفريق زين الدين زيدان، فعلى الصعيد الشخصي بنزيما قليل المشاكل، لم يتواجه مع إدارة ناديه أي مرة منذ قدومه الى اسبانيا، تصريحاته غير مستفزة ابداً، يبتعد عن الإعلام وتشعر وكأن لديه حياته الخاصة.
النجم الفرنسي كان شريكاً اساسياً لكريستيانو رونالدو في كل الإنجازات والأرقام التي حققها الأخير، فهو اللاعب الذي أهداف رونالدو الكثير من الأهداف وكان الداعم الأول له ليشكلا معاً ثنائية رائعة لمواسم عدة.
بنزيما ايضاً كان حاضراً عند رحيل رونالدو وحاول قدر الإمكان شغل مكانه من الناحية التهدفية، حتى ولو أن أي لاعب غير قادر على تعويض رحيل رونالدو، ولكنه حاول بنزيما أن يقود هجوم ريال، فنجج أحياناً واخفق احياناً أخرى.
مشاكل ريال الهجومية في الموسم الماضي دفعت الإدارة للتعاقد مع مهاجم جديد وهو الصربي لوكا يوفيتش الذي بقي في ظل النجم الفرنسي خصوصاً بعد الأداء المميز لبنزيما مطلع الموسم الحالي، وعدد الأهداف التي سجلها، إلّا أن الجزائر الأصل دخل اخيراً في نفق مظلم مكتفياً بهدفين فقط في اخر 10 مباريات بالدوري الإسباني.
بنزيما هو أسوأ لاعبي ريال مدريد منذ انطلاق عام 2020، ولكنه لا يزال يحظى بالوقت للعب اساسياً في ريال مدريد، في وقت لا يحصل لوكا يوفيتش مثلاً على نفس الوقت، والذي قد يكون أفضل من الفرنسي بقيادة الخط الأمامي.
لا أحد ينكر دور بنزيما في الملعب الذي لا يقتصر على تسجيل الأهداف، فهو غالباً ما يعود الى الخلف لمساعدة خط الوسط واحياناً ينطلق من الأطراف لبناء هجماته، وهو لاعب يعرف تماماً كيف يلعب من دون كرة، فهل هذا ما يحتاجه ريال فقط؟
يوفيتش لم يحصل على الوقت الكافي حتى الان، فكيف تريد أن يسجل لاعب لا يُشارك سوى لدقائق قليلة جداً كبديل؟ الصربي بحاجة للعب أكثر من مباراة بشكل متواصل لكي نكتشف كل ما يمكن أن يقدّمه، وهذا لم يحصل حتى الان.
سيلعب ريال مدريد الاحد المقبل مباراة العمر امام برشلونة بعد خروجه من خسارتين وتعادل، احداهما في دوري الابطال امام مانشستر سيتي، والاستمرار بنفس النهج سيدمر الفريق بكل تأكيد ويخرجه من كل البطولات التي ينافس عليها.
زيدان الان مطالب بالجرأة، نعم الجرأة من خلال التخلي عن بنزيما في مباراة الكلاسيكو والاعتماد على يوفيتش، فالاصرار على بنزيما لن يغيّر الحقيقة، حتى ولو سجّل بنزيما في مرمى برشلونة، فوقت التغير قد حان وعلى زيدان المضي بذلك والتخلي عن حبه الكبير لمواطنه لمصلحة الفريق.