• 4:01:32 PM
  • |
  • التعليقات: 0

زيدان "البَرَكة"

03-03-2020 01:11 PM

جريدة الملاعب -

"حين كان صغيرا باركته الملائكة"، هكذا أجاب أسطورة التدريب الفرنسي أرسين فينغر عن سؤال حول مواطنه زين الدين زيدان.

 

لا شيء أكثر دقة من هذه الكلمات المقتضبة "باركته الملائكة" ليس كمدرب فقط بل وحتى حين كان لاعبا أسطوريا في يوفنتوس وفرنسا وريال مدريد.

 

مسيرة مظفرة، كرة ذهبية، مستوى أقل من المتوقع وبطاقة حمراء في كأس العالم 1998 لكنه ينهي البطولة بهدفين في النهائي والظفر بالكأس أخيرا، موسم عادي مع الريال لكن مع هدف خارق للعادة في نهائي دوري أبطال أوروبا، مستويات خارقة في يورو 2000 ومونديال 2006.

 

كل شيء سار مع زيدان اللاعب كما الحلم، ثم كمساعد لأنشيلوتي أصبح "تميمة حظ" فنجح الملكي في التتويج بدوري الأبطال أخيرا وبعد سنوات عجاف، ثم مدربا مؤقتا.. وكلنا يتذكر ما حدث، 3 ألقاب للبطولة الأوروبية الأغلى، لقب لليغا، وإنهاء سطوة برشلونة في المواجهات المباشرة.

زيدان رجلٌ مباركٌ.. ففي كل مرة يتصور البعض أنها النهاية يعود بطريقة سينمائية، ومهما ضاقت الحلقات حوله يبدو أكثر هدوءا، تماما كما حدث في الكلاسيكو.

 

عاش الجمهور المدريدي حالة من الإحباط بعد هزيمة في سانتياغو برنابيو من مانشستر سيتي وخاصة بيب غوارديولا، ومع تذبذب النتائج المحلية أصبح الموسم الصفري شبحا أقرب من أي وقت مضى مع مطالب متزايدة بعدم الاعتماد على مارسيلو وكارفخال في الدفاع، وإيسكو في الوسط.. وانتقادات واسعة لكريم بنزيما وفينسيوس جونيور.

 

لا يخسر الرهان أبدا

كعادته يفعل فينيسيوس كل الأشياء، الجيدة والقبيحة على حد سواء، فهو يراوغ ويمرر ويصنع ويركض، لكنه يهدر الفرص، يركض بلا هدف مفهوم، عشوائية مفرطة لكن مجهودات خارقة، حركية هائلة ساهمت في تحويل رقعة اللعب باتجاهه بما يفوق الخمسين في المائة بينما الفاعلية تقترب من الصفر، عادة يتخذ المدرب -أي مدرب- قرارا منطقيا باستبدال لاعب بهذه المواصفات مع مرور الدقائق وبعد أن تسبب في إنهاك المدافعين، لكن ليس زيدان.

 

ولأنه زيدان فقد أهداه فينسيوس هدف التقدم مع الكثير من التوفيق "توفيق لن يفارق زيزو أبدا"، في الدقيقة 91 يقرر إشراك البديل المنسي تماما ماريانو دياز.. كما نعرف: زيدان لا يجانبه الحظ، هدف بعدها بخمسين ثانية وفوز أول للملكي في سانتياغو برنابيو منذ 2014.

 

بنفس الهدوء والتواضع المعتاد يتحدث زيدان عن فينسيوس قائلا: لقد سجل هدفا مهما وأنا سعيد من أجله،، هذه مباراة العودة إلى المسار الصحيح".

 

المسار الذي يقصده زيدان هو إياب دور الـ16 من دوري الأبطال، ورغم صعوبة تعويض الخسارة خاصة في ظل غياب راموس وأن مباراة العودة في ملعب الاتحاد لكن كاسميرو لخص العقلية حين قال: إن كان فريق يمكنه فعلها فهو ريال مدريد.

 

ريال مدريد أكبر نادٍ أوروبي، مدربه لم يسبق له أن خرج خاسرا من مواجهة إقصائية ضمن المسابقة القارية كمدرب، ولا يتلقى المديح اللازم لكنه لا يأبه.

 

كل مطالب الجماهير خاطئة

مارسيلو أفضل لاعبي ريال مدريد، أو ربما أفضلهم، أنقذ فرصة هدف محقق من ميسي، شكل جبهة هجومية كاسحة مع فينسيوس، هو مارسيلو الذي كان تحت سهام الانتقاد طوال الموسم، كارفخال لم يخطئ طوال التسعين دقيقة "سوى في نيل إنذا مجاني مبكر"، نموذج للاعب الوسط المتكامل قدّمه الثنائي كاسميرو وفالفيردي الذي اكتشفه زيدان وصقله وضحى لأجله بلورينتي رغم احتجاج الكثيرين.

 

إيسكو أقل من البقية لكنه كان يسجل لولا تصدٍ خيالي من تيرشتيغن، ماريانو دياز يسجل بعد 50 ثانية من نزوله رغم أنه لم يلعب سوى 40 دقيقة فقط طوال الموسم!

 

من غير زيدان يستطيع أن يدفع بلاعب مجمّد ويعطيه الدافع لتقديم كل شيء خلال ثوانٍ فقط؟

 

 لا أحد.. هناك مدربون رائعون في كل مكان.. لكن زيدان واحد.. رجل مبارك لا يخسر رهاناته أبدا.




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :