جريدة الملاعب -
كعادته في سابق المواسم، أهمل مدرب ليفربول يورغن كلوب بطولتي الكأس في إنجلترا وواصل على هذا المنوال ليخرج الموسم الحالي خالي الوفاض من المسابقتين بعد هزيمته أمس أمام تشيلسي في الدور الخامس لكأس الاتحاد الإنجليزي بهدفين نظيفين.
يؤمن كلوب بالبطولات الكبرى وعليه ضحى بكأس الاتحاد وكأس الرابطة الموسم الماضي آملًا في نيل مسابقة الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا وكان له واحدة منهم، لم يخسر الرهان كاملًا وخرج ببطولة منحته تباعًا السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
يحبذ كلوب اللقب الكبير عن 3 ألقاب من النوع الصغير، هذه هي عقليته لأن الصدى يصير أكبر والإنجاز أضخم، وهذا ما قد يفسر سبب إشراكه أمس تشكيلة ممتزجة بين العناصر الشابة والخبيرة أمام تشيلسي في ملعب ستامفورد بريدج وأمام أنصاره. إذ تحاشى إشراك التشكيلة الأساسية كاملة خوفًا من أي إصابات قبل إياب أتلتكو.
خسر ليفربول 3 مباريات من أصل آخر 4، الخسائر جاءت في 3 مسابقات مختلفة مما قد يدفعنا القول بأن عقل كلوب تشتت وبات مهووسًا بتفاصيل أقل من أن تذكر. تفرق عقله بين البطولات. لكنه رغم ذلك قال في المؤتمر الصحفي في أعقاب اللقاء بأنه "ليس قلقًا".
وهذا ما يفسر النظرية القائلة بأنه يخطط هذا الموسم للحفاظ على لقبه في دوري أبطال أوروبا والفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لذا فإن الإقصاء من الكأس وخسارة مباراة -غير مؤثرة- أمام واتفورد، لن تعيقه عن الطريق الذي رسمه لنفسه بالموسم الحالي.
يعرف كلوب جيدًا أنه لا يزال هناك 90 دقيقة أخرى في انفيلد، لذا أخرج ساديو ماني في وقت مبكر من المباراة أمام أتلتكو مدريد وحاول عدم استقبال أهداف أخرى وتسجيل واحدًا على الأقل من أجل الأريحية في موقعة الإياب.
الجانب البدني يلعب دورًا حاسمًا في مثل هذا التكدس في فبراير ومارس حيث الإدوار الإقصائية في دوري أبطال أوروبا والأدوار المتقدمة في مباريات الكئوس واحتدام المنافسة في الدوري المحلي سواء على المقاعد الأوروبية أو اللقب ذاته، في مثل هذا التوقيت في إنجلترا من كل عام، يظفر فقط من يمتلك معدلات بدنية قوية.
لكن يبدو أن مشكلة ليفربول ليست بدنية في المقام الأول، بل عائدة إلى صعوبة السير على نفس النسق لفترة طويلة، فالمستويات التي يقدمها اللاعبون غير اعتيادية وخارقة للعادة في بعض الأوقات. صعب للغاية أن يقدم لاعبو ليفربول المستويات ذاتها طيلة الموسم، الأمر يبدو كمن تشبعوا بالفوز والأداء، وضربتهم حالة من السأم.
ضمان الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز ربما أدخل اللاعبين في حالة ثقة زائدة وأيقنهم بشعور أنهم فريق لا يقهر، وقد يكون هذا الشعور قد تسرب إلى عقل كلوب ورغب في إراحة بعض عناصره من أجل التحضر لمواجهة أتلتيكو في الأبطال. افتقد الريدز مثلًا إلى جوميز أمام واتفورد.
على كل فإن كلوب لا يخسر رهانه منذ الموسم الماضي الذي فاز فيه بدوري أبطال أوروبا، وإن خرج خالي الوفاض من بطولتي الكأس ودوري الأبطال هذا الموسم، فإنه على الأقل ضمن التتويج بالدوري الإنجليزي الممتاز.
في رسالته التي كتبها الطفل دارا كيرلي وهو مشجع لمانشستر يونايتد يقطن في إيرلندا الشمالية، طلب من مدرب ليفربول يورغن كلوب التوقف عن الانتصارات لأن ذلك يؤذيه كأحد أنصار يونايتد، وحثه على عدم الفوز ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وألا يفوز بأي مباراة قادمة.
على ما يبدو ورغم رد كلوب بأنه لا يستطيع تلبية طلب الطفل الذ تقدم به نهاية يناير الماضي، فإن لبّاه بشكل لا إراي وتوالت المصائب على الفريق منذ تلك الرسالة بالتحديد، إذ خسر أمام أتليتكو وفاز بصعوبة مع أداء مترهل أمام ويستهام 3-2 قبل أن يخسر أمام واتفورد ثم تشيلسي تواليًا.
لا يمكن اعتبار رسالة الطفل سببًا في شيء، لكنها كانت بمثابة تحذير لكلوب بأن ما من طير وارتفع إلا كما طار وقع، وكان على كلوب التفطن إلى هذا الأمر وتلك الرسالة بالتحديد في هذا الوقت من الموسم.