جريدة الملاعب -
أثار مستوى ليونيل ميسي خلال لقاء ريال مدريد وبرشلونة الكثير من علامات الاستفهام حيث بدا الغائب الأكبر عن اللقاء رغم مشاركته أساسياً لتسعين دقيقة فرغم لمس ميسي للكرة 86 مرة وتسديده 3 مرات منها 2 على المرمى لم يبدو مستوى ليو مقنعاً للكثيرين ببساطة لأن الكل اعتاد أن يحسم الأرجنتيني بمجهوده مباريات كهذه أو على الأقل يلعب دوراً مهماً حين يرى فريقه يغرق باللقاء.

برشلونة غرق ولم ينقذه ميسي فالوسط تاه وخسر كرات كثيرة تحديداً بالشوط الثاني لكن ليو لم ينزل هذه المرة للخلف ولم يحاول مساعدة فريقه لإخراج الكرات كما لم يبدو بأفضل حالة بدنية حين سيطر على الكرة بيساره وكانت له فرصة الانطلاق قبل أن يأتي مارسيلو ويقطع الكرة منه بسهولة من على يمينه بلقطة أكدت أن خطأ ما يحدث!
اسم ميسي ارتبط مؤخراً بالعديد من المشاكل داخل برشلونة بين الأخذ والرد بينه وبين أبيدال أو الأخبار عن إمكانية رحيله لكن الحدث الأساسي يرتبط بعدم رضا ليو عن رحيل فالفيردي والتخلي عنه بظل الدعم الكامل الذي قدمه للمدرب السابق بالوقت الذي تتحدث فيه الأخبار عن عدم رضا نجوم برشلونة على مستوى سيتيين.
لعب ميسي 14 مباراة بالليغا مع فالفيردي هذا الموسم سجل فيها 13 هدفاً بالمقابل لعب 7 مباريات مع سيتيين سجل فيها 5 أهداف بالتالي لا يبدو الفارق الرقمي كبيراً لكنه يصبح كذلك حين نتذكر أن 4 من أهداف ميسي الخمسة كانت بلقاء إيبار مقابل هدف واحد فقط بالمباريات الست الأخرى ولو أن ميسي بالمقابل صنع 6 أهداف العديد منها من كرات ثابتة.
لم يقدم ميسي المأمول لا أمام نابولي بدوري الأبطال ولا أمام ريال مدريد بالدوري ليزيد علامات الشك حوله فعلاً فالمنطق يقول أن تراجع ميسي لا يمكن أن يتم بشكل تلقائي بل يرتبط حتماً بعوامل أخرى أبرزها عدم التوافق مع الجهاز التدريبي والذي ينعكس بصورة حقيقية من خلال التراجع البدني للاعب فمع فالفيردي كنا نشاهد ميسي وهو يتوقف خلال المباريات لالتقاط أنفاسه وحدث هذا بلقاء ريال مدريد ذهاباً في كامب نو لكن بالمقابل كان ميسي قادر على الوصول للقمة حين ينطلق ويأخذ الكرة أما مع سيتيين قل هذا العامل كثيراً وبات ميسي غير قادر على تقديم ما يظهره عادة.
أظهرت المقاطع ميسي وهو يعرج خلال ذهابه لملعب سانتياغو برنابيو بأمر دفع البعض للتساؤل حول ما إذا كان ميسي يلعب وهو مصاب لكن الأمر حُسم ولعب ميسي لتسعين دقيقة، سابقاً مع فالفيردي كانت سلامة ليو بهذه المواقف هي الأهم حتى لو شارك بديلاً لذا علينا ألا نستغرب سيناريو تعرض ميسي لإصابة تغيّبه عن الملاعب قريباً.
يدرك الجميع أن ليو هو مفتاح برشلونة الأوحد هجومياً ومن دونه لا يمكن للفريق أن يحقق أي شيء لكن رغم ذلك ذهبت إدارة البارسا للتخلي عن المدرب الذي يريده ليو وتعيين مدرب آخر، صحيح أن الإدارات لا يجب أن تلتفت لمطالب اللاعبين عادة لكن بحالة ميسي كان لابد لذلك أن يحدث مادام أن الإدارة تعرف أن الفريق قائم على خدمات الأرجنتيني.
يبدو أن موسم برشلونة سيكون بغاية الصعوبة ومع افتقاد 3 لاعبي وسط "بوسكيتس- فيدال- أرتور" عن لقاء نابولي الذي قد يُلعب دون جمهور قد يجد برشلونة ذاته خارج دوري الأبطال قريباً وحتى بحال تخطي نابولي لا يمكن للبارسا أن يحقق أي شيء دون عودة ميسي لمستواه لذا على الإدارة التدخل وإيجاد صيغة تفاهم بين ميسي والجهاز التدريبي قبل أن يسوء الأمر!