عدة أسباب تمنح ليفربول أفضلية تخطي عقبة أتليتكو مدريد

جريدة الملاعب -

يلتقي اليوم فريقا ليفربول وأتليتكو مدريد، ضمن مباريات جولة الإياب من دور ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، والتي من المقرر أن تقام على ملعب انفيلد.

يدخل الفريق الإنجليزي المباراة وهو يتوق بشدة لتجاوز تلك العقبة الإسبانية العنيدة، ليستمر في رحلته بالدفاع عن لقبه، ويُمَني نفسه بتكرار نفس انجاز النسخة الفائتة، وتسانده جماهيره الحاشدة التي تؤمن بقدرة فريقها على عبور هذا الدور، وتعويض خسارته في مباراة الذهاب بهدف دون مقابل.

وحقيقة الأمر أن الريدز لديه أفضلية كبيرة لبلوغ دور ربع النهائي وتخطي الروخي بلانكوس، حيث تدعمه عدة أمور تجعل له حظوظ اليد العليا اليوم، وسنسوق أهم الأسباب التي تجعل الليفر هو المرشح للتأهل على حساب ضيفه المدريدي..

مثلث الرعب: لا شك أن ليفربول يمتلك أقوى خط هجوم في أوروبا، بل في العالم بأسره، بتواجد ثلاثي مهاري وديناميكي ولديه حس تهديفي عالٍ، فأرقام مثلث الرعب صلاح،ماني، فيرمينيو، تعبر بقوة عن أن خطر الريدز على مرمى الاتليتي سيكون محدقا ومحققا طوال الـ 90 دقيقة، وربما سيكون أوبلاك على موعد مع أقسى مواجهة له، بل أنه قد يصبح كابوسًا ملموسًا.

شخصية البطل: من المؤكد أن الفريق الذي وصل لنهائي التشامبيونز في النسخة قبل الماضية، وتم اقصاءه، ثم نجح في الوصول مجددًا الى النهائي في النسخة التالية وحصد اللقب، وهو أيضًا الذي خسر لقب البريميرليغ في الموسم المنصرم بفارق نقطة، وعاد ليحقق اللقب-شبه محقق- هذا الموسم، هو دليل دامغ على ما يمتلكه الفريق من تصميم وإرادة، وشخصية قوية، شخصية بطل لا ينفك يثابر لتحقيق أهدافه ولا يحيد عنها، هو أمر يؤهله بقوة لتجاوز عقبة اليوم.

السلاح السري الفتاك: في أحيانٍ قليلة هذا الموسم سقط سحر الثلاثي الهجومي وعجزوا عن منح الفريق الأفضلية بأهدافهم، لكن عملاق الميرسيسايد لديه سلاح فتاك آخر يستخدمه بحنكة ومهارة، وهو سلاح التهديف من التسديدات الرأسية عبر الكرات الثابتة، وهو السلاح الذي أنقذ الفريق من مآزق عدة هذا الموسم، وكان جسر عبورهم لمباريات بالفوز العسير، وأهمها مباراة السوبر الأوروبي أمام تشيلسي، فالفريق لديه ثنائي دفاعي فارع الطول، سواء فيرجيل فان دايك، أو ماتيب، أو حتى لاعب الوسط الهولندي فاينالدوم، أو البديل البلجيكي أوريجي، كلهم متخصصين بالتسجيل برأسيات في مرمى المنافسين.

منطق سيميوني يسهل الأمر: ليس أسهل على فريقٍ من أن يهاجم فريقا يلجأ إلى الدفاع منذ أول وهلة، في قرار معروف ومعد سلفًا من قبل مدربه سيميوني، كما أنه لا يمتلك أدوات شن الهجمات المرتدة المعاكسة، فهو في ظاهره قد يكون مرهقا للفريق المنافس، لكن في حقيقته أنه يسهل على الفريق مهمة الهجوم الجارف، فالنية لدى الضيوف وضع "عدة حافلات" كالمعتاد في نصف الملعب، حتى في حال تلقيهم هدفا! فلا حاجة عندها لمهاجمي الليفر ولاعبو الوسط في استنزاف مجهودهم في العودة للدفاع وقت فقد الكرة، فلن المفروغ منه أن لن يبادر الضيوف بالخروج كثيرا من مناطقهم الدفاعية، ولو حدث سيكون بشكل فردي يسهل التعامل معه من قبل المدافعين، وأتوقع شخصيًا في حال تأخر الحسم أن يندفع فيرجيل للأمام مرات عديدة.

أرقام الليفر الأوروبية لا تكذب: الرؤية الفنية منحت الريدز الأفضلية، ولكن على الجانب الرقمي أيضًا هناك تعزيز لفرص الفريق الانجليزي، الذي في آخر 10 مباريات على ملعبه فاز في 8 مباريات، وتعادل في مباراتين، بل أنه لم يتذوق طعم الخسارة في آخر 25 مباراة على ملعبه.

صدى صدمة البرسا ما زال يدوي في انفيلد: على الجانب التاريخي، ما زالت معجزة الريمونتادا بالنسخة الأخيرة، بإقصاء برشلونة عقب الخسارة بثلاثية في كامب نو، واللعب دون عدة لاعبين أساسيين أبرزهم صلاح، ما زالت صيحات الفوز تدوي في أنفيلد، وسيتردد صداها بلا شك اليوم، فالفريق الذي يقهر البرسا بنجومه الكبار، قادر بالتبعية على تخطي الاتليتي أيضًا.

فارق هدف واحد فقط : على الجانب النظري، الخسارة بفارق هدف هي الخسارة الأقل وطأة، والتي من الأسهل تعويضها في مباراة الاياب لأي فريق، بالنظر لصعوبة الاحتمالات الأخرى في حال تعميق الخسارة بهدفين أو ثلاثة، لذا فموقف الريدز قوي حتى في عالم الاحتمالات النظرية.