جريدة الملاعب - يبدو أن الكرة الأردنية تدفع ثمنًا باهظًا، حيث أن القرار الاستثنائي الذي صدر الموسم الماضي بإيقاف المسابقات المحلية لمدة 8 أشهر ووضع أجندة بمواعيد جديدة تبدأ مع انطلاقة 2020، لم يكن مثمرًا.
ولا شك أن التوقف الطويل للمنافسات، أضر بمستوى اللاعبين والحكام والمدربين، كما أن الغاية من التوقف لم تتحقق.
وفي خضم شغف الجماهير بعد صبر طويل، وهي تنتظر عودة الحياة لملاعب الأردن، فإن عراقيل جديدة طفت فوق سطح الأحداث، بإيقاف المسابقة 14 يومًا بعد افتتاح الدوري الخميس الماضي.
ورغم أن المخاوف كانت تحوم حول تأجيل المسابقات مع انتشار فيروس كورونا في العالم، لكن التأجيل هذه المرة حدث بعدما وقفت الأندية المحترفة في وجه الاتحاد الأردني، وقررت تعليق المشاركة في الدوري، كوسيلة ضغط للمطالبة بحقوقها.
الغريب أن المسابقات توقفت 8 أشهر مع وعود صدرت من الاتحاد الأردني بإعادة ترتيب البيت الداخلي، واستثمار هذه المدة لتكون بمثابة العصف الفكري للكرة المحلية، إلا أن تلك المدة انقضت والحال تراجع.
مهمة الاتحاد الأردني
بات لزامًا على الاتحاد الأردني، تحمل مسؤولياته الملقاة على عاتقه في إدارة شؤون كرة القدم، ويبدأ منذ الآن في وضع استراتيجية جديدة، تمنحه القدرة على مواصلة المسيرة.
اتحاد الكرة عبر تصريحات متعددة، حمل أكثر من مرة مسؤولية عجزه المالي للشركة السابقة التي كانت ترعى مسابقاته المحلية لعدم التزامها بدفع ما عليها.
وبكل تأكيد، فإن عدم التزام الشركة الراعية بدفع ما عليها للموسم الماضي، وهو مبلغ قد لا يتجاوز مليوني دينار، ساهم في جزء من العجز المالي، لكن ليس كله، خاصة أن العجز بلغ نحو 5 ملايين و700 ألف دينار.
التراكم في العجز يبدو أن أسبابه متعددة، مما يفرض على الاتحاد الأردني مراجعة حساباته فيما يتعلق بالنفقات بحيث لا تكون على حساب حقوق الأندية.
وتؤكد الأندية أن ما يدفعه الاتحاد لها، ليس معونة أو صدقة، وإنما هي حقوق الأندية فهي صاحبة الجماهيرية وتستقطب الكم الأكبر من المتابعين، مما يشجع الحكومة والرعاة على تقديم الدعم والحصول على حقوق النقل.
ومن الأخطاء المتراكمة التي وقع فيها الاتحاد الأردني، اهتمامه المبالغ فيه بالمنتخبات الوطنية وخاصة النسوية، وإنفاق الكثير من أجل مراحل إعداده، وفي النهاية لم يتحقق الهدف المرجو من هذه المنتخبات.
وبناء عليه، ينبغي على الاتحاد الأردني بصفته المظلة الرسمية للأندية، أن يوازن في الاهتمام والإنفاق بين الأندية والمنتخبات، بحيث لا يكون الاهتمام بجانب على حساب آخر.
رابطة الأندية
السؤال الذي يفرض نفسه هل الاتحاد الأردني يمتلك النية الفعلية لإشهار رابطة الأندية؟، فإن كانت الإجابة قطعًا بنعم، فلماذا كل هذا التأخير بإشهارها ونحن نسمع منذ 5 سنوات عن رغبته في ذلك، لكن دون وجود خطوات فعلية على أرض الواقع.
وربما لو تم إشهار رابطة الأندية خلال امتداد سنوات توفر الشركة الراعية السابقة، لربما كانت الأرضية أفضل لإشهار هذه الرابطة وإنجاح عملها.
ولا شك أن الاتحاد الأردني الذي فرض قراراته بخفض قيمة جوائز البطولات وتأجيل المسابقات 8 أشهر، دون أن يلتفت لاعتراضات الأندية، يمتلك القدرة على بدء إشهار رابطة الأندية، حال أراد ذلك.
الأندية وبعد صدامها مع الاتحاد الأردني، أدركت في قرارة نفسها أن الوقت قد حان لتأسيس رابطة تضمن لها الحصول على حقوقها كاملة حتى تنهض بنفسها وتواكب متطلبات الاحتراف.
كل ما سبق بطبيعة الحال، لا يعفي الأندية من مسؤولياتها بضرورة البحث عن مداخيل جديدة، بحيث تصبح مؤهلة للإنفاق على نفسها حتى لو لم تتمكن من إيجاد شركة راعية.
مهلة زمنية
آخر ما تم التوصل إليه بخصوص أزمة الأندية مع الاتحاد، توقف بطولة الدوري لمدة 14 يومًا، وتراجع الأندية عن قرار تعليق المشاركة في هذه المسابقة، بعد اجتماع مطول بين الطرفين.
وما لم يتم الإعلان عنه في الاجتماع، أن توقف الدوري 14 يومًا لم يكن عبثاً، وإنما كان لسبب يتمثل بأن هذه المدة ستكون بمثابة مهلة زمنية لاتحاد الكرة، للبحث عن حلول تضمن تحقيق مطالب الأندية، وفي حال إخفاقه، فإن الأندية ستعود لقرار تعليق المشاركة في الدوري.
الاتحاد الأردني بصدد توقيع اتفاقية مع التلفزيون الأردني لنقل مباريات المسابقات المحلية، وذلك سيساعده على حل بعض المشاكل، لكنه سيبقى مطالبًا بالبحث عن شركة راعية بحجم الشركة السابقة وترشيد النفقات، حتى يخرج من النفق المظلم.
نقلا عن كورة