جريدة الملاعب -
تنتهي بطولات الأندية الأوروبية عادة في شهر مايو وفي الغالب تأتي بعد نهاية البطولات منافسة قارية مثل أمم أوروبا أو كوبا أميريكا أو كأس العالم وسابقاً كان هناك كأس القارات وتنتهي هذه المنافسات بموعد يقارب منتصف شهر يوليو في حين تبدأ منافسات البطولات الأوروبية بنهاية الأسبوع الأول من أغسطس لذا فإن فترة التوقف الفعلية عن المنافسات تمتد حوالي أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إن لم يكُن هناك أولمبياد يقلل من زمن التوقف أيضاً.
خلال فترة التوقف القصيرة هذه نجد الكثير من عشاق كرة القدم عبر العالم يتذمرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي رغم وجود بعض الوديات التي يمكن متابعتها وأخبار سوق الانتقالات التي لا تتوقف بالصيف لكن اليوم تعيش كرة القدم أزمة خانقة بعد أن أصابها فيروس كورونا وأدخلها الحجر الصحي مجبراً إياها عن الابتعاد عن الملعب لفترة لا تبدو حدودها أكيدة حتى الآن.

حين بدأ انتشار الفيروس لم يتوقع أحد أن يسوء الأمر لحد يجبر كل المنظمين على التوقف فمع إعلان تأجيل منافسات البوندسليغا تأكدنا رسمياً أننا لن نتابع هذا الشهر أي من الدوريات الكبرى أو البطولات الأوروبية عدا عن إيقاف العديد من البطولات بالدول العربية والآسيوية خوفاُ من انتشار الفيروس لذا لم يعُد من الممكن لأحد أن يقدم تنبؤاً أكيداً حول ما سيحدث بعد الآن فسيناريو الانهيار الذي حدث بدول عديدة مثل إيطاليا والنرويج وإنجلترا يهدد برؤية سيناريوهات أسوأ بالفترة المقبلة.
في إيطاليا دخلت البلاد بحالة من الحجر الصحي، شوارع خالية وأناس يلتزمون منازلهم لكن رغم ذلك مازالت الأرقام غير مطمئنة ومازالت الدراسات تتحدث عن اكتشاف المزيد من الحالات وارتفاع بنسبة الوفيات، حتى الصين التي تحدثت قبل أيام عن السيطرة على الفيروس كشفت يوم أمس عن وجود 3 حالات جديدة في مدينة ووهان لذا يبدو أن الحرب مع كورونا لا حدود لها.
مع توقف الموسم بسبب كورونا سيعيش المشجعون حالة أسوأ بكثير من حالة توقف البطولات بالنصف الثاني من شهر يوليو فحالياً لا توجد أخبار عن انتقالات ولا تنقل الصحف أي شيء تقريباً باستثناء أخبار انتشار كورونا وإصابته للاعبين جدد وتسببه بإيقاف بطولات جديدة لذا يبدو أن ما قاله غاري لينيكير قبل أيام أظهر صحته فعلاً.
بعد تأجيل لقاء مانشستر سيتي وآرسنال الأربعاء الماضي كتب نجم الكرة الإنجليزية السابق عبر تويتر تغريدة ذكر فيها بجملة بيل شانكلي الشهيرة حين قال أن كرة القدم ليست مسألة حياة أو موت بل أهم من ذلك بكثير وقال لينيكير "بغض النظر عمّا قاله شانكلي سابقاً يبدو أن هناك أشياء أكثر جدية بالحياة من كرة القدم". وفعلاً جاء فيروس كورونا ليؤكد ذلك ببساطة توقفت استثمارات بالمليارات وتحولت الملاعب لمناطق مهجورة والتزام اللاعبون والجمهور منازلهم بانتظار تجاوز هذه الأزمة.
الخطر الآن مرتبط باستمرار التأجيل أكثر كون ذلك سيدخل الكرة الأوروبية بفوضى كبيرة، ماذا لو تم إلغاء البطولات؟ ما القوانين الخاصة بكل دوري حول ذلك؟ أسئلة يسألها عشاق كرة القدم بشكل مستمر والجواب لا يبدو واضح تماماً فطريقة التعامل تختلف من بطولة لأخرى ففي إنجلترا يحتاج اتخاذ أي قرار لجمع ممثلين عن الأندية والسماع لمقتراحاتهم والتصويت عليها وفي إسبانيا تتحدث الصحف عن سيناريوهين الأول يرتبط بتتويج المتصدر الحالي وآخر يتحدث عن تتويج بطل الذهاب في حين يتم حجب اللقب في ألمانيا، بكل الأحوال ستقل نكهة التتويج بحال جاء بزمن الحجر الصحي وفي قاعات النقاش؟ فما طعم معرفة فوز ليفربول للمرة الأولى باللقب منذ 30 عاماً دون مشاهدة جمهوره وهو يحتفل في أنفيلد وبالطرق؟ ما معنى الاحتفال باللقب إن لم نرى رجلاً كبيراً بالسن انتظر ناديه المفضل طوال هذه الفترة كي يحقق اللقب؟
بات الموسم الكروي بخطر فعلي، بالبداية راهن الكثيرون على أن الحال لا يمكن أن يسوء نظراً لارتباط البطولات بعائدات بث وتسويق ضخمة ستؤدي لحدوث خسارات مادية هائلة بحال توقف البطولات لكن بالنهاية وجد الجميع أن الحالة الموجودة تستحق المزيد من الاهتمام واتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة وانتصرت حسابات سلامة المشجعين واللاعبين على المكاسب المالية أما كمشجعين فيبدو أننا سنقضي الفترة القادمة ونحن نراقب أخبار انتشار الفيروس وننتظر أن تعود الحياة لطبيعتها كي نتابع كرة القدم من جديد.