بين بركات ودغلس من الافضل ؟

جريدة الملاعب - زيد الحدرب
بعد أن تداول قبل بضعة أيام المتابعون عبر فيسبوك رأي الكابتن أشرف سمارة بأن الأسطورة مراد بركات الأفضل على الاطلاق بتاريخ السلة الأردنية والعربية والاسيوية ، ذلك الرأي جعل عددا من المتابعين يقارنون سام دغلس بالكابتن مراد بركات ،وأنا صراحة ضد هذه المقارنة لأن زمن الكابتن واللاعبين اللذين ضده او ما يسمى بالجيل الذهبي لكرة السلة الأردنية يختلف كليا عن الجيل الذي عاصر الكابتن سام دغلس أو ما يسمى بالجيل الماسي ،فخلال فترة الجيل الذهبي لم يكن هناك شيئ اسمه احتراف أو مبالغ مالية يتقاضونها لقاء مشاركتهم فقد كانوا يلعبون من أجل حبهم وعشقهم للنادي ،ولم يكن يسمح حينها لأي لاعب أن ينتقل من نادي الى اخر، وكان اللاعب يبقى اسمه مرتبطا بالنادي الذي لعب له لأول مرة في حياته ، إضافة الى أن جميع اللاعبين كانوا يعملون بعمل اخر غير كرة السلة التي كانت في ذلك الوقت فعلا أقرب للهواية بالنسبة لهم .


ولا شك أن انجازات الكابتن مراد بركات لا تعد ولا تحصى كلاعب ومدرب فخلال فترته كلاعب ضمن صفوف النادي الأرثوذكسي كانت السطوة التامة لفريقه فقد لعب له لمدة 21 موسما متتاليا وارتبط اسمه فيه أحرز خلالها اللقب 19 مرة ،وعلى صعيد الألقاب الفردية توج بجائزة افضل لاعب عربي 10 مرات، وأفضل لاعب اسيوي 3 مرات،هداف دورة الألعاب الاسيوية 1986 ، فضلا عن دخوله التاريخ من أوسع أبوابه حينما سجل 105 نقاط خلال مباراة واحدة ،وسبق لبركات أن تلقى عروض احترافية على مستوى عالمي من فريقي ريال مدريد الاسباني ولوس أنجلوس كليبرز أحد أبرز فرق ال NBA ،لكن عدم تطبيق قانون الاحتراف في ذلك الوقت منعه ،لكنه احترف في نهاية مسيرته كلاعب في الدوري اللبناني من بوابة فريق الوردية.


وعلى صعيد التدريب كان من أبرز انجازاته أفضل مدرب أجنبي في الدوري اللبناني لكرة السلة مرتين في موسمي 2000 و 2003 ،وصافة بطولة اسيا مرة واحدة في 2011 حيث شغل أنذاك منصب المدرب المساعد لتوماس باولدين ،تمكن من قيادة منتخب الشباب لكأس العالم في اليونان 1995 ،لقب بطولة غرب اسيا مرتين رفقة منتخب الرجال ، بطولة الدوري الممتاز 6 مرات كأس الأردن 5 مرات ، ويعتبر التوصيف الأفضل والأدق للكابتن بركات "النجم الشامل "حيث كان قائدا لمنتخبي كرة السلة وكرة اليد ويعتبر من مؤسسي لعبة كرة الطائرة في الاردن ، كما سبق له ممارسة ألعاب القوى ، إضافة لكرة القدم لمدة موسم واحد من بوابة النادي الارثوذكسي ،وقد لعب حينها كحارس مرمى .

وصحيح أيضا فأن سام دغلس حقق إنجازات قارية عديدة أبرزها وصافة بطولة اسيا 2011 والملحق الأولمبي المؤهل للألعاب الأولمبية 2012 ،برونزية اسيا 2009 المؤهلة لكأس العالم 2010 في تركيا وعلى صعيد الأندية بطولة الأندية الاسيوية 2006 في الكويت بطولة الأندية العربية 2008 في عمان ،وعلى صعيد الجوائز الفردية جائزة أفضل صانع ألعاب مرتين ببطولة اسيا 2009 ،2011 ،وفي الاحتراف وتحديدا بالدوري الصيني والذي يعد الأقوى في اسيا لعب أربع مواسم وأحرز فيها ثلاثة جوائز فردية كأفضل صانع ألعاب في الدوري الصيني مرتين وأفضل ممرر تمريرات حاسمة مرة واحدة ،إضافة الى ان دغلس كان يلعب بعقلية اللاعب المحترف وجميع من كان يلعب معهم بنادي زين وجميع الأندية التي لعب معها من الأفضل بمركزهم في المنطقة .
لذا ذلك كان إيجابيا ولصالحه حيث شارك ببطولات عديدة مع نادي زين فقد كان يشارك بستة بطولات في كل موسم مما جعله من أبرز الأندية في المنطقة بتلك الفترة ،ولا شك بأن هذا كان له دور بتطوير مستواه وتسويقه للدوري الفلبيني والدوري الصيني ، كما كان له تجربة في الدوري الأمريكي الرديف ،وايضا كان قريبا من الانضمام لدوري الرابطة الأمريكية للمحترفين NBA.

وأخيرا لا يمكن أن لا ننسى أن كرة السلة تطورت كثيرا وأصبحت مختلفة عن ذي قبل وأسهل بكثير والخطط التي كانت رائجة في عصر الثمانينات والتسعينات لم تعد رائجة في هذه الأيام لذلك كما قلنا لا تجوز المقارنة بين مراد بركات وسام دغلس فكل منهما مبدع في عصره .