جريدة الملاعب - ثائر صوالحة
غالباً ما يكون من المثير للجدل أن يجمع المدرّب أو اللاعب بين تمثيل غريمين ، هذا الجدل قد يحوّل أحد عناصر اللعبة من نجم محبوب إلى شخص غير مرغوب به لدى هذا الجمهور ، محلياً و كما نعلم بأنّ عديد المدرّبين و اللاعبين نالوا ثقة القطبين الوحدات و الفيصلي معاً ، في هذا المقال سنسلّط الضوء على أربعة نماذج تدريبية لمدرّبين أجانب نجحوا مع فريق و فشلوا مع الآخر لأسباب مختلفة ، فبات النادي بحاجة لمحاكاة التجربة الناجحة لغريمه لكن دون جدوى ..
* عدنان حمد : المدرّب العراقي المعروف و صاحب الصولات و الجولات في العراق و خارج العراق ، تجربته مع الفيصلي " خارجياً " كانت ناجحة إلى حدّ كبير عندما قاد الفريق المدجّج بالنجوم إلى تحقيق لقب كأس الاتحاد الآسيوي عام ٢٠٠٦ و وصافة دوري أبطال العرب بعد الخسارة أمام وفاق سطيف الجزائري ، محلّياً اكتفى الجنرال مع الفيصلي ببطولة درع الإتّحاد ٢٠٠٨ و كأس السوبر ٢٠٠٦ ، الكابتن حمد صنع فريق فيصلاوي ضمّ ٢٥ لاعب على أعلى مستوى لكن الكلّ أجمع على الإخفاق المحلّي ، بعد تجربة المنتخب الوطني عاد الجنرال للكرة الأردنية من بوّابة الوحدات بداية موسم ٢٠١٧ في موسم اعتبر الأعلى قيمة تاريخيّاً بالنسبة لرواتب الجهاز الفني ، حاول الكابتن حمد محاكاة أسلوب المنتخب بالاعتماد على نفس العناصر عامر ذيب ، حسن عبد الفتاح ، عبد الله ذيب ، عامر شفيع ، باسم فتحي ، محمد الدميري ، إلاّ أن حالة الجمود التكتيكي و ضعف الدكة و الخيارات حالت دون نجاح الفريق في ذلك الموسم فكان الخروج من الباب الضيّق و خروج الوحدات من الموسم بدون أي بطولة لأول مرّة منذ ١٣ موسم ..
* دراغان تالاييتش : بعدما أضاع على الوحدات بطولة الدوري عندما كان مدرّباً لشباب الأردن كانت الأمور تتّجه لتدريب الوحدات في الموسم الذي يليه ٢٠١١ خصوصاً بعد تغزّله بالجماهير الوحداتية و هذا ما حدث فعلاً ، الكرواتي في ذلك الموسم قاد الوحدات لموسم خيالي حقّق فيه كل البطولات بدون أي منافسة من الخصوم ، الدوري ، الكأس ، السوبر ، الدرع ،، مستفيداً حينها من الدور البارز للملهم رأفت علي ، دراغان لم يعاني إياباً عندما ابتعد حسن و عامر للاحتراف و شفيع للإيقاف ، و اعتمد على جملة من اللاعبين التكتيكيين و ركّز على العامل النفسي ، الفريق خارجياً كان قريب من تحقيق الآسيوية لكن فضّل عدم تجديد عقده و المغادرة للكويت رفقة مساعده عبد الله ابو زمع و النجم رأفت علي ، مع الفيصلي و بعد مغادرة نيبوتشا كان لا بدّ من إيجاد بديل مناسب فوقع الاختيار على دراغان في سبتمبر ٢٠١٧ و شاءت الأقدار أن تكون أولى المباريات لدراغان أمام فريقه السابق و التي خسرها بهدفين ، دراغان لم يقدّم كل ما لديه فمن أصل ١٢ مباراة قاد فيها الفريق فاز في ٦ و مما عجّل في رحيله هو الخسارة في مباراة الكأس امام الجزيرة فكانت الإقالة هي الحل بعد ثلاثة شهور فقط ..
* برانكو سميليانيتش : المدرب الصربي صاحب الفضل الكبير على الكرة الفيصلاوية ، كيف لا و هو من حقّق أول لقب خارجي مع الفريق و ذلك في سنة ٢٠٠٥ مستفيداً من عناصر مميّزة و جيل ذهبي مثل لؤي العمايرة ، محمد خميس ، خالد سعد ، حاتم عقل ، مؤيد سليم ، هيثم الشبول ، قصي أبو عالية ، عبد الهادي المحارمة .. برانكو على الرغم من عدم تحقيقه بطولة الدوري إلاّ أنه استطاع قيادة الفريق الأزرق لبطولة الكأس مرتين و السوبر لمرة واحدة ، تجربته مع الوحدات موسم ٢٠١٢ كانت سيئة و في توقيت أسوأ وسط صراعات إدارية داخل البيت الأخضر تجسّدت بسفر المدرب الصربي دون علم الإدارة ، برانكو لم يكن سيئاً خارجياً لكن ما عجّل في رحيله إخفاقه على الصعيد المحلي ..
* أكرم سلمان : في موسم ٢٠٠٨ جاء التعاقد مع الحجي لقيادة الوحدات و في هذا الموسم استطاع الأخضر من تحقيق رباعية نادرة هي الأولى في تاريخ الكرة الاردنية محقّقاً كل البطولات المتاحة ، و مستفيداً من وجود جملة من لاعبي الجيل الذهبي عامر شفيع ، فيصل ابراهيم ، باسم فتحي ، محمد الدميري ، احمد عبد الحليم ، محمد جمال ، عوض راغب و الرباعي حسن ، عامر ، رأفت ، شلباية .. مع نهاية الموسم انتقل الحجي لتدريب فريق التلال اليمني في خطوة مفاجئة نوعاً ما ، كان للكابتن أكرم سلمان عودة مجدّداً للوحدات موسم ٢٠١٥ لكن دون أي إنجاز يذكر ، مع الفيصلي كانت التجربة خالية من أي نجاح فبعد رحيل الكابتن مظهر السعيد عن الفريق جاءت الاستعانة بالمدرب العراقي موسم ٢٠١٠ الذي بقي ثلاثة شهور قبل أن يتم فسخ عقده و التعاقد مع المحلي الكابتن محمد اليماني ..
لا بدّ من الإشارة إلى أنّه لم يتم التطرّق للحديث عن المرحوم الكابتن مظهر السعيد الذي قاد الفيصلي لعديد البطولات محقّقاً أكثر من ٣٠ بطولة و لفترة تعدّت العشرون عاماً بينما اكتفى مع الوحدات ببطولة كأس الأردن في موسم ١٩٨٥ ، كذلك المدرب العراقي ثائر جسام الذي كان يعتبر مدرب طوارئ للفريق الأخضر و على مرحلتين محقّقاً بطولة الدوري و الكأس و مع الفيصلي في ثلاث مناسبات محقّقاً بطولة الدرع مرّتين .. و ذلك لأن الموضوع اقتصر على حالات النجاح في فريق و الإخفاق في الفريق الآخر ..