جريدة الملاعب - يحظى النجم رأفت علي، بشعبية كبيرة بين جماهير نادي الوحدات الأردني، رغم مضي 6 سنوات على اعتزاله.
وهذه الشعبية لم يحصل عليها "بيكاسو" الكرة الأردنية، بمحض الصدفة، بل كانت نتاج مشوار طويل تكلل بالجهد والإبداع والإنجازات.
ويسلط هذا التقرير الضوء على مسيرة النجم رأفت علي مع الوحدات:
البداية
بدأ رأفت مسيرته مع الوحدات عام 1993، حيث استطاع لفت أنظار الإعجاب إليه سريعا، رغم أن الفريق كان مدججا بنجوم كبار.
وزاد انجذاب جماهير الوحدات نحو اللاعب الصاعد، بفضل سرعته ومهاراته الفردية العالية، وقدرته على اختراق دفاعات الخصوم، وصناعة الأهداف وتسجيلها، والأهم الحماسة والاندفاع أثناء اللعب.
ومع مرور الوقت، أصبح رأفت مصدر العشق الأول لجماهير الوحدات، حيث طالما أطربها بتمريراته الباهرة، وأرقصها بأهدافه الساحرة.
ولعب رأفت دورا مهما في حسم الوحدات لعديد من المباريات والألقاب، وكان بمثابة الحل الهجومي الأفضل بالفريق.
انتماء يفوق الوصف
لمع نجم رأفت علي مع الوحدات، وارتدى قميص المنتخب الأردني، حيث شاركه في إحراز ذهبيتي الدورتين العربيتين في بيروت وعمان.
وطالما كان "الساحر"، يخرج بتصريحات يتغنى فيها بجماهير الوحدات عند الفوز، ويعتذر لها عند التعثر.
ورفض "معشوق الجماهير"، الكثير من العروض، وما تزال قصة محاولات انتقاله لشباب الأردن عام 2007 راسخة في الأذهان.
تفاصيل القصة، بدأت عندما أبلغت إدارة الوحدات رأفت علي بقرار بيعه لنادي شباب الأردن، حيث سيحصل النادي على 100 ألف دينار، يسد بها بعض النفقات.
واشترط اللاعب حينها على إدارة ناديه، أن تخرج للجماهير بتصريحات رسمية، تؤكد أنها من ترغب في انتقاله، وليس هو.
وفشلت صفقة انتقال رأفت علي إلى شباب الأردن، إذ لم تجرؤ الإدارة على تنفيذ شرط اللاعب، ليستمر مشواره مع الوحدات، ويواصل تحقيق الإنجازات المحلية مع الفريق.
وما لا يعرفه الكثيرون، أن رأفت وقّع على "بياض" لنادي الوحدات مع دخول الكرة الأردنية عصر الاحتراف، لتشجيع زملائه على التوقيع.
وكان يتحصل على أقل عقد في تلك الفترة مقارنة بزملائه، ومع ذلك لم يعترض أو يتغيب عن تدريبات الفريق، فحكاية العشق والانتماء التي ربطته بالوحدات، كانت أسمى من المال.
احتراف واعتزال
حقق المدرب دراجان الرباعية التاريخية الثانية مع الوحدات، بقيادة رأفت علي نجم الفريق، ليصر الكرواتي بعد نهاية عقده مع الوحدات على اصطحاب رأفت معه لنادي الكويت الكويتي، عام 2011.
وعاشت جماهير الوحدات حالة من الحزن، فهي لم تتصور الفريق دون رأفت علي، ومع ذلك تمنت له التوفيق في رحلته الاحترافية الأولى والأخيرة.
وقال رأفت، في هذا الصدد: "احترفتُ في الكويت لمدة موسم واحد، لسببين، الأول كنتُ أرغب بأن تتضمن مسيرتي الكروية بأني احترفتُ خارجيا، إلى جانب تأمين مستقبلي".
ولم يغب رأفت علي طويلا عن معشوقه، حيث عاد إليه عام 2012، وشاركه مهمة مواصلة حصد الألقاب، إلى أن اعتزال عام 2014".
وحظيت مباراة اعتزال رأفت علي بحضور جماهيري كبير، لا يختلف كثيرا عن حضور مباراة الكلاسيكو بين الوحدات والفيصلي.
ورغم اعتزاله، إلا أن الأسطورة الوحداتية، ما تزال تحظى حتى يومنا هذا بالحب الكبير، حيث تحرص الجماهير على الهتاف باسمه باستمرار. "كووورة"