ماذا يُخطط يورغن كلوب

جريدة الملاعب -

مرّ فريق ليفربول وجمهوره بفترة مظلمة منذ اللحظة الأولى على توقف الدوريات الأوروبية ومن بينها الدوري الإنجليزي لكرة القدم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد بسرعة في البلاد، حيث كانت تميل كل الترجيحات لإلغاء الدوري الممتاز في حال عدم السيطرة على الفيروس.

مضت الأيام وتمكنت إنجلترا واغلبية الدول الأوروبية من تخطي الأزمة الحادة من خلال انخفاض كبير بعدد الإصابات والوفيات ما دفع روابط الدوريات للبدء بالبحث الجديد بموعد عودة المنافسات حتى ولو كانت خلف أبواب موصدة، كونه تخفف من حدة الازمة بعد توقف المباريات.

المهم وبعد جهد واجتماعات وتجازبات كبيرة، بدأت الدوريات الأوروبية تعود تدريجياً، فعاد الدوري الألماني ومن بعده سيعود الاسباني والانجليزي على التوالي، ما يعيد الأمل لعشاق نادي ليفربول بالتتويج أخيراً بلقب الدوري الإنجليزي بعد طول انتظار.

هذا اللقب مستحق بكل ما للكلمة من معنى للفريق الأحمر بعد موسم تاريخي اتى نتيجة عمل دؤوب قام به المدرب يورغن كلوب منذ سنوات عدة، ليوصل الفريق الى ما هو عليه اليوم، رغم كل العراقيل التي حاول القيام بها بعض الراغبين بعدم فوز ليفربول باللقب من خلال المطالبة بإلغاء نتائج البطولة.

ليفربول وصل الى هذا المستوى بفضل المدرب الألماني الذي وضع منذ اللحظة الأولى على بدء مهمته في إنجلترا إعادة الفريق الى سابق عهده بعد فترة صعبة مرّ بها الفريق، حيث تراجع مستواه وأصبح خارج الفرق الأربعة الكبيرة في إنجلترا لأكثر من موسم، ضائعاً في وسط الترتيب ومعتمداً على أكثر من مدرب دون الوصول الى الهدف المرجو.

مع كلوب تغيّر ليفربول كثيراً، ولم يتأخر الفريق للعودة تدريجياً الى منصات التتويج، بالتأهل الى نهائي الدوري الأوروبي عام 2016 ومن بعدها عودته للمنافسة بجدية على اللقب في إنجلترا مع احتلاله المركز الثاني في الموسم الماضي بعد أن كان قريباً جداً للفوز باللقب.

في الموسم الماضي فاز ليفربول بدوري الأبطال بعد أن وصل للعام الثاني على التوالي لنهائي البطولة (خسر في المرة الأولى امام ريال مدريد)، وهو الان أمام مبارتين فقط من التتويج للمرة الأولى بلقب "الممتاز" من الدوري الإنجليزي.

وبعد كل هذه الإنجازات، هل سيبقى كلوب مع ليفربول؟ ما الذي يمنعه من المغادرة؟ فعلياً كلوب ليس من المدربين الذين يحبون الانتقال بشكل دائم، وليس من بين المدربين الذي يسعون لمغادرة الفريق مع تحقيق البطولات، بل هو من النوع الذي يبني الفرق ويستمر معهم حتى اشعار آخر.


في تجربته السابقة، وبعد فترة ناجحة مع بوروسيا دورتموند توجها بالفوز بلقب الدوري مرتين والوصول الى نهائي دوري الأبطال، تراجع مستوى الفريق لعدة عوامل، وما عاد كلوب بامكانه الاستمرار بافكاره ونهجه المتبع، ما دفعه مجبراً للرحيل عن الفريق.

أمّا الآن، فتجد بأن كلوب بنى مملكة في ليفربول ويسعى لتعزيزها وتطويرها، وقد يكون قرر السير على خطى السير اليكس فيرغسون مع مانشستر يونايتد الذي درّب الفريق لفترة طويلة وحقق معه نجاحات بالجملة، وارسن فينغر مع ارسنال الذي قضى وقتاً طويلاً بدوره هناك.

لا احد يتكلم عن رحيل كلوب، وكأن المدرب أصبح جزءاً لا يتجزأ من ليفربول، أصلاً كيف لنادٍ أن يتخلى عن مدرب اعاده بالفعل الى السكة الصحيحة، الى المكان الذي لدائماً تعودنا عليه تاريخياً؟