جريدة الملاعب -
من الغريب ان نتحدث عن ايجابية لجائحة كورونا، لكن هذا الفيروس الذي حصد أرواحاً وحجزنا في منازلنا، استطاع ان يُعيد التوازن الى عالم الانتقالات في كرة القدم.
الأندية التي استطاعت ان تبقى صامدة اقتصادياً بعد جائحة كورونا هي التي أثبتت انها تملك إدارة اقتصادية قوية ذو تمكن اقتصادي ورؤية مالية كبيرة.
الحديث عن بروسيا دورتموند بالتحديد، الفريق الذي استطاع ان يبني فريقا للمستقبل بالاضافة الى قدرته على الاستفادة مالياً من عناصره وتحقيق الربح.
العنوان الفضفاض دوماً هو الحديث عن "غباء إدارة" برشلونة دوماً، لأن بارتوميو وشركاه دوماً ما تليق بهم وبتصرفاتهم هذه الصفات، لكن، الذي يستحق الحديث عنه اليوم هو ذكاء وحرفية إدارة بروسيا دورتموند مقارنة مع سيرك كتلونيا.
اليكم ما قامت به إدارة بروسيا دورتموند:
بيع عثمان ديمبيلي بمبلغ 140 مليون يورو: نسبة لما قدمه ديمبيلي مع برشلونة حتى الساعة من قلة إحترافية وعدم التزام وكثرة إصابات عضلية، أثبتت هذه الصفقة ان برشلونة كان الخاسر الأكبر من جهة ومفتاح سمح لدورتموند بالخطوات التالية:
شراء كل من: تورغان هازارد (22.5 مليون يورو) + ايرلينغ هالاند (22.5 مليون يورو، وهو اللاعب الذي كانت تتصارع عليه كُبرى أندية أوروبا واستطاع النادي الألماني الظفر بخدماته) + شراء برنت بـ25 مليون يورو + سانشو بـ8 مليون يورو (اللاعب المطلوب رقم واحد اليوم من ريال مدريد – مانشستر يونايتد – ليفربول – تشيلسي)

دورتموند استطاع مع صفقاته تحقيق أرباح وصلت الى 59 مليون يورو، وهو اليوم في طليعة الأندية التي تملك أفضل مواهب أوروبا وقادرة على تحقيق ارباح اكبر أيضاً في حال تم بيع سانشو هذا الصيف الذي متوقع ان يصل سعره الى اكثر من 100 مليون يورو.
الحديث ليس عن تحقيق ارباح مالية فقط وكيفية الوصول اليها، بل عن الاستفادة من هذه الارباح بطريقة تُفيد المشروع الرياضي، ماذا تعني هذه الأرباح، مقارنة مع باقي الأندية، وهنا الحديث عن برشلونة دوماً لنه كان المفتاح الاساس في هذه الصفقات، دورتموند اليوم بات مستعد مادياً وبنيوياً لرحيل اي لاعب من صفوفه، على عكس ما حصل في قضية نيمار – برشلونة.
الأقرب للرحيل عن دورتموند اليوم هو سانشو واشرف حكيمي، المعار من ريال مدريد وبالتالي هو قادر على تعويض اي ركيزة في الفريق وبلاعبين من الصف الأول.
كفانا حديث عن غباء باقي الأندية، ولنُعطي دورتموند الحق الكامل في حُسن الادارة والتصرّف.