جريدة الملاعب -

الملاعب - راشد الزعابي
إذا كانت دوريات كرة القدم في الدول العربية غريبة وعجيبة ومثيرة للشفقة، إلا أنها تتميز على الأقل بشيء من الإثارة يغطي جوانب القصور الفني والعك الكروي الذي يجري فيها، على العكس من الدوري الإسباني الذي تموت فيه الإثارة والمنافسة ثنائية القطبين، وكأن إسبانيا بكل صيتها الكروي لم تنجب سوى ناديين.
يستحق الدوري الإسباني أن يكون الأكثر مللاً في العالم، فالمسابقة محصورة بمباراتين فقط، أما بقية الموسم فالتركيز في كل جولة على مباراتي الريال وبرشلونة مع بقية الفرق، ويكون الرهان قائماً على عدد الأهداف التي سيسجلها كل فريق في مرمى خصمه.
في الليجا الإسبانية كل شيء يتكرر إلا فيما ندر، فالأحداث تعيد نفسها إلى درجة الملل، والنتائج متشابهة، وكل جولة ملامحها لا تختلف عن الجولة التي سبقتها أو الجولة التي تلتها، حتى عناوين الصحف بعد المباريات مكررة لا تحمل الجديد، اجتاح برشلونة، واكتسح ريال مدريد.
في الليجا أصبح الفارق بين الريال المتصدر وبرشلونة الثاني 6 نقاط كاملة، وهو فارق ليس بالبسيط في دوريات أخرى، ولكنه لا يذكر إذا علمنا أن الريال يبتعد عن فالنسيا الثالث بفارق 28 نقطة بالتمام والكمال، وأن فارق الأهداف المسجلة بين الفريقين يصل إلى 50 هدفاً من دون الحاجة إلى ذكر أيهما يتفوق على الآخر.
أعتقد أن ما يحدث في الليجا هو جريمة في حق التاريخ يتم ارتكابها لأهداف تجارية وتسويقية بحتة، وإلا كيف يمكن تفسير أن يصبح الأرجنتيني ميسي، وعمره لم يتجاوز 24 عاماً، أفضل هداف في تاريخ برشلونة، ويتجاوز كل الأساطير في تاريخ الفريق العريق، وهل يعقل أن يسجل البرتغالي رونالدو أكثر من 100 هدف في الدوري في أقل من 3 مواسم و92 مباراة.
عندما انعدمت الندية في الليجا، وانحصرت بين فريقين، كان لا بد من استحداث شكل جديد للإثارة، فتحولت إلى منافسة بين لاعبين، وظهرت المقارنات بشكل أسبوعي بين البرتغالي رونالدو والأرجنتيني ميسي لدرجة أن كلاً منهما سجل 35 هدفاً في المسابقة حتى الآن، وهذا يفوق ما سجله 11 فريقاً في الدوري الإسباني كل على حدة.
في الدوري الإسباني هناك بطلان، فالأول عادة يكون هو ريال مدريد أو برشلونة، أما البطل الثاني فهو صاحب المركز الثالث، فقد احتكر الفريقان أهم اللاعبين، وتحولا إلى علامتين تجاريتين على مستوى العالم، ولكنهما تركا 18 فريقاً إسبانياً مهلهلاً محلياً تعاني قلة الحيلة وانعدام الثقة، وتركا مسابقة مملة للغاية، مع دوري مثير للشفقة.