جريدة الملاعب - خاص
يعتبر خالد الداود من الشخصيات الرياضية التي فرضت احترامها وحبها على الجميع، وهي الشخصية التي تقلدت العديد من المناصب وخصوصا في لعبة كرة اليد، ولكون العمل التطوعي كان هدفه الرئيسي في حياته الرياضية، نجح اتحاد كرة اليد في استقطاب هذه الشخصية التي اثبت حضورها القوي والمميز ليس على الساحة المحلية فقط، وإنما على الساحتين الآسيوية والعربية، حيث تقلد الداود العديد من المناصب والتي نجح فيها كثيرا، ما انعكس ذلك عل سمعة كرة اليد الأردنية والتطور الكبير الذي اصابها.
خالد الداود الرياضي الإداري والذي عشق الرياضة منذ الصغر، ولأن كرة اليد تعلقت في قلبه، وكما اسلفنا نجح الاتحاد عند تشكيله في العام 1992 برئاسة الدكتور ساري حمدان في ضم الداود إلى تشكيلة مجلس الإدارة فنجح المجلس في اعادة الألق للعبة كرة اليد بعد أن زاد الاهتمام بالبطولات المحلية، ورافق ذلك تشكيل المنتخبات الوطنية لمختلف الفئات العمرية، إلى جانب توجه الاتحاد باستضافة البطولات فكانت بطولة العرب (كأس فلسطين) البداية، وتبعها استضافة الكثير من البطولات العربية والآسيوية سواء كانت للمنتخبات الوطنية أو للأندية.
ويقول الداود أن الهدف من استضافة البطولات الرسمية كانت للعديد من الغايات وفي مقدمتها تطوير المستوى الفني العام للمنتخبات الوطنية والذي ينعكس بالايجاب على الأندية، ثم اثبات تواجد الأردن في هذه المناسبات الكبرى، وهذا ما تحقق ايضا من خلال الإصرار على مشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات الرسمية التي تقام في الخارج، موضحا أن هذين الأمرين ساهما بشكل مؤثر في عمليات التطوير لمختلف المنتخبات الوطنية.
وخلال عمله في الاتحاد، تبوأ الداود العديد من المناصب منها (نائب سمو رئيسة الاتحاد، والأمين المالي، ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية، والأمين العام، ومدير المنتخبات الوطنية، وعضوا في الكثير من اللجان)، ونظرا لما قدمه من خدمات وتميز في العمل، تم انتخاب الداود نائبا لرئيس الاتحاد العربي للعديد من الدورات، وعضوا في الاتحاد الآسيوي، وعضوا في لجنة النظام والسلوك في الاتحاد الآسيوي.
وفي العام 2000 تم تأسيس الاتحاد العربي للكرة العابرة، واجمعت الاتحادات العربية على اختيار الداود رئيسا للاتحاد، ورافق عقد العديد من الاجتماعات في سورية ومصر، بيد أن تركيز الاتحادات على (كرة اليد) فقط، وما تتطلبه الكرة العابرة من أمور ومسلتزمات فنية واقامة البطولات في الدول العربية باستمرار، تم ايقاف العمل بهذا الاتحاد.
وخلال فترة عمله بالاتحاد والتي امتدت لأكثر من 20 عاما، ساهم الداود في عمليات التطوير التي شملت اركان اللعبة كافة، حيث الانجاز الكبير الذي حققته المنتخبات الوطنية (الرجال والسيدات) في الدورة الرياضية العربية (دورة الحسين) في العام 1999 بحصولها على الميدالية البرونزية، وكذلك حصول المنتخب الوطني (للسيدات) على الميدالية البرونزية في الدورة العربية التي جرت في قطر في العام 2011.
ويقول الداود أن مشاركة المنتخبات الوطنية في البطولات الرسمية هي الأساس في عمليات التطوير، واستذكر العديد من المشاركات الناجحة والتي ما تزال محفورة في (القلوب)، خصوصا تصفيات بطولة العالم لدول غرب آسيا، والتي جرت في السعودية، ويسرد قصة ضياع الحلم بالتأهل إلى بطولة العالم من خلال المؤامرة التي حيكت ضد منتخب الأردن الذي كان يدربه في ذلك الوقت عصام السحار (بعد فوز المنتخب الوطني على البحرين، عقدت اللجنة الفنية اجتماعا طارئا وقررت فيه شطب نتائج البحرين، ما حرم المنتخب الوطني من التأهل)، كما يسرد الداود كيف ظهر المنتخب الوطني بصورة رائعة في البطولة الآسيوية التي جرت في تايلاند، والظلم التحكيمي الذي وقع على المنتخب الوطني الذي كان يدربه جهاد قطيشات، ومع ذلك تحصل المنتخب الوطني على المركز السادس بين 11 منتخبا أسيويا قويا.
واعاد الداود ذكريات بطولة الحسن الدولية والتي كانت تحظى بمشاركة نوعية وقوية من المنتخبات والفرق العربية والدولية.
وشدد الداود أن تطوير العمل الفني يبدأ من خلال الإهتمام بفرق الفئات العمرية وضرورة مشاركة الأندية جميعها في هذه البطولات مع توفير الدعم المالي المناسب لها، ومن ثم تشكيل المنتخبات الوطنية لهذه الفئات، واختيار الكوادر الفنية المختصة، في الوقت الذي اكد فيه أن دعم الاتحاد للأندية فيما يتعلق باستقدام اللاعبين المحترفين يعتبر من اساسيات عميلة التطوير، وضمن تعليمات خاصة لهذا الغرض من ضمنها (المستوى الفن اللاعب المحترف)، والذي يجب أن يكون متميزا جدا، مثلما اكد أن الدعم المالي الذي توفره الدولة للرياضة الأردنية غير كاف، وعلى سبيل المثال (الاتحاد الأردني يتحصل على دعم يقدر بـ 400 الف دينار، وهذا المبلغ لن يعمل شيئا، وحتى انه غير كاف لتجهيز منتخب واحد واعداد بصورة فنية قوية.