"نمر" يناشد .. موهبة أردنية في تركيا تنتظر من يطلقها للعالم

جريدة الملاعب - ربيع العدوان
يبدو أنه قد كتب على قصص النجاح الأسطورية أن تبدأ بفصل أول يحمل المعاناة والتضحيات والكثير من الألم، ويتطلب من أصحابها الصبر، فمن يفقد تلك الخصال ستنهار أحلامه خاصةً إذا قطع شوطاً كبيراً.

لا يشعر بذلك الألم إلا من دخل تلك التجربة أو بالأحرى " الي رجله بالفلقة مش زي الي بعد عصي "، قد يأتيك الإحباط واليأس، وقد توصد الأبواب، ويحاول البعض مد يد العون ولكن بمقابل، أو بمعنى أصح "استغلالك".

قصة اليوم التي تطرحها " صحيفة الملاعب " غير عادية ويبدو أنها أشبه بدراما تركية كمكان إقامة بطلها، ولكن لا تستغرب أن ذلك البطل لا يتعدى 11 عاماً فقط، هو أردني الجنسية والهوى، طفل برعم لا زال يتفتح، يمتلك قدرات وموهبة خيالية زرعها الله فيه، فقد اختاره دون الكثيرين وهذه حكمته سبحانه، ليس من أجله ربما، ولكن من أجل عائلته التي عانت ولا تزال تعاني الأمرين.

" محمد النمر " أو " نمريه كما يناديه أصدقائه في تركيا "، هو موهبة أردنية مبدعة في كرة القدم، تنبأ له كبار المدربين المحليين بمستقبل كبير ونصحوه بأن يتوجه لأوروبا حيث يمكن أن يتم احتواء هذه الموهبة وتطويرها قبل أن تنطلق كالصاروخ إلى العالم، قبل أن يصبح ثروة يرى فيه الأتراك " دجاجة تبيض ذهباً " في المستقبل، خاصة بعد أن لفت نظر مكتشفي المواهب في باريس سان جيرمان الفرنسي واشبيلية الاسباني، وينتظر نادي بولو سبور التركي الذي يرعى اللاعب الآن ويتدرب معه أن يتم محمد السن القانوني لتوقيع عقد دائم معه بعد أن فرضت موهبته العظيمة على المسؤولين هناك نفسها.

ليست كرة القدم التي يبدع فيها محمد، بل قال مدربو رياضة ألعاب القوى أن هذا الطفل هو " ميدالية الأردن الذهبية " في سباق 100متر في الأولمبياد، فقد قطعها بزمن 13.36 ثانية، وغرس الله فيه موهبة كرة القدم، فهو مهاري ويمتلك فكر كروي هائل يفضل اللعب في مركز الجناح المهاجم بكلتا القدمين.

مقربين من عائلة محمد كشفوا لـ " صحيفة الملاعب " بأن اللاعب تعرض لإغراءات عديدة من أجل التجنيس، ولكن العائلة متمسكة بجذورها وتفتخر بجنسيتها الأردنية، رغم المصاعب العديدة والتضحيات التي قدمتها، فقد اضطرت هذه العائلة لتغيير مكان سكنها من عمان إلى مدينة بولو التركية من أجل الحفاظ وتنمية موهبة هذا الطفل، كما حرمت نفسها من عديد الأساسيات لتوفير الفرصة لهذا الشبل، ووصل تأثيرها لدراسة شقيقاته اللاتي بالأصل هن بطلات في رياضة التايكواندو، وإحداهن لاعبة كرة قدم في أحد الفرق النسوية، وشقيقه الأكبر الذي يكمل دراسة الفيزياء الفلكية في أمريكا.

كل ذلك يشكل ضغوطا تحتاج لمن يسمعها ومن يقف بجانبها، لإنقاذ موهبة يمكن أن تكون في المستقبل سفيراً حقيقياً للأردن، ولما لا على خطى أسماء وجدت من يرعاها، لا أن يتم إغلاق الأبواب أمامها وصدها وعدم الاكتراث بها كما فعل عديد المسؤولين في الاتحادات الرياضية وهو ما يشعر العائلة وحتى الطفل بالاستياء للمعاملة التي تلقوها من بعض المسؤولين في الاتحادات الرياضية الأردنية.

لما ننتظر أن يأتي اليوم الذي نندم فيه على ضياع تلك الموهبة، إذا ما قدر الله أن تكون خارقة، ولنا في عالم المستديرة أمثال ونماذج وقصص عديدة، فليو ميسي من مكان ضيق في روزاريو الارجنتينية وبمرض كاد أن يفتك فيه أصبح أفضل لاعب في التاريخ بحسب الكثير من خبراء اللعبة، ومحمد صلاح النجم المصري ونجم العرب ها هو سفير بلد الفراعنة ولربما أشهر من الأهرامات أصبح، لدينا الفرصة لرعاية وصناعة سفير أردني في العالم ولما لا " بترا " أخرى تنشر اسم وعلم الأردن عالياً في العالم.

ونحن في " صحيفة الملاعب " آثرنا دوماً إيصال صوت الأردنيين ومنهم محمد وعائلته ومناشدتهم لسيدي صاحب الجلالة وولي عهده الميمون وسمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية وسمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، من أجل الحفاظ على هذه الموهبة ورعايتها، فأنتم اللذين وضعتم شباب هذا الوطن في سلم الأولويات وناديتم مراراً بضرورة توفير الرعاية والدعم لهم، ودمتم ذخراً للوطن..