جريدة الملاعب -

صالح داود الراشد
بداية ام نهاية ايهما حال كرة القدم الاردنية في ظل البداية الكارثية التي حفلت بالشغب مبكرا, فتحول ملعبي الامير هاشم في الرمثا والامير فيصل في الكرك الى ساحة حرب جعلت قوات الدرك تتدخل لحماية المواطنين وممتلكاتهم بعد ان القت الجماهير راس كل شيء على ارض الملعب وتعاركت بعده, لتكون البداية مأسآوية بالمعني الحقيقي لا سيما اننا نعيش أجواء الشهر الفضيل والذي بدوره لم يساهم في رفع مستوى الحلق والتصرف النبيل عند البعض.
الكرة الاردنية صنعت إسما كبيرا من خلال المنتخب الوطني ونتائجة الباهرة, لكن الاندية بجماهيرها مصممة على قتل هذا الابداع والصاق تهمة الشغب والعنف بانديتنا وملاعبنا مستفيده من سوء إدارة مجلس الاتحاد للازمات, وعدم قدرته على إتخاذ إجراءات صارمة بحق جماهيرها, بل أصبح همه الوحيد ترحيل الازمات من موسم لآخر تحت عنوان إقترب موعد رحيلنا, وهنا نشعر ان هناك ضعف في إتخاذ القرار من جهة ومحآبة لأندية على أخرى, والاخطر قصر نظر القائمين على اللعبة في أهمية اللقاءات والمشاكل التي قد تحصل فيها, كون غالبية أعضاء المجلس والمشرفين على دوري المحترفين تنقصهم خبرة تحليل الحدث والتوقع, لان الحسابات تكون مبنية على آراء شخصية وليس تقارير ميدانية تدرس ماضي اللقاءات وصورة الحاضر, وتدرس ايضا الوضع المحيط وارتفاع حدة المواجهات في الدول المجاورة حيث يتم نقل صورة عنيفة لما يجري وهذا أمر ينتقل الى أي تجمع شبابي غير موحي الفكر والهدف , وبالتالي نستطيع تحديد الاخطار المحدقة التي قد تحصل في أي لقاء.
ان ضعف الخبرات في إتحاد اللعبة وممارسة اسلوب" الطبطبة" على الاندية وجماهيرها وعدم فرض عقوبات تتناسب مع حجم الجرم ساهم في إرتفاع حدة العنف كونه "من أمن العقوبة أساء الادب", اننا ليس بحاجة فقط الى زيادة الامن في الملاعب, بل نحتاج الى زيادة ثقافة الجماهير وان تفرض الاندية سيطرتها على جماهيرها وان يقوم اتحاد اللعبة برفع سقف العقوبات, كوننا نمر في ظرف حرج لا يحتمل المزيد من هدر وقت وجهد قوات الامن التي لديها مهام اكثر أهمية وخطورة من لقاء بكرة القدم, فجميعنا نعلم ان الاردن بأمنه مستهدف وهناك من يمني النفس ان يحول الاردن الى مصر او سوريا او ليبيا, وبالتالي واجب الامن كبير وخطير, واذا كانت كرة القدم تقارب من تحقيق أماني بعض اعداء الوطن, فاننا ليسوا بحاجة الى بطولات كروية, ولا نريد كرة القدم بل نريد الامن لوطننا, وعندما يتعارض الامر نقول وداعا كرة القدم فاننا لا نريدك.