جريدة الملاعب -
بقلم رئيس التحرير - صالح داود
تسابق الجميع من اجل التهنئة بعيد راس السنه الميلادية, والكل يتمنى ان يكون القادم افضل من الذاهب, لكن الملاحظ اننا بحاجة الى الكثير من الوقت حتى نشعر بطعم الاعياد والافراح, لان الايام المتوالية التي تمر لا تعطينا طعم الفرح, كونها متشابهة, لكن من يعطي الفرح هي التغيرات التي تحصل وتجلعنا نشعر اننا طورنا في حياتنا وعالمنا.
عام مضي وآخر قادم ولا تزال فلسطين محتلة, وما زال الكيان الصهيوني يحكم ويتحكم بها, وما زال المواطن الفلسطيني حبيس الرغبة الصهيونية, وما تزال الحدود تغلق في وجهة فترى كيف يكون العيد سعيدا, وكيف يشعر بطعم الايام,
سوريا تعيش في كل يوم مقتلة عظيمة والدماء تسيل ولا تتوقف, والصواريخ تصيب الجميع بلا استثناء , فعن اي عيد نتحدث وباي عام جديد نحلم, هل هو عيد يستطيع الاطفال فيه الخروج للشوراع, هل هو عيد تستطيع السيدات الخروج من منازلهن دون الخوف من الخطف والاغتصاب, اي راس سنه او ظهر سنه نتحدث, هل اصبحت الحدود السورية مصانه, وهل دم السوري على السوري حرام, انه عيد بلا معني ورأس بلا جسد لدى من قتل ابنائهم وآبائهم.
والى مصر حيث التفجيرات بدأت تطل برأسها والاحلام عند ابناء الكنانة ببلد آمن اصبحت في شك, فالتفجيرات لا تميز بين رجل وامراة ولا قوي ولا ضعيف وتقتل وتفتك بالجميع, ترى من يلعب بك يا بلد النيل ومن يريد لدماء شعبك ان تنزف مثله, اعتقد ان ابناء مصر غير معنيين برأس السنه, لان العيد لديهم ان يخرجو من بيوتهم بسلام ويعودون اليها بامان.
اما العراق بلد الفرات ودجلة فحدث ولا حرج, فالقتل وشربه الماء يسيران لدى ابناء العراق سويا, ولا يعرفون ايهما ستصل اليهم قبل الاخرى, فالموت والحياة تساوت هناك, بفعل القتل على الهوية والموت بسبب المنطقة الجغرافية.
وفي المغرب العربي من تونس الى الجزائر الى المغرب لا تزال لقمة العيش هي الاهم في حياة كل مواطن ومن ينالها تكتب له قصة حياة جديدة, ومن تضيع منه يضيع عمرة ويتلاشى قدرة, ولن نتحدث عن الخليج كون كل ما يجري يصب في مصلحتهم ويثريهم.
اما في الاردن فلا نريد ايام تتوالى بنفس اللون والطعم, حيث نريد ان نجد العدالة الاجتماعية قد ترسخت بين جميع ابناء الوطن, ونجد ان الواسطة قد وءدت ودفنت وانتهت من قاموس حياتنا, ونجد ان الوظائف قد توفرت لابنائتنا, ونجد نواب الامة اصبحوا صوت الفقير والغلبان والموطن بدلا من صوت الدرهم والدينار, ونجد الوزراء يتعاملون على ان منصبهم تكيلف لا تشريف يجعلهم فوق الرقاب.
نريد الكثير في العالم القادم للجميع, نريد الحرية لفلسطين والخير لسوريا والامان لمصر والهدوء للعراق ولقمة العيش للبقية, ولنا نريد عاما من الرخاء والازدهار ومحاسبة الفاسدين, وهكذا يكون عام خير وليس عام من الايام المتتالية.