العياصرة يفتح النار على خليل السالم .. !!

رم -

محمد العياصرة

عندما تسلط الضوء على مختلف المشاكل والهموم التي يعاني منها اتحاد كرة القدم في الوقت الحالي، تصل سريعاً الى استنتاج لا يقبل الشك بأن الاتحاد -عبر أمانة السر- ذاته هو من افتعل الازمة، ثم تبناها، واخيراً بات اسيراً لها!
في ملف المنتخبات الوطنية، ومع تقليب الصحفات، تجد ان امانة سر الاتحاد وبعض اعضاء مجلس الادارة اصحاب الاختصاص و»الاتقان» في افتعال الازمات، وبعد ان بدأ الخلاف مع المدير الفني السابق للنشامى عدنان حمد في توقيت حساس، وجد سمو الامير علي بن الحسين،  نفسه مجبراً على التدخل سريعاً لتطويق الموقف ومعالجة المسألة، لتكون النتيجة التعاقد مع حسام حسن بهدف اعادة الاستقرار قبل فوات الاون.
لا يختلف اثنان على ان سمو الامير علي كسب الرهان باختيار المدرب المصري حسن لقيادة النشامى، حيث جاءت النتائج سريعة ببلوغ الملحق العالمي المؤهل للمونديال على حساب اوزبكستان.. حسناً، لكن البعض في الاتحاد لم يعجبه الحال، فبدأ حرباً مستمرة حتى اللحظة من اجل تقييد المدرب الجديد واستعجال رحيله دون سبب واضح.
سياسات القائمين على الاتحاد -امانة السر وبعض الأعضاء- اشعلت ازمة غير مبررة مع حسام حسن، ونحن لسنا بصدد مناقشة قضية المنتخب الوطني، لكننا نتحدث هنا عن اسباب عدة و»اشارات خضراء» منحت لاعبي المنتخب مساحة كافية للابتعاد عن الجهاز الفني الجديد، ليظهر واضحاً بعد ذلك حالة عدم الاستقرار التي نالت من معسكر النشامى وقلصت مقدار الترابط بين الصفوف حتى تدخل الامير علي مجدداً لرأب الصدع وحسم الجدل بـ «تحييد البعض» عن مسيرة المنتخب وطاقمه التدريبي الذي شعر منذ يومه الاول بانه محاط بـ «المصيدة».
ما يحدث في اتحاد كرة القدم اصابنا بخيبة امل كبيرة، وفي الوقت الذي تضرب به الدول المجاورة والاتحاد الاسيوي بالاتحاد الاردني مثالاً يحتذى على مستوى الانضباط والتطور والتقدم المستمر، فان البعض ما يزال يجدف عكس التيار ولا يقف أمام مسؤلياته بالشكل الامثل.
ندرك ان الاتحاد حصد جائزة افضل اتحاد متطور في القارة الاسيوية، وان المنتخبات الوطنية تواصل التقدم والارتقاء بالتزامن مع النقلة النوعية المتميزة والتي قادها الامير علي لنيل حق استضافة كأس العالم للناشئات، لكن دعونا نتخيل قليلاً شكل الاتحاد دون الامير علي!
قبل انطلاق الموسم الحالي، قمت بأجراء مقابلة مع امين سر الاتحاد لوضع النقاط على الحروف وتوضيح الخطط الرامية لتحسين بعض الجوانب التي اثرت على شكل الاتحاد في السنوات الاخيرة.. تحدثنا عن علاقة الاتحاد بالاندية، وعن خطة الموسم الحالي الى جانب الية عمل اللجان وظاهرة غياب الجماهير والشغب وتحديد سقف التعاقدات وترخيص الاندية واتفاقيات الرعاية وغيرها من الامور العالقة، لكننا لا نجد الان تطوراً ملموساً في اغلب هذه الجوانب!
في لقاء «الرأي» مع امين السر، تحدث الاخير أن ملف ترخيص الاندية سينجز تماماً قبل نهاية العام الماضي 2013، لكن الاتحاد طلب امس الاول من الاندية الاسراع في استكمال التراخيص.. ولعمل اللجان قصة اخرى، ولك ان تتخيل ان أحد اهم اللجان في الاتحاد وهي «التأديبية» التي تضم خمسة اعضاء، ما يزال اثنان منهم خارج البلاد منذ اكثر من ثلاثة اشهر، وتمضي المسيرة!
في ايار من العام الماضي، قال امين السر بوضوح «اتحمل شخصياً المسؤولية في حال قصرت احدى اللجان العاملة، لان امانة السر تتولى الاشراف على سير العمل بشكل مباشر».. لكن مع قرار لجنة الاستئناف الاخير الذي الغى قرارات «التأديبية»، أكد امين السر استقلالية عمل اللجان وانه لا يتدخل في شؤونهم!.
الى مسألة غياب الجماهير، من منا شاهد تحسناً في هذا الجانب؟.. وبعد ان كنا ننتقد عزوف الجماهير الموسم الماضي عن متابعة المباريات المحلية، اصبحنا اليوم نتمنى ان يكون الحضور الجماهيري هذا الموسم مثل الذي سبقه، وكل هذا كان في حسابات الاتحاد كما اكد امين السر قبل تسعة اشهر!
ظاهرة الشغب بدأت تتلاشى، ليس بسبب علاج المشكلة، بل لتلاشي الجماهير، وانتقلت الى اللاعبين.. ما عدنا نعلم شيئاً عن اتفاقية الرعاية بين الاتحاد وشركة جاكو التي انتهت رسمياً قبل شهر، فهل بدأ العمل على تجديدها بنفس الشروط «الكارثية»، ام ينتظر الاتحاد عبر -أمانة السر- من يذكره للبحث عن شركات أخرى؟
لا تتحمل امانة السر وحدها مسؤولية ما يحدث، بل ان بعض مدراء الدوائر واللجان وعدد من اعضاء مجلس الادارة شركاء في خيبة الأمل، ونعود للتذكير ان الاتحاد ما كان ليصل الى هذا المستوى المرموق بغياب سمو الامير علي الذي يشرف شخصياً على ملف المنتخب الوطني ويعتني بقطاع الفئات العمرية الى جانب مسؤوليته تجاه تطوير الاتحاد ونجاحه الباهر في استضافة كأس العالم للناشئات، لكن ماذا عن الاخرين؟.
يعاني الاتحاد من ضائقة مالية منذ سنوات، وهي رسالة مستمرة من امين السر الى الاعلام.. نصدق ذلك ونتفهمه، لكن لا نفهم في الوقت نفسه سبب ارسال رئيسين لوفد منتخب ت22 الى عُمان من اعضاء مجلس الادارة لنحو شهر كامل.. أم ان نجاح المنتخب في كأس اسيا يتطلب رئيسين للوفد بدلاً من واحد؟
معسكر للمنتخب الوطني في دبي.. ما جدوى ارسال رئيساً  للوفد من مجلس الادارة بدلاً من تقليص المصاريف والاعتماد على مدير المنتخب لتسيير الشؤون الادارية؟.. ربما هي اسئلة بلا معنى تماماً كشعار «السياسة التقشفية» التي يتحدث عنها دائماً امين السر!
ما تزال عديد قضايا وهموم كرة القدم الاردنية بلا حلول جذرية.. لا جديد على مستوى مختلف الازمات التي يتحدث عنها الاتحاد منذ سنوات، وخطوات للتقدم والارتقاء، فكلما قاد سمو الامير علي مسيرة التطوير، ما يزال البعض يجذف عكس التيار!.

.