جريدة الملاعب -
من النافذة

صالح الراشد
سؤال يدور في الاذهان ماذا حصل مع عامر شفيع؟ وهل ستكون غيبته دائمة؟ او هل اصبح عامر مثير للمشاكل ولا يستحق التواجد في المنتخب؟ واذا كان عامر كذلك فلماذا هو ملتزم مع نادية الوحدات؟ اسئلة كثيرة طرحت في الوقت الراهن والجميع يبحث عن اجابة, لنجد ان جميع الاجابات لا تفي بالغرض المطلوب كونها تظل ناقصة ولا تعطي الصورة الاجمالية, فشفيع المبدع مع المرحوم محمود الجوهري والكابتن عدنان حمد هو نفس اللاعب لكن ما الذي تغير ولماذا اصبحت المشاكل تطارد اللاعب.
في السابق كان هناك مدرب قدير يشرف على تدريب شفيع وهو المصري فكري صالح والذي جعل من شفيع الحارس الاول في اسيا, والسر بسيط وليس معجزه, وهذا السر يظهر الفارق الكبير بين مدرب خبير ومدرب آخر, ففكري أدرك منذ اللحظة الاولى ان عامر يحتاج الى تعامل نفسي خاص, وهو ما ركز عليه وكان يسارع الى حل مشاكله الخاصة ومنها الاسرية من خلال تدخل زوجة فكري في الامور حين يستعصي حلها على الرجال, وبالتالي استطاع فكري ان يكون مدربا ومعالجا نفسيا لافضل حارس في تاريخ الاردن.
مشكلة شفيع التي حصلت والتي ستبعده عن المنتخب خلال الفترة الحالية فقط وليس طوال وجود المدير الفني الانجليزي ويلكنز, كان يمكن تفاديها بطريقة سهلة فالنجم الكبير يعاني من مشاكل اسرية غاية في الصعوبة وقد اثرت هذه المشاكل على جميع شؤون حياته, وهو غير قادر على اتخاذ اي قرار الا بعد ان يتجاوزها, وهذا يعني ان اللاعب يحتاج الى تعامل خاص لانه ليس رجل من حديد او خال من العاطفة بل ككل الرجال يضعف ويقوى.
لدى اللاعب قضية تحتاج الى حلول وهذه النوعية من المشاكل لو مر بها اي من افراد الجهاز الفني لما استطاع ان يحضر الى الملعب كونها تمس استقرار الانسان, لكن بسبب التسرع تم جعل شفيع مجرم من جديد واصبح مطارد من الاعلام ومن الباحثين عن تدمير اللاعب الكبير الذي عشنا ولا زلنا نعيش معه مرحلة الفرح والنصر الاردنية بكرة القدم.
المشكلة التي اصبحت قضية كان يجب ان يتم حلها بين الجهاز التدريبي واللاعب, وكان يجب ان لا تصل الى الاعلام حيث ظهر ان البعض يحاول صنع بطولات واظهار نفسه بالقوى انه لا يخشى احد حتى شفيع, وهنا فقد اخطأ الجهاز الفني بتكبير الموضوع والانسياق وراء الاعلام الذي ضخم الموضوع, حيث على الجهاز الفني ان يكون الحاضن للاعبين وليس المنفر.
وهنا اتساءل ترى بعد ان وجد شفيع نفسه في هذا الموقف كونه يمر بظرف غاية في الصعوبة في حياته الشخصية ولم يجد سندا من الجهاز الفني, هل سينال هذا الجهاز ثقة اللاعبين بسرد مشاكلهم على اسماع اعضاء الجهاز, ام انهم سيخبئون مشاكلهم ويتحاملون على انفسهم, وعندها سنجد ان لاعبينا يمرون بمرحلة من انعدام الوزن والمستوى وبالتالي يكون الخاسر المنتخب, كون البوح بالمشاكل الخاصة وطلب المساعدة اصبح أمرا غير وارد.