جريدة الملاعب -

يعاود قطار دوري المحترفين لكرة القدم المسير من جديد، وذلك من خلال مرحلة إياب التي تنطلق منافساتها يوم الخميس المقبل، حيث لا يدخل في هذه المرحلة عنصر التعويض خاصة في ظل التقارب النقطي ما بين فرق المقدمة والمؤخرة.
ومن هنا فإن التركيز والحذر سيكون هو المسيطر في أداء فرق البطولة، وهذا الأمر يتطلب بذل جهود مضاعفة وصولا إلى تحقيق الغاية ما بين المنافسة على اللقب وهروب من شبح الهبوط.
الفرق خلال الفترة الماضية عاشت فترة مناسبة من التحضير عبر حصص تدريبية مكثفة، إذ أن هذا التحضير جاء خلال فترة التوقف الإجبارية بسبب ارتباطات المنتخب الوطني في الاستحقاق القاري، لكن بعض هذه الفرق عانت من غياب عدد من أعمدتها الرئيسية خلال تمثيل المنتخب الوطني ونخص هنا المتصدر الوحدات والوصيف الرمثا بعكس باقي الفرق التي غاب عن عناصرها هذا التمثيل لتكون بالتالي الأكثر تحقيقا للفائدة الفنية.
الفترة ما بين مرحلتي الذهاب والإياب شهدت حراكا في عمليات التعاقد خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث سعت معظم الأندية إلى إبرام تعاقدات جديدة هدفت إلى تعزيز قدرات فرقها جراء الضعف الذي ظهر في شكل الفريق لبعض مراكز اللعب.. فجاءت هذه التعاقدات لسد هذا الضعف إضافة إلى أن هذه التعاقدات شملت الأجهزة الفنية.
وبالنظر إلى ما صاغته فرق البطولة خلال مرحلة الذهاب نقول الوحدات نجح في تسيد الترتيب برصيد (27) نقطة جراء (8) انتصارات وثلاثة تعادلات، حيث تمكن من تسجيل حضوره المميز بفضل امتلاكه للجاهزية الفنية فهو كان من أكثر فرق البطولة ثباتا في الأداء وسط منافسة قوية أظهرها غزلان الشمال "الرمثا" بعد أن قدم لاعبوه اداء تميز بقوة هجومية ضاربة كادت أن توصل الفريق إلى صدارة الترتيب لولا بعض النتائج غير المتوقعة التي وقع بها الفريق والمتمثلة بأربعة تعادلات فرضت عليه الابتعاد عن الوحدات بفارق نقطتين.
أما مفاجئة الذهاب فتمثلت بالصريح الذي نجح في التقدم إلى المركز الثالث على سلم الترتيب برصيد (20) نقطة بعد أن حقق النتائج الايجابية التي منحته هذا التقدم، حيث أنه أشهر سيف التحدي بوجه فرق البطولة كافة.. فهو ولأمانة القول نجح في زعزعة ثقة المنافسين أثناء مواجهته بعكس ما كانت تشير إليه التوقعات قبل انطلاق منافسات البطولة.
أما رابع الترتيب فريق الحسين إربد (19) نقطة فقد كان أيضا من الفرق المميزة التي أظهرت التطور في أداء اللاعبين، حيث بدأ ومنذ إنتصاف مباريات مرحلة الذهاب التقدم التدريجي ومن ثم الوصول بالفريق إلى النتائج الايجابية.
وفيما يخص فرق وسط الترتيب نقول أن الفوارق النقطية لا تتعدى في مجملها الثلاث نقاط ونخص بالذكر هنا فرق الجزيرة والأهلي وذات راس والفيصلي، في الوقت الذي يبتعد فيه شباب الأردن (10) نقاط عن المنشية والبقعة بفارق نقطتين وثلاث نقاط على التوالي، في حين يقبع اتحاد الرمثا في المركز الأخير برصيد (3) نقاط.
ومن خلال هذه المحصلة النقطية نؤكد بأن مرحلة الاياب ستشهد ارتفاعا في الحالة التنافسية بين الفرق كافة فالتعويض كما أسلفنا لن يكون حاضرا، حيث أن التنافس سيكون كبيرا على لقب البطولة ما بين فرق المقدمة، في الوقت الذي سترتفع فيه حدة التنافس بين فرق المؤخرة.. لذا فكلنا أمل ان نتابع مباريات قوية تسهم في منح الجماهير مشاهد فنية أكثر حماسة مما قدمته الفرق في مرحلة الذهاب عبر العديد من المباريات التي انخفض فيها منسوب التنافس وغاب عنها جمالية الأداء.