جريدة الملاعب - ربما من الصعب أن نجد وسيلة للهجوم بشكل كبير على منتخب البرازيل في كأس العالم 2018، خصوصاً بعد نجاحه في التأهل إلى الدور ثمن النهائي بعد تصدر مجموعته وتحقيق 7 نقاط من أصل 9، ولكن هناك أخطاء.
في رأيي أن المدرب الوطني تيتي المدير الفني لمنتخب البرازيل، يقع في خطأ متكرر كل مباراة، وهو الاعتماد بشكل كامل على جابرييل جيسوس مهاجم مانشستر سيتي وتجاهل روبيرتو فيرمينو مهاجم ليفربول.
لم يبدأ فيرمينو في الثلاثة مباريات الأولى لمنتخب البرازيل في دور المجموعات، وترك مكاناً أساسياً في خط الهجوم في اعتقادي أنه يستحقه تماماً لصالح جابرييل جيسوس الذي في رأيي غير جاهز فنياً لقيادة خط هجوم منتخب البرازيل.
التضارب في اختيارات مهاجم البرازيل الأساسي في كأس العالم، وفشل جيسوس الذي اعتمد عليه تيتي على حساب فيرمينو تسبب في كارثة رقمية لمنتخب البرازيل في تاريخ نهائيات كأس العالم.
لأول مرة منذ مونديال 1974 يفشل مهاجمي البرازيل في كأس العالم في إحراز أى هدف خلال دور المجموعات، وهذا تحقق بعد نهاية مباراة صربيا وانتهاء رحلة البرازيل في الدور الأول في طريقها لثمن النهائي.
انقاذ تيتي والبرازيل من كارثة أخرى في كأس العالم 2018 جاء من لاعبي الوسط خصوصاً وتحديداً فيليب كوتيينو صانع ألعاب برشلونة، الذي اشترك في 3 أهداف من أصل 5 أحرزها منتخب البرازيل في دور المجموعات، سجل هدفين حاسمين أمام سويسرا الهدف الوحيد، وأمام كوستاريكا في الدقيقة 91 ومنع كارثة حقيقية لمنتخب البرازيل، وأخيراً صناعته لهدف يوم أمس ضد صربيا في تأكيد صعود السيلساو رسمياً إلى ثمن النهائي.
لم يمتاز فقط كوتينيو بالحسم واحراز الأهداف وتسيده أرقام منتخب البرازيل في كأس العالم، بل هو أفضل لاعب في منتخب البرازيل من حيث الأداء بالفعل، اللاعب الذي يستطيع تغير رتم المباراة والتحكم في سرعتها ونقل البرازيل من الحالة الدفاعية إلى الهجومية ومساندة نيمار من الجهة اليسرى، أمور أجادها نجم برشلونة الحالي وليفربول السابق.
البرازيل تحسنت بوجود فيرمينو خصوصاً أمام كوستاريكا، اللاعب الذي يستطيع التأقلم مع طريقك لعب البرازيل التي تشبه طريقة لعب ليفربول، في التحرك خارج وداخل منطقة الجزاء والالتحامات القوية واستغلال الكرات الثانية، كما ظهر في الهدف الأول للبرازيل في الدقيقة 91، الذي تسبب فيه فيريمنو واستغل عرضية مارسيلو داخل المنطقة ليمهدها لزميله كوتينيو.
أعتقد أن تيتي عليه إعادة التفكير والنظر في أمر مهاجم البرازيل الأول، هناك مباريات ستكون من الصعب حسمها عن طريق صناع اللعب أو الأجنحة فقط وستحتاج لمهاجم قادر على التحرك خارج وداخل المنطقة وحسم الأمور من أنصاف الفرص.