• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة محلية سوبر الحسين والوحدات .. «بروفة» محلية لمهمة قارية
  • التعليقات: 0

سوبر الحسين والوحدات .. «بروفة» محلية لمهمة قارية

09-02-2025 09:55 AM

جريدة الملاعب - دروس وعبر في الجانب السلوكي كانت حاضرة بامتياز

كسب الحسين الرهان ونجح في حسم صراع المنافسة على كأس السوبر الأردني لكرة القدم، بعد أن تفوق على الوحدات 3/1 بمجموع مواجهتي الذهاب والإياب، محققاً أولى ألقابه في موسم 2024-2025، واللقب الثاني في تاريخه بعد التتويج الأول عام 2003.

الحسين وضع قدماً على منصة التتويج منذ لقاء الذهاب الذي إنتهى لصالحه بثلاثة أهداف لهدف، ليدخل لقاء الإياب بأريحية تامة بعيداً عن الضغوطات، وعناء البحث عن التعديل، أمام منافس له قيمته ومكانته التاريخية ويعرف كيف يتعامل مع المباريات الحساسة.

وبالعودة إلى تفاصيل المشهد الأول لحوار النهائي بما حمل من أحداث وتقلبات، فقد اثبت الفريق الشمالي بما لا يدعو مجالاً للشك، أنه يملك صلابة ذهنية وفنية من الصعب أن تتوفر سوى للفرق الكبيرة، التي تحسن قراءة المشهد وتعرف كيف تتعامل مع المتغيرات، وفي هذا دلائل وإشارات واضحة على حجم العمل الذي يدار خلف الكواليس.

في موقعة القويسمة وجد الحسين نفسه في النصف ساعة الأولى من عمر اللقاء، محاصراً باندفاع هجومي قوي من جانب الوحدات، الذي صال وجال وهدد المرمى عديد المرات، قبل أن يهتدي إلى هدف السبق الذي أشعل المدرجات، وكاد أن يأخذ اللقاء إلى منحى آخر، لولا صلابة المنافس.

في ظل هذه المعطيات كان من الصعب على أي فريق آخر أن يقدم ردة الفعل المناسبة أمام فريق مندفع بحماس كبير ومعزز بجماهير غفيرة قادرة على تحريك الصخر، لكن الحسين بما يملك أدوات عرف كيف يحيد كل ذلك ويطوع كل معطيات التفوق التي امتلكها منافسه ويقلبها لصالحه، ليخرج بفوز كبير مهد له الطريق لاعتلاء منصة التتويج، قبل إنطلاق النصف الثاني من حوار النهائي.

إفرازات ومخرجات لقاء الذهاب ألقت بظلالها على لقاء الرد الذي كان ستاد الحسن شاهداً على أحداثه بعد أربعة أيام، ومنحت الفرصة للأجهزة الفنية في كلا الفريقين، لإعادة ترتيب الأوراق والإستقرار على شكل وأسلوب الأداء الذي يتطلعان إليه، كلٌ حسب إحتياجاته، فكيف جاءت القراءة؟.

دخل الفريقان لقاء الإياب بمعطيات جديدة فرضتها نتيجة لقاء الذهاب.. الوحدات بحاجة إلى الفوز بفارق ثلاثة أهداف لضمان التتويج بخلاف الحسين الذي كان باب الاحتمالات مفتوحاً أمامه، فشكل ذلك ضغطاً كبيراً على الوحدات المطالب بالتعديل، وعلى الجهة المقابلة منح الحسين الأريحية ليخوض اللقاء دون ضغوطات.

ووفق ذلك أطلق الوحدات العنان لحرابه الهجومية للتقدم منذ البداية، ومارس ضغطاً كبيراً على الحسين خاصةً في شوط اللقاء الأول تخلله بعض الفرص المباشرة على مرمى يزيد أبو ليلى، في حين تعامل الحسين مع اندفاع منافسه بحذر وهدوء مبالغ فيه، وكأنه يريد تحقيق المطلوب بأقل جهد ممكن، لتنتهي المواجهة على وقع التعادل السلبي.

في المحصلة يمكن القول أن الحسين نجح في تحقيق مبتغاه، في بروفة مثالية منحته مزيداً من الثقة قبل الدخول في المعترك القاري، وعلى الجانب الآخر بعث الوحدات رسائل إطمئنان لجماهيره بأنه قادر على فعل شيء في المحفل القاري الذي يشارك به هو الآخر رغم ظروفه.

مشروع رائد

لا نعلم المدى الذي يطمح القائمون على مشروع نادي الحسين الوصول إليه، ولا نعلم كذلك إن كان هذا المشروع الأنموذج سيكتسب صفة الديمومة والاستمراية، لكن المؤكد وفق الشواهد والمعطيات وما يرشح من معلومات، فإن هذا المشروع يسير بالاتجاه الصحيح وفق ضوابط يحكمها عمل مؤسسي اثبت نجاحه بامتياز.

على الصعيد الرياضي والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال فصله عن الشق الإداري، نجح الحسين في استقطاب نخبة مميزة من الوجوه الشابة على الصعيد المحلي، وفي هذا إشارة واضحة وجلية أن هذا المشروع الرائد والفريد من نوعه على الصعيد المحلي، قد يمتد لسنوات عديدة.

وبموازاة ذلك أعلن رئيس النادي المهندس عامر أبو عبيد في تصريحات سابقة، عن إبرام اتفاقية مع أحد الأندية الهولندي، لإنشاء أكاديمية متطورة بأعلى المواصفات، لرعاية النشىء والمواهب الشابة التي بلا شك ستعود بالنفع على النادي على الصعيدين المالي والرياضي.

كل ذلك إلى جانب أفكار أخرى لم يفصح عنها تؤكد حجم العمل الذي تدار به منظومة النادي على كافة الصعد، وتؤكد بذات الوقت أن حبل الأفكار الرائدة في هذا الصرح الرياضي لم ينقطع، وأن سقف طموحاتها لا حدود له.

فرحة مشروعة

عاشت جماهير الحسين التي حضرت بكثافة إلى ستاد الحسن نشوة التتويج باللقب، واحتفلت مع لاعبيها في مشهد بهيج تنوعت فيه مشاهد الفرح الهستيري، التي عبرت عنها الجماهير بصور وأشكال مختلفة لكنها كانت صادقة ومعبرة.

مشاهد الفرح امتدت إلى خارج أسوار مدينة الحسن، لتنطلق عبر شوارع المدينة وأزقتها، قبل أن يتجمع المئات من الجماهير أمام مقر النادي،رغم صعوبة الظروف الجوية، التي لم تمنعهم عن معايشة الفرحة على أرض الواقع، طالما الأمر يتعلق بناديهم المفضل، الذي بات مصدر السعادة والفرح بالنسبة لهم.

جماهير الحسين باتت أكثر من أي وقت مضى، على يقين وثقة تامة أن ناديها أصبح رقماً صعباً على الساحة المحلية، وأن تحقيق المزيد من الألقاب والإنجازات، أضحى مسألة وقت، وأن المرحلة الحالية هي مرحلة «غزاة الشمال».

دروس وعبر من «السوبر»

قدم نهائي السوبر دروس وعبر في الجانب السلوكي، تركت أثراً إيجابياً لدى محبي ومتابعي كرة القدم الأردنية، كان أبطالها جماهير الفريقين، اللذين استقبل كل منهما الآخر على أفضل وجه، فلمس صداها اللاعبون فوق أرضية الميدان، وكل من تابع السوبر سواء من المدرجات أو عبر شاشة التلفاز.

واكتمل المشهد بدموع لاعب الحسين صاحب الخلق الرفيع أحمد ثائر، الذي ترك فريقه يحتفل عقب صافرة النهاية، وتوجه للإطمنان على سلامة لاعب الوحدات أحمد أبو شعيرة وهو يذرف الدموع، نتيجة شعوره بالذنب لتسببه بإصابة أبو شعيرة عن غير قصد، في لقطة لاقت رواجاً واسعاً على مختلف المواقع الإلكترونية.

هي رسائل قدمها جمهور الفريقين واللاعبون فوق أرضية الميدان، نتمنى أن تتواصل في قادم المناسبات، وأن يصل صداها إلى كافة الجماهير الأردنية في مختلف المحافل، حتى تكون رياضتنا أكثر إشراقاً وتوهجاً.

الرأي




  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

رياضة عالمية