الرمثا… البطل الصامت الذي أهدى الحلم في اللحظة الأخيرة!!

جريدة الملاعب -

دعاء الموسى

في موسمٍ كرويٍّ اشتدت فيه المنافسة حتى الرمق الأخير، لم يكن نادي الرمثا طرفًا في صراع التتويج بشكل مباشر، لكنه لعب دورًا مفصليًا لا يقل أهمية عن أي نادٍ نافس على القمة.

الرمثا، بطل الظل، خطف الأضواء، وحرّك ميزان الصدارة مرتين، ليكتب سطورًا جديدة في ذاكرة الكرة الأردنية، ويؤكد أن قيمة الفريق لا تُقاس فقط بعدد النقاط، بل بحجم التأثير.

صاحب البصمة الحاسمة

في الجولة قبل الأخيرة، عرقل الرمثا قطار الحسين إربد وأجبره على التعادل، فاتحًا باب الأمل أمام الوحدات.

جماهير الأخضر عاشت على هذا الأمل، وعلّقت أحلامها على مباراة الجولة الأخيرة أمام الرمثا في ستاد القويسمة، لكن المفاجأة أن الرمثا، الذي كان قد ضمن موقعه بعيدًا عن دوامة اللقب أو الهبوط، لم يتهاون، ولم يُجامل، بل قدّم ملحمة كروية جعلت آلاف الجماهير من الحسين والوحدات تنتظر حتى الدقيقة التسعين لتعرف من هو بطل الدوري.

عندما زغردت الزغاريد في عمان…

لحظة تعادل الرمثا مع الوحدات، تحوّلت مدرجات ستاد عمان إلى ساحة احتفال، لم تكن الجماهير تهتف للرمثا نفسه، بل كانت تحتفل بفريق آخر الحسين، لكن البشرى جاءت بقدم رمثاوية، والفرحة ولدت من شراسة مقاتلي الرمثا في أرض الملعب، الذين لم تلِن عزيمتهم وبذلك أصبح الرمثا هو من كتب الفصل الأخير من الدوري، وأهدى اللقب إلى إربد، ليبقى شمال الأردن متوجًا، وبصناعة رمثاوية خالصة.

جيل المستقبل… لا يخاف الكبار

أداء لاعبي الرمثا لم يكن فقط حاسمًا، بل مثيرًا للإعجاب، أغلبهم لم يتجاوز العشرين عامًا، سطروا أداء بطولي و وثقة تُدرّس، وقفوا أمام الحسين ثم أمام الوحدات، بنفس الحماس والانضباط، وكأنهم ينافسون على اللقب.

هذه التوليفة الشابة تؤكد أن الرمثا ما زال منجم ذهب، لا ينضب من تصدير المواهب وتغذية الكرة الأردنية بالنجوم.

شلبية… جدار رمثاوي من فولاذ

ووسط هذه المعارك الكروية، تألق اسم واحد أكثر من غيره، الحارس مالك شلبية، كان السد المنيع، والاسم الأكثر تداولًا بين محللي الكرة الأردنية بعد الأداء الأسطوري الذي قدّمه، خاصة أمام الوحدات، شلبية كان عنوان الثقة، وركن الأمان، وأحد الأسباب الكبرى في تأخر تتويج اللقب حتى اللحظة الأخيرة.

الرد على كل الشكوك

في موسم كثرت فيه الإشاعات والتكهنات والاتهامات بـ”التهاون” أو “تسليم المباريات”، جاء الرد الرمثاوي قاسيًا، مباشرًا، في آنٍ معًا، لم ينتصر الرمثا لنفسه فقط، بل انتصر لقيم اللعبة، ولنزاهة التنافس، ولشرف الشعار.

حتى وإن دار الزمان… الرمثا ثابت لا يهتز

الرمثا لم يفز بالدوري هذا الموسم، لكنه فاز بالتقدير، وبالهيبة، وبالاحترام، أثبت أن البطولة لا تكون فقط برفع الكأس، بل بتحديد مصيره.

هذا هو الرمثا،  مهما دار الزمان سيبقى بصمة لا تمحى من ذاكرة الكرة الأردنية، وفريقًا يرفض أن يكون هامشيًا، حتى إن غاب عن منصة التتويج.