جريدة الملاعب - يحمل منتخب النشامى اليوم، أحلام كل الأردنيين نحو كتابة المجد والتاريخ، وهو يلاقي نظيره العُماني، عند السابعة–بتوقيت الأردن على ستاد مجمع قابوس الرياضي بمسقط، في الجولة التاسعة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم- 2026.
وبكل المقاييس، يعي المنتخب الوطني أن المواجهة لاتقبل القسمة على اثنين لكثير من الأسباب ضمن حسابات المجموعة الثانية، أبرزها أن الفوز سيقرب النشامى بالتأكيد من ملامسة التأهل الفعلي لمونديال ٢٠٢٦، بل سيكون بمثابة الخطوة الأوسع والاسرع لمرور مثالي مباشر نحو الحلم الذي طال انتظاره لدى كل الأردنيين حال خسر العراق امام كوريا دون انتظار المباراة المقبلة يوم ١٠ الجاري أمام أسود الرافدين.
ويعي منتخبنا الوطني بأركانه كافة أن الفوز اليوم بات مطلباً وطنياً بامتياز، لأن الفرصة التي حظي بها المنتخب لن تتكرر أبداً بتلك الظروف التي تمر بها الكرة الأردنية، فالجيل الحالي من عناصر المنتخب يتمتع بكل مواصفات التأهل وذلك لم يأتي من فراغ؛ فالمنتخب يحمل لقب وصافة آسيا، وهو الرقم الأصعب بين منتخبات القارة لما يحمل في طياته من نجوم قادرة على صنع الفرق وواحظاث الفارق في كبرى المحافل، ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى الاهتمام الذي يوليه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ورئيس اتحاد اللعبة، سمو الأمير علي بن الحسين، وسمو الأمراء جميعاً وهم يتابعون بشغف كل ما يتعلق بمنتخب النشامى وفي مسي?ته نحو كتابة المجد والعليا بالوصول لمقارعة كبرى المنتخبات العالمية في كأس العالم المقبل.
إلى ذلك، خاص المنتخب أمس التدريب الاخير له على ملعب المباراة بتشكيلته المكتملة وقيادة المدرب جمال سلامي، حيث أشارت المعطيات إلى أن المعنوية عالية والإيجابية حاضرة في كل التفاصيل وأن الهدف المنشود واضح جداً في هذه المهمة المفصلية للكرة الأردنية، وتضم قائمة المنتخب ٢٩ لاعباً متحفزاً هم: يزيد أبو ليلى، عبدالله الفاخوري، نور بني عطية، محمد العمواسي، عبدالله نصيب، يوسف أبو الجزر، يزن العرب، هادي الحوراني، سليم عبيد، حسام أبو الذهب، محمد أبو النادي، أدهم القريشي، أحمد عساف، نزار الرشدان، إبراهيم سعادة، نور الروا?دة، رجائي عايد، عامر جاموس، محمد الداوود، محمد أبو حشيش، مهند أبو طه، علي علوان، محمود مرضي، مهند سمرين، محمد أبو زريق، علي العزايزة، موسى التعمري، إبراهيم صبرة ويزن النعيمات.
ويغيب عن مباراة اليوم كل من محمود مرضي ونزار الرشدان، لتراكم الانذارات، بالإضافة إلى احتجاب كابتن المنتخب إحسان حداد لإصابة ألمت به أثناء الأحماء لللمباراة الودية مع السعودية قبل سفر المنتخب لعُمان.
وربما تعني الغيابات الكثير لتشكيلة المنتخب على اعتبار أنها من العناصر الأساسية، ولكن الأمل حاضر والثقة مطلقة بكل نشمي سيكون بديلاً لزميله الغائب، لأن المهمة المناطة به ستكون بمثابة واجب وطني قبل أي حسابات فنية أو رياضية.
حديث مدربين
أكد مدرب النشامى، جمال سلامي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في مسقط، بحضور حشد من وسائل الإعلام، أن مواجهة عُمان تبدو صعبة ومهمة لكنها لن تكون حاسمة، حيث سيكون هناك مباراة أخيرة أمام العراق.
وكشف سلامي، أن كافة اللاعبين يتمتعون بجاهزية كبيرة باستثناء إحسان حداد الذي خضع لعملية جراحية وينتظر أن يلتحق بالنشامى في مسقط لحضور المباراة.
واضاف: «التأهل إلى كأس العالم يتطلب تحقيق الفوز على المنافسين المباشرين في المجموعة، والتأهل يعني المجد، وهذا المجد ينتزع ولا يعطى، ولدينا الثقة والرغبة والحافز».
وزاد:«لا شك أن غياب إحسان حداد مؤثر على المجموعة، لكننا نمتلك البدائل المتعددة، واختيارتنا للعناصر البديلة معيارها الوحيد اختيار الأفضل».
وأوضح «الفاعلية الهجومية والصلابة الدفاعية هذا أهم ما نسعى إلى تحقيقه في المباراة، نمتلك ثلاثي الهجوم المميز، حيث يغيب عن المباراة أيضاً محمود مرضي ونزار الرشدان لتراكم الإنذارات ومع ذلك نمتلك البدلاء».
وأكمل «الجولة الحالية هي الأفضل تحضيراً لمنتخب الأردن مقارنة مع الجولات التي مضت، مباراة الغد (اليوم) تعطينا أهداف جديدة في مباراة العراق، وحالياً تفكيرنا منصب على مباراة عمان».
وعن العُماني، أجاب «تطور كثيراً وقدم مباريات قوية في كأس الخليج، ومنذ تسلم دفة القيادة من قبل رشيد جابر أصبح العُماني أفضل ويمتلك لاعبين جيدين يمتلكون الخصائص».
وحول الأجواء قال سلامي: توقيت المباراتين لا يشكل لنا عائقاً.. هذه أمور تعود للاتحاد الآسيوي، يجب أن نحقق المطلوب منا أمام عُمان ثم نتفرغ لمشاهدة مباراة العراق وكوريا الجنوبية».
وحول إمكانية مشاركة نور الروابدة بين «هو عائد من الإصابة وشارك في مباراة ودية ضد المنتخب الأولمبي ومن ثم ضد السعودية في الدمام، نحن نمتلك تصوراً كاملاً حول ما نريد في مباراة الغد (اليوم)، وسنقرر إذا ما كان سيشارك أساسياً أم لا».
وأردف «نعرف جيداً أن الشعب الأردني بأكمله ينتظر المباراة، ونحن سنجتهد في سبيل تحقيق تطلعاته، والاتحاد الأردني برئاسة سمو الأمير علي يمضي نحو تحقيق المزيد من التطور لكرة القدم الأردنية، وهناك إستراتيجية مستقبلية».
وأشار سلامي إلى أن نتائج المباريات لا تقتصر على عمل المدرب فحسب، بل هي منظومة عمل متكاملة تشمل كذلك الجهاز التدريبي والطبي والإداري وحتى الإعلام والجمهور وما وصل له منتخب النشامى كان ثمرة كل هذه الجهود.
وتابع «سنتعامل مع المباراة بواقعية، نحن في جاهزية كبيرة، لدينا الثقة بطاقم التحكيم، ونأمل أن نخرج بالمباراة وفق ما نتوقعه، ومن أسرار نجاح منتخب النشامى احترامه للمنافسين جميعاً».
وختم حديثه «لا نشعر بالقلق، لكنها مباراة مهمة قد يكون هناك نوع من التوتر وهذا شيء طبيعي لمباراة تكتسي بأهمية تاريخية فالوصول إلى كأس العالم يشكل حلماً لجميع أبناء الشعب الأردني».
من جهته، أكد لاعب المنتخب علي علوان، أهمية المباراة، مشيرا إلى أنها ستكون أمام «منتخب كبير، وتتطلب تركيزاً عالياً وجهوزية كاملة من جميع اللاعبين.
وقال «المباراة مهمة أمام منتخب كبير، والجميع يقدّر حجم هذه المواجهة، ونحن جاهزون لها بشكل كامل، مضيفا «نأمل أن نحقق ما هو مطلوب منا، وأن نظهر بالمستوى الذي يليق بطموحاتنا وجماهيرنا».
ولدى مدرب المنتخب العُماني، رشيد جابر، فقال إن المباراة مع المنتخب الأردني لن تكون سهلة، مشيرا إلى قيمة وخطوة خط الهجوم لدى «النشامى».
وأضاف جابر، أن المنتخب العُماني يبحث عن نتيجة إيجابية، وأن جميع اللاعبين جاهزون للمواجهة.
وبين أن التفاصيل الصغيرة هي من تتحكم في مصير المباراة، إلى جانب صراعات اللاعبين في الملعب. وأوضح جابر، أنه درس جيداً كافة التفاصيل الخاصة بالمنتفس الذي أصبح واحداً من منتخبات المقدمة في القارة الآسيوية، ولا بد من التعامل مع قدراته بحذر وتركيز.
وأكمل «نعول كثيراً على جماهيرنا التي نتمنى أن تملأ المدرجات في المباراة.. بدايتنا كانت متعثرة ولا تلبي الطموح، لكن اليوم أصبحنا نتمتع بحظوظ جيدة بالتاهل».
نظام التصفيات
يخوض النشامى تصفيات الدور الثالث ضمن منافسات المجموعة الثانية التي يحتل بها المركز الثاني برصيد 13 نقطة، خلف المتصدر كوريا الجنوبية بـ16، ثم العراق ثالثاً بـ12، وعُمان 10، فلسطين 6، والكويت سادساً بـ5 نقاط.
وخلال هاتين الجولتين، يبحث النشامى عن مقعد مباشر إلى كأس العالم 2026 من أصل أربعة مقاعد متبقية بعد أن ضمنت إيران واليابان تأهلهما إلى المونديال القادم، وعدم تأجيل ذلك عبر التنافس على مقعدين إضافيين في المُلحق الشاق مستقبلاً.
وحسب نظام التصفيات، تم تقسيم المنتخبات على ثلاث مجموعات، تضم كل مجموعة ستة منتخبات، ويتأهل أول فريقين في كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم 2026، فيما تخوض الفرق أصحاب المركز الثالث والرابع من كل مجموعة الدور الرابع من التصفيات.
سيناريوهات تأهل النشامى
سيحسم منتخب النشامى تأهله رسمياً للمونديال في حال نجح في تحقيق الفوز على عُمان وخسر منتخب العراق أمام كوريا الجنوبية، حيث سيصل المنتخب للنقطة 16، فيما يبقى العراق عند النقطة 11، وبالتالي تصبح المباراة الأخيرة في ستاد عمان، مباراة تحصيل حاصل.
وفي حال الفوز على عُمان وفوز العراق على كوريا الجنوبية، سيرتفع رصيدنا إلى النقطة 16 والعراق إلى النقطة 15، مما يجعل المباراة الأخيرة مع العراق حاسمة لتحديد المتأهل مباشرة.
وفي حال تعادل المنتخب مع عُمان وتعادل العراق مع كوريا الجنوبية، ستتعزز الحظوظ أيضاً في حسم التأهل، لكنه علينا الانتظار للجولة الأخيرة، وبهذا السيناريو سيصل النشامى للنقطة 14 وسيرتفع رصيد منتخب العراق إلى 12 وعُمان 11 نقطة، وهنا سيكفينا التعادل مع العراق بأي نتيجة لإعلان التأهل رسمياً.
وفي حال خسر النشامى -لا قدر الله- أمام عُمان وفاز العراق على كوريا الجنوبية، سيجعل ذلك تحديد هوية المتأهل معقدة، حيث سيتجمد رصيد المنتخب عند النقطة 13 ويتساوى مع منتخب عُمان، فيما سيتقدم منتخب العراق للمركز الثاني بـ 14 نقطة، وسيكون النشامى مطالباً بتحقيق الفوز على العراق في الجولة الأخيرة ليرفع رصيده إلى 16 نقطة ويتجمد رصيده منافسه عند النقطة 14، شرط تعثر منتخب عُمان في لقائه الأخير أمام فلسطين، لكن في حال افتراض فوز الأخير فإنه سيتساوى مع النشامى بذات الرصيد 16 نقطة لكل منهما، وهنا يتم اللجوء إلى فارق ال?واجهات المباشرة لتحديد هوية المتأهل.
أخيراً ونظريًا، لا يزال حلم صدارة المجموعة التي لُقبت بالمجموعة العربية في متناول يد النشامى، لكن يتوقف ذلك على تعثر كوريا الجنوبية في إحدى مباراتيها المقبلتين أمام العراق أو الكويت، بشرط أن يحقق الأردن الفوز على عُمان والعراق مع تحسين فارق الأهداف.