جريدة الملاعب - تحدّث نجم منتخب فرنسا ونادي باريس، عثمان ديمبيلي (28 عاماً)، عن تحوّله الذهني الكبير منذ أيامه في برشلونة، بعدما طاردته الإصابات وعرقلت تطوره لسنوات، قبل أن يتغير بشكل كبير، منذ انضمامه إلى صفوف النادي الباريسي، ليساهم في تحقيقه الثلاثية التاريخية هذا الموسم: الدوري الفرنسي وكأس فرنسا ودوري أبطال أوروبا، رفقة تشكيلة المدرب الإسباني لويس إنريكي (55 عاماً)، وحقق ديمبيلي أرقاماً مذهلة بتسجيله 33 هدفاً وتقديم 15 تمريرة حاسمة في 49 مباراة، ما يجعله أحد أبرز المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، إلى جانب النجم الإسباني الشاب، لامين يامال (17 عاماً).
وقال ديمبيلي، في حوار مطول مع مجلة فرانس فوتبول الفرنسية، اليوم السبت: "إن تجربته في برشلونة كانت مليئة بالدروس، خاصة على المستوى البدني والانضباطي"، موضحاً أن إصاباته المتكررة كانت نتيجة لقلة الاحترافية في تلك الفترة، وعند سؤاله عن أبرز ما تغيّر في مسيرته، تحدّث عن مرحلة النادي الكتالوني قائلاً: "الآن أصبحت أكثر احترافية قليلاً، كنت محترفاً من قبل، لكنني الآن أكثر التزاماً، حتى في أيام الراحة، أحب الذهاب إلى مركز التدريبات، أسترجع لياقتي، وأعمل مع المعالجين".
وأضاف اللاعب السابق لنادي بوروسيا دورتموند الألماني: "في السابق، كنت أعود إلى المنزل، وأفتح جهاز الألعاب، وأشاهد التلفاز، كنت أصغر سناً، وهذا طبيعي، لكن في النهاية تدفع الثمن، وقد رأيت ذلك في برشلونة، وصلت إلى هناك شاباً، لعبت من سن 20 إلى 26، وتعرضت للعديد من الإصابات، تعلمت الكثير واستفدت من التجربة، الآن أعرف جسدي أفضل، ولهذا أتعرض لإصابات أقل، أعرف متى أكون في حالة جيدة، ومتى يجب أن أبطئ وتيرتي وأوازن في التدريبات".
وأما عن طموح الفوز بالكرة الذهبية، فقال ديمبيلي: "من الصعب قول ذلك، لكن الفوز بالكرة الذهبية عندما تكون لاعباً هو بالتأكيد الحلم الأكبر على الصعيد الفردي، إنه شيء تحلم به منذ الصغر، أتذكر كيف كنت أشاهد برنامج تيلي فوت وأرى اللاعبين وهم يتسلمونها، مجرد رؤية الكرة نفسها أمر استثنائي، آمل أن أكون بين الثلاثين المرشحين، كبداية، لقد مررت بسنوات صعبة بسبب الإصابات وتراجع الأداء، لكنني أعتقد أنني كنت ثابت المستوى هذا الموسم، وسنرى ماذا سيحدث، مجرد وجود اسمي في القائمة سيكون أمراً رائعاً، وأن أكون من بين المرشحين البارزين فهذا بحد ذاته انتصار كبير، على الرغم من أنني أطمح للفوز بها يوماً ما".
وعما إذا كان يرى نفسه جديراً بالجائزة، فقال صاحب الـ28 عاماً بثقة وواقعية: "لا أعلم، الصحافيون هم من يصوتون، فأنا شخصياً ألعب دائماً بالأسلوب نفسه، منذ كنت صغيراً وأنا أرغب في إسعاد الجماهير التي تأتي إلى الملعب، أحب المراوغة، لكنني أيضاً أساعد الفريق كثيراً، وأسعى لتسجيل وصناعة الأهداف، في النهاية، كل شخص له رأيه ويصوّت كما يشاء، إذا كنت تحب عثمان ديمبيلي، فهذا رائع، وإذا لا، فالحياة تستمر، سنرى لاحقاً".
وتحدّث ديمبيلي عن مدربه الحالي لويس إنريكي، الذي ساعده كثيراً في التطور، وفرض نظاماً صارماً جعله يتفوق على نفسه بدنياً وفنياً، وقال في هذا الصدد: "مع مدرب مثل لويس إنريكي، تعرف أنك إذا لم تدافع، ستجلس على مقاعد البدلاء، وسيأخذ أحدهم مكانك، بالنسبة لي، لا يجب أن يُخدع المهاجم، بل عليه أن يبذل جهداً دائماً، دفاعياً وهجومياً، لمساعدة الفريق، وليس فقط عند الهجوم، بفضل هذا الأمر أصبح باريس سان جيرمان بطلاً لأوروبا، كلنا دافعنا وكلنا هاجمنا".
وواصل حديثه عن المدرب الإسباني: "هو القائد، هو من يقرّر، إذا كنت جيداً، ستلعب، وإن لم تكن كذلك فلن تلعب، إذا لم تبذل الجهد، ستجلس على الدكة، لقد جلب هذه العقلية إلى باريس سان جيرمان، هو محق تماماً، وبهذه الطريقة صنع مجموعة قوية، نحن الآن أقوى بكثير، وكلنا نفكر في المجموعة قبل أنفسنا، هذا هو الطريق للفوز بالمزيد من البطولات الكبرى، وهناك أيضاً الجانب التكتيكي، هو مدرب كبير جداً فاز مع برشلونة، ولديه أفكار واضحة، سواءً أعجبتك أو لا، فلن يتخلى عنها أبداً".
وفي حديثه عن لامين يامال، الذي تألق بشكل لافت هذا العام، وبات واحداً من المرشحين للتتويج بجائزة الكرة الذهبية، نظير الأداء الذي قدمه مع "البلاوغرانا" ومنتخب لاروخا، فقد أشاد ديمبيلي بالنجم الشاب، وأكد أنه كان استثنائياً منذ صغره، قائلاً: "كان الحديث عنه في برشلونة منذ أن كان صغيراً جداً، وعندما صعد للفريق الأول، أدركنا أنه استثنائي، وأنه وصل إلى مستوى آخر، في التدريبات كان يراوغ، يصنع، ويسجل".
وفي ختام الحوار، وعند سؤاله عن الرياضيين الذين ألهموه، لم يتردد في التعبير عن إعجابه بأسطورة كرة السلة مايكل جوردان، ورفيقه السابق ليونيل ميسي، إذ قال: "لم أتعرف على مايكل جوردان، لكنني شاهدت فيلماً وثائقياً عنه وكان مذهلاً، أن تحقق كل ذلك قبل زمن وسائل التواصل الاجتماعي وتلهم أجيالاً هو أمر رائع، ما فعله مع شيكاغو بولز كان رائعاً، وأنا نشأت على مشاهدة برشلونة، ومِن ثمّ ليونيل ميسي، بالنسبة لي، هو الأعظم، هو لاعب يُلهمني، إنه فريد من نوعه، وأنا سعيد وفخور جداً لأنني لعبت إلى جانبه".