جريدة الملاعب - دعاء الموسى
رغم الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب النشامى ببلوغه نهائيات كأس العالم، والذي أعاد الأمل إلى الشارع الرياضي الأردني وأشعل الحماس في قلوب الجماهير، فإن بعض القرارات الفردية للاعبين المحترفين باتت تشكل مصدر قلق حقيقي لعشاق المنتخب الوطني.
ففي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الأردني أن تكون هذه المرحلة نقطة انطلاق نحو مزيد من التطور الكروي، وتثبيت مكانة الأردن على خارطة الكرة العالمية، تفاجأ المتابعون بقرارات بعض نجوم الكرة الأردنية الذين اختاروا خوض تجارب احترافية في دوريات ضعيفة فنيًا، لا تضيف إلى مستواهم شيئًا، بل ربما تعيدهم خطوات إلى الخلف.
عدد من التجارب الاحترافية الأخيرة كشفت عن افتقار بعض اللاعبين للعقلية الاحترافية الحقيقية، إذ غابوا عن التشكيلات الأساسية في فرقهم الجديدة، ووجدوا أنفسهم حبيسي دكة البدلاء، مما أدى إلى تراجع في مستواهم الفني والبدني، وبالتالي خروجهم من حسابات المدير الفني للمنتخب في أوقات حرجة.
الجماهير الأردنية ووسائل الإعلام تقف دومًا إلى جانب اللاعب الأردني وتفخر بأية تجربة ناجحة يخوضها أحد نجوم الكرة الأردنية، خاصة تلك التي كانت بوابة للتألق في الدوريات العربية أو الآسيوية القوية، ولكن حين يكون الدافع الوحيد للاحتراف هو العائد المادي، بعيدًا عن تقييم جودة الدوري أو المنافسة المتوفرة فيه، فإن النتيجة تكون ضارة للاعب ولمستقبله الرياضشي والأمثلة كُثر.
الجميع يدرك أن الظروف المالية قد تكون سببًا في تحديد الوجهه، لكن المرحلة الحالية استثنائية بكل المقاييس، وتفرض على اللاعبين شتى أن يختاروا وجهاتهم بعناية، بما يخدم المنتخب الوطني والأندية المحلية، وبما يبقيهم في جاهزية عالية بدنيًا وذهنيًا، استعدادًا للمنافسة على أعلى المستويات.
الكرة الآن في ملعبكم، فإما أن تكون الخياراتك بمستوى الطموح الوطني، أو أن يدفعوا ثمن القرارات غير المدروسة على حساب مستقبلهم ومكانتهم في صفوف منتخب صنع إنجازًا لا يُنسى.