أبرز لاعبي منتخب النشامى بلا عقود احتراف .. لماذا؟؟

جريدة الملاعب - لاعبو منتخب النشامى بلا عقود احتراف خارجي، ومحلي كذلك! سؤال محيّر نوعًا ما لكل متابع للمنتخب الوطني لكرة القدم.

ورغم أن عدد قليل جداً من لاعبي المنتخب قد استمر في فريقه السابق أو ارتحل إلى دوري أقل من المستوى المنشود، أو أن بعضهم استسلم باكراً للأمر الواقع ووقع مع فريق متواضع أو أن البعض ما زال ينتظر ما ستكشف الأيام.

المغزى من هذا التقرير أو البحث القصير، هو وضع اليد على العلة إن وجدت أو للإجابة على بعض التساؤلات التي تدور في بعض الأذهان والتي تضع في مجملها نجوم المنتخب في بوتقة البحث والتخوف -إن جاز التعبير- هنا، وهل ستستمر تلك الحالة وهل ستؤثر على منسوب اللياقة والمستوى الفني للاعبين الذين يحملون على عاتقهم تمثيل الوطن في أكبر محفل كروي وهو مونديال العالم العام المقبل.

استفهامات كثيرة، بعضها مشروع وأخرى ربما في غير مكانها في الوقت الراهن، لأن البعض ربما يعتبر ذلك أمراً عادياً ولا يعني الكثير لمنتخب يحمل في طياته الكثير من الخامات التي تنتظر الصقل أو ربما هي جاهزة للاستخدام في أي وقت يراها المدرب.. ولكن الواقع يقول غير ذلك، لأن الأمر علمي بحت، واللاعب هنا يشبه من يتعلم لغة جديدة فإذا ابتعد عنها أصبحت صعبة عليه، وكذلك اللاعب يجب أن يستمر في الملاعب والمنافسات، وهذا حال الدنيا في كرة القدم.

وبالعودة إلى بعض جوانب الأجابة على السؤال الرئيسي والذي يعكس قلقا مشروعا حول مستقبل نجوم المنتخب رغم الأداء القوي في التصفيات، فربما الأمر يعود لعدة أسباب رئيسية، منها ما هو هيكلي وما هو متعلق باللاعبين أنفسهم.

ويبرز هنا سبب مهم وهو ضعف التغطية الإعلامية والتسويقية، حيث أن الإعلام الرياضي العربي والدولي لا يسلّط الضوء الكافي على المنتخب الأردني كما يفعل مع منتخبات مثل السعودية أو مصر أو المغرب.

وهناك أيضاً سبب مهم، وهو غياب الترويج الفردي للاعبين، مثل إنتاج مقاطع "هايلايت" احترافية أو نشر قصصهم الشخصية على منصات عالمية.

أما غياب وكلاء أعمال محترفين دوليين، فهو من المؤثرات المباشرة لعدد كبير من لاعبي النشامى الذين لا يملكون وكلاء أعمال، أو يتعاملون مع وسطاء محدودي النفوذ في السوق العالمي، بالإضافة إلى عدم وجود شركات تسويق رياضي تمثل الكرة الأردنية بقوة في أوروبا أو الخليج أو شرق آسيا، أو ربما شحيحة أو غير مؤثرة.

ولا ننسى هنا ضعف العلاقات بين الأندية الأردنية والأندية الخارجية، حيث أن الأندية الأردنية ليست جزءاً من شبكات تبادل اللاعبين العالمية مثل نظيراتها في شمال أفريقيا (تونس والمغرب مثلاً)، ولا توجد شراكات استراتيجية أو تعاونات فاعلة بين اتحاد الكرة وأندية أو اتحادات كروية خارجية.

وتبرز من جديد الرؤية النمطية عن الدوري الأردني، لأن بعض الكشافين والمدراء الفنيين في الخارج لا ينظرون إلى الدوري الأردني كمصدر مواهب، بسبب قلة النجوم الذين احترفوا ونجحوا في أوروبا أو الخليج سابقًا، رغم أن طفرات قد ظهرت وأتت أوكلها واللاعب موسى التعمري مثال حي في هذا السياق.

ما سلف، كان بعضاً من أسباب عدم توقيع نجوم المنتخب لعقود كبيرة أو قوية في دوريات كرة القدم حول العالم، فالوقت يمضي دون نتيجة، مما اضطر وسيضطر بعضهم للتفكير بعروض محلية مع أندية كبيرة، حيث ينتظر أن تشهد الأيام المقبلة حسم صفقات مهمة قد تقلب موازين القوى لدى الفرق المنافسة على الألقاب.

ويعتبر فريق الحسين المتوّج بلقب دوري المحترفين في آخر موسمين، الأقل نشاطاً في سوق التعاقدات خلال الفترة الحالية مقارنة مع منافسيه الفيصلي والوحدات، لكن يبدو أنه يتحين الفرصة المناسبة بهدف تعزيز صفوفه بنجوم منتخب الأردن ممن لم يستطيعوا تأمين عقود خارجية.

ويسعى نادي الحسين إلى تعزيز صفوفه بلاعبين مؤثرين من أمثال علي علوان ونزار الرشدان ودخل في الوقت نفسه بمفاوضات مع اللاعب أحمد عساف والأخير ما يزال مرشحاً قوياً للعب بصفوف الفيصلي.

وما تزال مفاوضات الفيصلي مع اللاعب أحمد بني مصطفى تراوح مكانها حيث ينتظر أن ينجز الأخير الأوراق الرسمية لدى الاتحاد الروماني وبما يمكنه من التوقيع معه بشكل قانوني.

ولا شك أن الخيار الأفضل لنجوم منتخب الأردن ممن لم ينجحوا في تأمين عقود خارجية، هو اللعب لأندية محلية جماهيرية تنافس على الألقاب، وقد يكون الحسين إربد الأقرب لحساباتها في ظل أنه سيشارك خارجياً في دوري أبطال آسيا 2.

ويعي نجوم المنتخب أن الأندية المحلية لن تنتظرهم أكثر مما مضى، فالموسم الجديد سيبدأ بعد أسبوعين تقريباً، مما سيدفعهم في الأيام القليلة المقبلة، إلى حسم أمرهم والالتحاق بالتدريبات.

ويبرز من نجوم المنتخب الذين لم يتمكنوا حتى الآن من تأمين عقود احترافية خارجية لهم: حارس المرمى محمد العمواسي، عبد الله نصيب، أحمد عساف، نزار الرشدان، علي علوان، محمد أبو زريق "شرارة"، وما زال اللاعب يزن النعيمات يحاول أن يتخالص مع نادي العربي القطري بودية.. فعسى الأيام أن تفصح عما هو خير.

الرأي