• 4:01:32 PM
  • |
الصفحة الرئيسية رياضة محلية ماذا لو كان في كل نادٍ أردني مثل أبو عبيد؟
  • التعليقات: 0

ماذا لو كان في كل نادٍ أردني مثل أبو عبيد؟

11-10-2025 02:31 PM

جريدة الملاعب -


محمد نبيل - لم أكن يوماً أحد "المطبلين" أو التابعين لشخصية بعينها، ولست من الحاقدين أو الناكرين لمجهود أي شخص بسبب انتمائه أو خلفيته النادوية، ولست صاحب "أجندات" أو ممن يختارون الصمت عن الحق.

لكن ما يقدمه عامر أبو عبيد رئيس نادي الحسين إربد في هذه المرحلة يستحق أن يقال عنه بوضوح إنه يفعل المستحيل في كرتنا الأردنية، ويفكر خارج الإطار التقليدي الذي ظلت الرياضة الأردنية حبيسة له لعقود.

أبو عبيد تجاوز بفكره وإدارته العديد من الشخصيات البارزة رياضيا، لأنه ببساطة لا يعمل ضمن حدود "النادي"، بل ضمن رؤية وطنية أوسع تستند إلى التحول من الرياضة كهواية إلى الرياضة كصناعة واستثمار واستدامة، حيث أنه إنه ينفذ وبخطى واضحة توجهات وتطلعات سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في تطوير قطاع الرياضة وجعله عنصراً فاعلاً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

اليوم، ومع إعلان نادي الحسين عن رؤيته الجديدة "NIDS"، يبدو أن إربد لم تعد فقط مدينة للمواهب والكرة الجميلة، بل أصبحت منصة انطلاق نحو فكر رياضي مختلف يعيد تعريف الإدارة الرياضية ويضع الأردن على طريق الاحتراف الحقيقي.


رؤية تتجاوز الملعب

أعلن أبو عبيد الخميس عن رؤيته الجديدة تحت عنوان "NIDS" في خطوة وصفها المتابعون للشأن الرياضي في الأردن كواحدة من أكبر المبادرات طموحاً في تاريخ الأندية الأردنية، وهي خطة شاملة تهدف إلى تحويل الرياضة الأردنية إلى صناعة متكاملة تقوم على الاحتراف، التطوير، والاستثمار.

الفكرة الجوهرية للمشروع تقوم على إعادة صياغة العلاقة بين النادي واللاعب والجماهير والمستثمرين، ضمن منظومة واحدة حديثة تستند إلى الفكر المؤسسي، فبدلاً من أن يبقى النادي مجرد فريق ينافس على البطولات، يسعى الحسين إربد إلى أن يصبح كياناً اقتصادياً رياضياً قادراً على النمو الذاتي وتوليد العائدات وتحقيق الاستدامة.

ووفق ما أكده النادي في بيانه، فإن "NIDS" تمثل تحولاً استراتيجياً في مفهوم العمل الرياضي، ويهدف إلى فتح آفاق جديدة أمام الاستثمار الرياضي وتعزيز مكانة الرياضة الأردنية إقليمياً، من خلال بناء منظومة احترافية تترجم الشغف إلى قيمة اقتصادية حقيقية.



استحواذ أوروبي ومحلي وجسر للاحتراف

ومن بين أبرز ملامح الرؤية الجديدة ما كشفه عامر أبو عبيد حول الاقتراب من الاستحواذ على نادٍ أوروبي، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ الرياضة الأردنية، حيث قال أبو عبيد ان المشروع في مراحله النهائية، وسيكون هذا النادي جسراً حقيقياً للاحتراف الخارجي أمام اللاعبين الأردنيين، بهدف فتح الباب أمام المواهب المحلية للانتقال إلى بيئات كروية أكثر تطوراً.

هذه الخطوة الجريئة ستحمل في عمقها رؤية اقتصادية ورياضية وطنية، إذ لا تقتصر على إرسال لاعبين إلى الخارج، بل تسعى لبناء قنوات تبادل وخبرات مستدامة بين الأردن وأوروبا، بما يخدم تطوير البنية الكروية الأردنية على المدى الطويل.

ويتوقع أن يشكل هذا المشروع حال اكتماله، منعطفا حقيقياً في مسار تصدير اللاعبين الأردنيين، من خلال إطار مؤسسي منظم بعيداً عن الاجتهادات الفردية أو الصفقات العشوائية التي كانت السمة السائدة في الماضي.

طموح أبو عبيد لم يتوقف عند حدود الاحتراف الخارجي، إذ أعلن أيضا عن العمل على الاستحواذ على نادٍ محلي جديد، بما يتماشى مع الرؤية الوطنية لتطوير كرة القدم الأردنية وتعزيز التنافسية بين الأندية.



ملعب جديد.. من حلم إلى واقع

وبما يتعلق بالبنية التحتية، كشف أبو عبيد عن مشروع إنشاء ملعب جديد بسعة عشرة آلاف متفرج، ليكون الملعب الرسمي لنادي الحسين إربد، ليعتبر ركيزة اقتصادية وجماهيرية، إذ سيسمح للنادي بتنظيم الفعاليات الرياضية والترفيهية، ويشكل مصدر دخل مستدام يخفف الاعتماد على الدعم التقليدي كما سيعزز من هوية "الملكي" المؤسسية ويمنحه استقلالية مالية.

ما يقدمه أبو عبيد لا يمكن النظر إليه كمبادرة تخص نادي الحسين أو مدينة إربد فقط، بل هو مشروع وطني متكامل يسعى لرفع مكانة الرياضة الأردنية وتعزيز حضورها الإقليمي، حيث يتجاوز اللون الأصفر والأسود، ويضع لبنة أولى في مشروع وطني شامل يعيد تعريف معنى النادي الرياضي ودوره وحدود تأثيره في المجتمع والاقتصاد.



ماذا لو كان في كل نادٍ أردني مثل أبو عبيد؟

اسأل نفسي مراراً وتكراراً:"ماذا لو كان في كل نادٍ أردني شخصية تملك فكراً مثل عامر أبو عبيد؟"

شخص لا ينتظر الدعم بل يصنعه، ولا يكتفي بالشكوى من الواقع بل يبادر لتغييره، ولا يرى في النادي مجرد فريق كرة قدم بل منظومة إنتاج وفكر وتنمية.

لو امتلكت الأندية الأردنية إدارات من هذا الطراز، لتغير وجه الرياضة الوطنية كلياً، ولتحولت من عبءٍ مالي إلى قوة اقتصادية وثقافية تسهم في خلق فرص عمل، وتطوير المواهب، ورفع اسم الأردن في المحافل الدولية.

أبو عبيد لا يعمل بمعزل عن الآخرين، بل يقدم نموذجاً عملياً يؤكد فيه أن الرياضة يمكن أن تكون مشروعاً وطنياً ناجحاً إذا وجد من يؤمن بها بصدق ويقودها بعقلية المستقبل.

ولو تكرر هذا الفكر في كل نادٍ وخاصةً في أندية الفيصلي والوحدات والرمثا، لما كنا نبحث عن الاحتراف في الخارج، بل كنا نصدره من هنا، من قلب الأردن.






  • التعليقات: 0

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع الملاعب الرياضي بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع الملاعب الرياضي علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :