من ساحة تنافس إلى ساحة حذر .. الأندية تختنق في درع الاتحاد!!

جريدة الملاعب - دعاء الموسى

على الرغم من الندية العالية والروح القتالية التي اعتدنا مشاهدتها بين الأندية في منافسات دوري المحترفين ، إلا أن الصورة انقلبت تمامًا في بطولة درع الاتحاد، التي تحولت من ساحة تنافس وإثبات للقدرات إلى مجرد مباريات شكلية يخوضها الجميع بحذر مفرط، وكأن الهدف الأسمى منها هو الخروج “بلا إصابات” لا أكثر.

فما نشهده اليوم من أداء باهت وفقر في الحماس داخل المستطيل الأخضر لا يعكس طموحات الجماهير، ولا يليق بأسماء الأندية ولا بتاريخها، وخاصة في ظل المفارقة الفنية بين كلا البطولتين، والسبب الأبرز لا يحتاج إلى كثير من التحليل، أرضية ستاد الأمير محمد بالزرقاء، التي تحوّلت من ملعب لكرة القدم إلى اختبار لقدرة اللاعبين على الصمود.

أرضيةٌ قاسية، غير صالحة للمنافسات، تقتل المتعة، وتربك المدربين، وتنهك اللاعبين بدلاً من أن تبرز قدراتهم،ومع ذلك، الاصرار على إقامة المباريات هناك أمر غير مفهوم، مهما بلغت الخسائر!!

المدربون اليوم يقفون على الخط لا ليوجهوا لاعبيهم نحو الهجوم أو الدفاع، بل ليحذروهم من التزحلق، ومن التواء الكاحل، وهلم جرًا من الإصابات التي عانى منها عدة لاعبين منذ انطلاق تلك البطولة، فكيف تنتظر أن يصنع اللاعب المتعة، وهو يخشى أن يفقد موسمه بإصابة على أرض غير آمنة.

بطولة الدرع التي كانت في يوم من الأيام انطلاقة الموسم ونافذة لاكتشاف المواهب الجديدة، أصبحت بطولة للقلق، ومصدرَ خوف لا شغف، فالجميع غائب من جماهير وإعلام وداعمين حتى أن وصل الأمر إلى غياب الروح بين كل من يخوض المنافسة على ستاد الرعب.

كل من يتابع المستديرة يدرك أن كرة القدم لا تُمارس بالعزيمة فقط، بل بالظروف التي تحفظ اللاعبين وتصون المتعة وتحفظ الجهد، فما نراه اليوم ليس كرة قدم، بل تمارين في الحذر.. وخطوات على أرض تُعاند اللعبة وعشاقها!!